بيان صحفي
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
15 آذار، 2015
منذ أربعة أعوام خط أطفال درعا أول رسم للحرية على جدران سورية، ذاك المفهوم الذي ظل مدفوناً على مدار ٥٠ عاماً من حقبة الاستبداد لينتفض الشعب السوري ويرسم طريقه بدمه ويبدأ ثورته ضد الظلم والطغيان.
أربعة أعوام انقضت من عمر ثورة الشعب السوري وبقيت عزيمته كما هي لتحقيق حلمه في نيل الحرية والكرامة ، كما لم تتغير لغة النظام بالقتل والتدمير وارتكاب المزيد من الجرائم، لتدخل الثورة السورية عامها الخامس بما يزيد عن 220 ألف شهيد ارتقوا لتستمر، ومثلهم من المعتقلين الرازحين في الأقبية المظلمة، وملايين المشردين في المخيمات ودول اللجوء .
أربعة أعوام مرت بالكثير من التحولات والثابت الوحيد هو تضحيات الشعب السوري وإرادته في الإنتصار ، ولم تعد الثورة السورية مجرد كفاح من أجل تحقيق رفعة الشعب السوري والارتقاء به إلى مستوى المدنيات المعاصرة فحسب بل باتت معركة تحرير ضد محتل أجنبي بعد سقوط النظام فعليا وعجزه عن كبح إرادة الشعب بكافة أدوات الترسانة العسكرية التي دفع ضريبتها الشعب السوري بعرق جبينه للدفاع عن وحدة البلاد .
إن شعبنا الأبي الذي يدون التاريخ عظمته وجبن جلاده . أجدر بأن يوحد جهوده ويتعاون مع قيادته يصوب مسيرتها ويعمل معها على تأسيس سوريا الجديدة دولة العدل والحريات يشارك جميع المكونات في بناء نهضتها وتفعيل مؤسساتها في إطار مجتمع تعددي لا تجاوز لسلطة فيها على أخرى وجيش حيادي تجاه جميع التيارات والمكونات يؤمّن حماية البلاد واستقرارها و لقد أثبتت المرأة السورية في هذا الإطار تميزها في دعم الثورة على جميع الأصعدة وتحت كافة الظروف وإن دورها في الأنشطة المتعددة سيبرز بقوة أكثر في المرحلة القادمة .
إن إسقاط رأس النظام و جهازه الأمني من أي حل سياسي مستقبلي هو مطلب رئيسي للثورة كما هو هدف أساسي في أي عملية تفاوضية ، والعمل من أجل تقوية الجيش الحر ومأسسته ليحمي المواطنين ويكون نواة لجيش سوريا الحرة هو الضامن لنجاح الحل الذي يقود البلاد إلى المرحلة الانتقالية وإعادة الإعمار .
إن محاولات تعديل مطلب الثورة عن هدف إسقاط النظام الحالي وزجها في مسار الحوار معه أثبتت فشلها برفض الشعب السوري لها وإصراره على تحقيق هدفه المعلن في إسقاط النظام كما أن باب الحوار مفتوح مع كل من يريد أن يضم جهوده إلى الإئتلاف لتحقيق أهداف الثورة . وإن أي مبادرة إقليمية أو دولية يجب أن تهدف إلى تطبيق النقاط الست للمبعوث الدولي كوفي أنان والقرارات الدولية الصادرة في هذا الإطار .
إن ثورة سوريا أصبحت تعول على نجاحها الأمة بأكملها وهي أهل بأن تنال شرف تحقيق الانتصار واستقرار المنطقة بتوحيد قواها وتسخير إمكاناتها نحو تحقيق هدفها .
إنتا نعد شعبنا بأننا سنبذل كل ما في وسعنا دون أن نوفر جهداً في سبيل المضي في قيادة هذه الثورة نحو تحقيق مطالبها، والسعي لنكون على قدر هذه التضحيات التي قدمها مستلهمين الصبر والعزيمة ممن رحلوا في سبيل هذا الهدف، من ابتسامة طفل في مخيم يحلم ببلد آمن ومدرسة، من أم شهيد تفتخر بارتقائه، ومن شعب ما فتئ يذهل العالم بإصراره على نيل كرامته.
الخلود لشهدائنا والحريّة لمعتقلينا والشفاء لجرحانا والعزة لوطننا.