بيان صحفي
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
17 آذار، 2016
في الذكرى الخامسة للثورة السورية، ها هم السوريون يعيشون اليوم آذاراً جديداً، يحمل نكهة آذارهم الأول، تتوالى فيه بشائر الانتصار، بعد سنوات طويلة صعبة، اليوم، ورغم الموت والدمار، رغم الاعتقال ورغم الحصار، تمكن السوريون من فرض واقع مختلف، الواقع الذي أرادوه رغم إرادات كثيرة ناصبتهم العداء.
السنوات الخمس المنصرمة وعلى الرغم مما أورثته من جراح؛ إلا أنها كشفت حقيقة الإنسان السوري، ومعدنه الثمين. كشفت ما للمرأة السورية من عزة، وما للرجل السوري من بطولة، وها هم السوريون يثبتون من جديد وعياً بمنطلقاتهم، ووعياً بأهدافهم والطرق المؤدية لبلوغها، وباتوا أكثر إدراكاً، بعد خمسة أعوام، للجهات التي تحول دونهم ودون حريتهم، الجهات التي لم تعد تقتصر على نظام الأسد وإنما تعدته إلى وقوف الثورة السورية بوجه الإرهاب ومقارعة تنظيماته المختلفة سواء الأيديلوجي منها أو القومي.
اليوم، وأمام مستجدات هامة ومصيرية، وسواء استمر انبلاج الفجر أو عادت الظلمة لتغطي سماءنا من جديد، فإن خيارنا الوحيد كان وما زال وسيبقى دائماً التشبث بالحق الذي خرجنا باسمه ومن أجله، وسيكون أصدق وفاء وأثمن عرفان نتقدم به كسوريين إلى أرواح شهداء ثورتنا، شهداء الحق والحرية والعدالة، أن نصبر ونصابر ونعمل حتى نحقق ما بذلوا أرواحهم الغالية في سبيله.
وكما جاءت تظاهرات الشعب السوري التي خرجت خلال الأيام الماضية، استمرارا لمظاهرات اليوم الأول من الثورة، كذلك فقد جاءت لتحمل رسالة مكتوبة بلغة يفهمها الجميع، رسالة وضّحها علم الثورة السورية الممتد من درعا إلى حلب بما يمثله من حقوق مشروعة وما يرسمه من طريق نحو الحرية والخلاص، ليس للثائرين فحسب، وإنما لكل السوريين، فذكرى الثورة هي مناسبة لدعوة جديدة لكل السوريين للالتفاف حولها كهوية جامعة والالتحاق بصفوفها.
الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للمعتقلين،
عاشت سورية وعاش شعبها حراً عزيزاً.