علمت المرأة السورية أن مجتمعاً محكوماً بالقمع والظلم لن يقدم لها شيئاً وسيبقيها مكانها بل سيقضي على مستقبل أبنائها، لذلك خرجت هاتفة للحرية ورفعت لافتات ساهمت في كتابتها، وضمدت جراح إخوة لها وشاركت في نقل المساعدة والمعلومة والصورة لوسائل الإعلام. وكانت تضحيات المرأة السورية التي قدمتها للثورة أكبر من أن تعد وتحصى بعد مشاركتها في الحراك السلمي وفي شؤون الإغاثة، فقد اعتقلت وهجرت واغتصبت وفقدت زوجها أو أبناء لها. وسجل التاريخ قصص نساء سوريات عرفن بالصبر والقوة والشجاعة، في مواجهة ظروف فرضها بطش نظام الأسد الذي أراد كسر شوكة الثورة. فمنذ بداية الحراك في سورية بتاريخ 15 آذار 2011، خرجت صبايا ونساء وسيدات سورية للتعبير عن توقهن للحرية، وسرن في مقدمة المظاهرات في أغلب الأحيان لحماية الرجال من الاعتقال. وشاركت في “المظاهرات الطيارة”( سميت طيارة كون عدد المتظاهرين فيها لا يتجاوز العشرات، كما أنها تبدأ وتنتهي فجأة خلال نحو 10 دقائق وقد تنتقل إلى مكان آخر) حيث ساهمت في كتابة شعارات على الشوارع والجدران المحيطة. وحالها كحال الرجل، اعتقلت المرأة، وبحسب أرقام هيئة الأمم المتحدة، هناك ما يزيد عن 7000 سيدة بينهن 1000 طالبة جامعية تم اعتقالهن من قبل قوات نظام الأسد منذ بداية الثورة السورية في فبراير 2011. في حين تقول هيومان رايتس ووتش في إحصائياتها أن هناك أكثر من 6400 امرأة سجينة رأي لمشاركتها بالمظاهرات أو بالحملات الاغاثية. كما قدمت روحها قرباناً على معبد الحرية، حيث سجلت قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية، بلوغ عدد الشهيدات حتى تاريخ 19/2/2014 حوالي 10389 شهيدة من بينهم 2416 شهيدة في حلب و2059 من ريف دمشق(I).وفي المعتقل وخارجه، خبرت المرأة أسوأ أنواع العذاب ومن بينها الاغتصاب فقد تعرضت أكثر من 6,000 امرأة سورية للعنف القائم على الجنس بما في ذلك الاغتصاب. وكانت المرأة جزءا من المؤسسات السياسية الثورية، وقدمت الكثير في الشأن السياسي، فكانت عضوة في المجلس الوطني وفي المجلس الوطني الكردي، وفي الائتلاف الوطني السوري. وعلى الصعيد الاجتماعي، لم تبخل المرأة السورية بزيارة عوائل الشهداء والمعتقلين، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والمادي لبعضهن، مع تنظيم عدة دورات تدريبية منها دورات الإسعاف الأولي ودورات الدعم النفسي للأطفال المصابين بالصدمات. وحتى في القتال، شاركت المرأة السورية إلى جانب الجيش السوري الحر في مواجهة قوات النظام والميليشيات الموالية له. وكمعاناة عائلتها، ذاقت المرأة السورية علقم التشرد واللجوء في الدول المجاورة لسورية في انتظار تحقيق حريتها وكرامتها وكرامة عائلتها.
للحصول على التقرير: اضغط هنا