تعتبر المملكة المتحدة من الدول المهمة التي دعمت الشعب السوري في ثورته ضد نظام بشار الأسد منذ السنة الأولى على بداية الثورة، وهي فعّالة في مجموعة “أصدقاء الشعب السوري”، من ناحية الدعم الإغاثي المقدم للنازحين واللاجئين في داخل سورية وخارجها. كما أن المملكة المتحدة تعتبر مقصدا للسوريين الهاربين من الموت المجان في بلادهم، رغم بعد بريطانيا عن سورية، وصعوبة الطريق الواصل إليها. وعلى المستوى السياسي، كانت المملكة المتحدة سبّاقة في الاعتراف بشرعية الائتلاف الوطني السوري من ناحية تمثيله للشعب السوري وثورته منذ مؤتمر مراكش في عام 2012، وفي سبيل ذلك، افتتحت مكتبا يمثل الائتلاف في لندن، حيث تم تعيين الأستاذ وليد سفور سفيرا للائتلاف الوطني السوري. وفي مقابلة خاصة أجراها المكتب الإعلامي للائتلاف مع السفير، أجاب فيها:
– منذ متى بدأتم نشاطكم الرسمي في مكتب الائتلاف في لندن؟
بدأ نشاطنا في مكتب الائتلاف بلندن عندما اعترفت بريطانيا بالائتلاف الوطني الوطني السوري ممثلاً للشعب السوري في مؤتمر مراكش المشهور، وعينت ممثلاً للائتلاف بتاريخ 26 تشرين الثاني / نوفمبر 2012 ، وخطّ المكتب خطوطاً عديدة في النشاط الدبلوماسي والسياسي والإعلامي والتنسيق الإغاثي.
– ما هو العدد التقريبي للاجئين السوريين في بريطانيا والذين قدموا بعد بداية الثورة؟
لا يوجد إحصاء رسمي، لكن حسب تقدير وزارة الداخلية البريطانية بلغ عدد السوريين الذين منحوا تأشيرة إقامة لجوء العام الماضي حوالي 1500 سوري. كما قررت الحكومة البريطانية منح إقامة من خارج المملكة لحوالي 500 سوري من الأكثر تأثراً بالأحداث الدامية، لكن الحكومة البريطانية تسهل حالياً منح تأشيرات الإقامة للمتقدمين من داخل البلاد، وقامت بتمديد إقامة كافة المقيمين بصورة مؤقتة من السوريين، كما أنها منحت الطلاب السوريين المبتعثين والقادمين للدراسة على حسابهم الخاص إقامة لجوء.
– ما هي الخدمات المقدمة للاجئين السوريين في بريطانيا؟
الحكومة البريطانية تقوم عادة بتأمين المستلزمات الضرورية من السكن والمعيشة والتعليم للأطفال وفق القوانين السارية، وعلمنا أيضاً من وزارة الداخلية أن السلطات تقوم بترتيب برنامج خاص للأسر الذين تستقدمهم بسبب الوضع النفسي والصحي لهذه الأسر. نحاول أن نشكل مجموعات تساعد الأسر والأشخاص في التعرف على الخدمات وترشدهم على عملية التنقل وقضاء الحاجيات المختلفة حتى يألفوا البيئة الجديدة التي انتقلوا إليها، والتي تختلف كثيراً عن واقع البيئة العربية.
– ما هي الفعاليات التي تقومون بها بشكل دوري؟
نقوم في مكتب الائتلاف، حسب الإمكانات المتوفرة، بالتغطية الإعلامية وخصوصاً بالإنجليزية لبيان ما يعانيه الشعب السوري وما يطلبه من حقوق وكيف يتعامل نظام بشار الأسد مع عامة الشعب السوري. كما نتواصل مع الإعلام بكل أصنافه لأنه المؤشر الرئيسي الذي يغير الرأي العام في البلاد، ونحاول التواصل مع البعثات والسلك الدبلوماسي في بريطانيا للتعريف بالقضية السورية. وأيضا نحاول ترشيد وتنسيق العمل الإغاثي الذي تقوم به العديد من المنظمات الإغاثية الدولية والإسلامية والسورية ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً. بالإضافة إلى ذلك نقيم المحاضرات والندوات المختلفة للتعريف بالقضية السورية على كافة مستوياتها وكذلك ننظم الفعاليات الرئيسية مثل المسيرات السنوية والموسمية والتي يشارك فيها كثير من السوريين وغير السوريين المقيمين في المملكة المتحدة.
– كيف تتواصلون مع السوريين وماهي الخدمات التي تقدمونها لهم داخل المدني السورية؟
التواصل مع السوريين يكون عبر المؤسسات الإغاثية التي تقدم العون والإغاثة بكل أشكالها للشعب السوري. بريطانيا بلد مهم من الناحية الإغاثية ففيها عشرات المؤسسات الإغاثية العاملة التي تنشط في سورية سواء من ناحية الغذاء أو تنقية المياه أو السكن أو التعليم وحتى تقديم الخدمات الطبية والنفسية، ولذلك نحاول تنسيق وترشيد عمل هذه المؤسسات وهناك استجابة من بعضها بينما يفضل بعضها الآخر أن يعمل بصورة منفردة.
– ما هو مدى تعاون الحكومة البريطانية معكم، وكيف تنسقون العمل المشترك معهم؟
موقف الحكومة البريطانية متقدم في تقديم الدعم الإغاثي والإنساني واللوجستي والسياسي للشعب السوري وللثورة السورية، ومعظم اجتماعات الدول الرئيسية لأصدقاء الشعب السوري تعقد في لندن باستضافة الخارجية البريطانية حيث تتخذ القرارات السياسية الداعمة لحق الشعب السوري في الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية، ولقد قدمت الحكومة البريطانية مؤخراً مبلغا بقيمة نصف مليار دولار من المساعدات الإنسانية، وأرسلت المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة. (المصدر: الائتلاف)