تلقى الأمين العام للائتلاف مصطفى صباغ دعوة من منتدى حوار المنامة الذي يقيمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. وهو مؤتمر سنوي عن الأمن الدولي تُشارك فيه مئات الدول على أعلى المستويات. أقيم المنتدى تحت رعاية ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة في العاصمة البحرينية المنامة في الفترة ما بين 7-9 ديسمبر / كانون الأول 2012، وناقش المنتدى الذي يحضره كوكبة من واضعي السياسات وصناع القرار من رؤساء الوزراء ووزراء الخارجية ووزراء الدفاع ومستشارو الأمن القومي، وبعض قادة الجيوش والاستخبارات ورجال الفكر والإعلام والخبراء وقادة الأعمال قضايا الأمن الاقليمي في ضوء التحديات الأمنية والاستراتيجية التي تفرضها التطورات الجارية في الساحتين الاقليمية والدولية وتأثيراتها على مستقبل المنطقة، وأحد أهم تلك التطورات : الأوضاع الملتهبة في سورية وتأثيرها على الأمن الإقليمي.
• أبرز النقاط التي تحدث حولها الامين العام:
o تشكيل الائتلاف كنتيجة لجهود كبيرة من القوى المعارضة والثورية، وأن أهم ما يميزه هو التمثيلُ القوي للمجالس المحلية التي تم العمل على إنشائها منذ شهور.
o يتميز الائتلاف بتركيزه على وضع تصورٍ لبناء مؤسسات قادرة على إدارة الثورة والمرحلة الانتقالية بشكلٍ منظّم وبعيداً عن الفوضى، وصولاً إلى تحقيق أهداف الثورة السورية في بناء الدولة المدنية التعددية الديمقراطية.
o أكد على رؤية الائتلاف الواضحة لبناء الدولة الديمقراطية التعددية، والنهوض بأعباء إعادة الإعمار والتنمية الشاملة على الصعيد الداخلي.
o عدَّد ركائز الرؤية لدور سوريا الإقليمي في مرحلة ما بعد الأسد بالمساهمة الفعالة في بناء الاستقرار والسلام الإقليمي والدولي، وتصحيح مسار العلاقة مع دول الجوار، والعمل على استعادة الجولان المحتل، ودعم جهود الشعب الفلسطيني لتحقيق المصالحة الوطنية وتحرير الأراضي المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية، و تحسين علاقات سوريا مع كافة الدول الصديقة، خاصة تلك التي وقفت مع شعبنا السوري ودعمت ثورته المباركة.
o دعا الدول التي تقدم الدعم للنظام السوري، وعلى رأسها روسيا وإيران، إلى التوقف عن مد آلة القتل للنظام السوري، والمساهمة الإيجابية مع الدول العربية والصديقة في إطلاق عملية سياسية تضع حداً للقتل والدمار بشكلٍ مباشر.
o أكد بأن الثورة السورية تمر الآن بمرحلةٍ حرجة ودقيقة، حيث قدّم شعبنا ما يزيد عن 40 ألف شهيد، وأكثر من ضعفِ هذا العدد من الجرحى، وما يربو على 50 ألف مفقود، إضافة إلى ملايين السوريين الذين هُجّروا من ديارهم، ودُمرت بيوتهم، وقُطّعت سبل عيشهم، الأمر الذي يضعنا أمام تحد غير مسبوق في تاريخ سوريا.
وفيما يلي نص الكلمة الافتتاحية التي ألقاها:
أصحاب السمو والمعالي، السيدات والسادة
نشكر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ودولة البحرين حكومةً وشعباً على استضافة هذا المؤتمر الهام، ونتمنى لفعالياته كل التوفيق والنجاح.
السيدات والسادة
لقد جاء تشكيل ائتلافنا نتيجة جهودٍ كبيرة من القوى المعارضة والثورية، ومرَّ بمراحل عديدة، كان أحد أهم محطاتها تشكيلُ المجلس الوطني السوري الذي كنا من مؤسسيه. إن أهم ما يميز الائتلاف، إضافة إلى استفادته من تجربة المجلس الوطني وحرصه على أن يكون المجلس أحد مكوناته الأساسية، هو التمثيلُ القوي للمجالس المحلية التي تم العمل على إنشائها منذ شهور، لتكون جسر التواصل بين العمل السياسي والإغاثي للقوى المعارضة والجاليات السورية الداعمة للثورة وبين متطلبات الداخل، خاصة في المناطق التي تُدار بشكلٍ ذاتي من قبل الحراك الثوري والعسكري. وقد ظهرت أهميةُ هذا المكوّن وازدادت من خلال انتخاب الأستاذ أحمد معاذ الخطيب رئيساً للائتلاف، حيث حضر الاجتماع التأسيسي كممثلٍ للمجلس المحلي لمدينة دمشق.
إضافةً إلى هذا، يتميز الائتلاف بتركيزه على وضع تصورٍ لبناء مؤسسات قادرة على إدارة الثورة والمرحلة الانتقالية بشكلٍ منظّم وبعيداً عن الفوضى، وصولاً إلى تحقيق أهداف الثورة السورية في بناء الدولة المدنية التعددية الديمقراطية. ومن هنا، جاءت تركيبةُ أعضاء الهيئة العامة للائتلاف، بحيث تمثل أهم قوى المعارضة والحراك الثوري، وتمّ تبنّي نظامٍ أساسي قادرٍ على وضع آليات عملية لاختيار حكومةٍ انتقالية، ومجلسٍ عسكري أعلى، وهيئةٍ قانونية، معايير اختيارها الكفاءة، من دون القفز على مراعاة توازنات التركيبة الديمغرافية السورية. كما قام زملائنا بالعمل على تقديم رؤية تفصيلية لمرحلة مابعد الأسد، باسم مشروع “اليوم التالي”، تناولات مجالات سيادة القانون، والعدالة الانتقالية، وإصلاح القطاع الأمني، والتصميم الدستوري والانتخابي، والسياسات الاقتصادية والاجتماعية.
السيدات والسادة
إننا وإذ نركز على التحديات الملحة التي تواجه شعبنا، ننطلق من رؤية واضحة في سعينا إلى بناء الدولة الديمقراطية التعددية، والنهوض بأعباء إعادة الإعمار والتنمية الشاملة على الصعيد الداخلي. وترتكز رؤيتنا لدور سوريا الإقليمي في مرحلة ما بعد الأسد على المساهمة الفعالة في بناء الاستقرار والسلام الإقليمي والدولي، وذلك من خلال عودة سوريا إلى حضنها العربي، ومساهمتها في بناء نظامٍ عربي جديد في مرحلة ما بعد الربيع العربي، يعكس تطلعات الشعوب العربية في حياة أفضل لملايين الشباب الباحث عن فرصٍ للإنتاج والإبداع والعمل وعن غدٍ أفضل في مختلف المجالات.
أما الركيزة الثانية لدور سوريا الإقليمي فتتمثل في تصحيح مسار العلاقة مع دول الجوار، بحيث تقوم هذه العلاقة على احترام السيادة الوطنية، وتعميق العلاقات بما يخدم مصالح شعوب أبناء المنطقة جميعاً.
أما الركيزة الثالثة فهي العمل على استعادة الجولان المحتل، ودعم جهود الشعب الفلسطيني لتحقيق المصالحة الوطنية، وإقامة الدولة الفلسطينية، بما يحقق السلام العادل والشامل.
أخيراً، فإننا سنعمل على تحسين علاقات سوريا مع كافة الدول الصديقة، خاصة تلك التي وقفت مع شعبنا السوري ودعمت ثورته المباركة.
وبهذه المناسبة، فإننا ندعو الدول التي تقدم الدعم للنظام السوري، وعلى رأسها روسيا وإيران، إلى التوقف عن مد آلة القتل للنظام السوري، والمساهمة الإيجابية مع الدول العربية والصديقة في إطلاق عملية سياسية تضع حداً للقتل والدمار بشكلٍ مباشر، وتُمكّن الشعب السوري من تحقيق تطلعاته في العيش بحرية وكرامة. إن الوقت لم يفت لهذه الدول كي ترى أن سوريا أكبرُ من هذا النظام الذي فقد كل شرعيته عندما لجأ إلى القتل والقمع في مواجهة المطالب المشروعة لشعبه الذي حُرم لعقود من أبسط حقوقه الإنسانية.
السيدات والسادة
تمر ثورتنا الآن بمرحلةٍ حرجة ودقيقة، تضعنا أمام تحديات كبيرة، وتتطلب منا تحقيق إنجازاتٍ عاجلة، خاصة فيما يتعلق بالحاجات الإنسانية الملحّة لشعبٍ يتعرض للقمع والتنكيل بطريقةٍ وحشية. كما تتعرض بلادنا إلى دمارٍ ممنهج من نظام أثبت أنه لا يحمل أدنى درجات المسؤولية الوطنية أو الإنسانية. لقد قدّم شعبنا مايزيد على 40 ألف شهيد، وأكثر من ضعفِ هذا العدد من الجرحى، ومايربو على 50 ألف مفقود، إضافة إلى مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين وجد بعضهم العون في دول الجوار التي نشكرها على استضافتها لهم.
لكن المأساة الحقيقية تتمثل في ملايين السوريين الذين هُجّروا من ديارهم، ودُمرت بيوتهم، وقُطّعت سبل عيشهم، الأمر الذي يضعنا أمام تحد غير مسبوق في تاريخ سوريا. أمام هذا الواقع، يجد الائتلاف نفسه يعمل على كافة المحاور الإغاثية والسياسية والإنسانية والعسكرية في آنٍ واحد. ورغم فداحة المأساة وكثرة التحديات، من نقص الذخيرة والعتاد، إلى تفوق النظام جوياً، فإن قوى المقاومة تُحققُ تقدماً ملموساً، ونشعر كل يوم باقتراب سقوط النظام الذي باتت علاماته واضحة. ومن هنا، فإننا نعمل في الائتلاف على وضع الخطط في كافة المجالات لمواجهة التحديات الهائلة التي تواجهنا. كما إننا نسابق الزمن لاستكمال مؤسسات الائتلاف، ونأمل أن نقوم بتسمية رئيس للحكومة الانتقالية قبل اجتماع أصدقاء الشعب السوري في مراكش، يوم 12 من ديسمبر الحالي.
السيدات والسادة
أمام هذه التحديات الجسام، نناشد أشقاءنا في مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وباقي الدول العربية والإسلامية والصديقة، لتقديم الدعم العاجل للشعب السوري في المجالات الإنسانية والإغاثية، ونأمل أن تقوم هذه الدول بالاعتراف بالائتلاف والحكومة المنبثقة عنه ممثلاً شرعياً ووحيداً، وتمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه أمام طائرات النظام وأسلحته الثقيلة.
السيدات والسادة
إننا موقنون بأن ثورتنا منتصرة بإذن الله، وبإمكانات شعبنا الذاتية، والدعم المتواضع من الدول الشقيقة والصديقة، لكن هاجسنا هو تخفيف تكلفة عملية التغيير، والتفرغ لمهام إعادة الإعمار والتركيز على التنمية الشاملة، والمساهمة الفعالة في حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي لصالح شعوب المنطقة جميعاً.
شكراً لكم والسلام عليكم