وصف رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا الانتخابات في سورية “بأنّها لا تعدو كونها تنصيب للأسد من قبل الولي الفقيه في إيران، وهو أشبه ما يكون بإعلان البغدادي نفسه أميرا على العراق والشام!”. وأكّد رئيس الائتلاف في خطاب وجهه للشعب السوري قبل يومٍ من الانتخابات” أنه لا يمكن للسفاح أن يصير رئيساً شرعيا حتى لو زرع صناديق اقتراع موهومة بعدد الصواريخ التي أسقطها فوق رؤوس ناخبيه. زمن عائلة الأسد قد ولى إلى غير رجعة، واستفتاءاتهم الدونكيشوتية لم تعد تنطلي حتى على الأطفال، وعربة ديموقراطيتهم لن تسير حتى لو أمنوا مرشحين اثنين لجرها أمامهم في حلبة السباق القائمة فوق جماجم الرضع وأشلاء النساء”. هذا وشكر الجربا في كلمته ما وصفها بـ” الوقفة الواحدة التي وقفها العالم الحر بما فيهم معظم الدول العربية الشقيقة بوجه المهزلة التي حاول أن يصطنعها نظام الإرهاب، حيث لم يسمحوا بفتح صندوق اقتراع واحد لمن فتح مستودعاته الكيماوية ليصبها فوق رؤوس الأبرياء العزل. وقف العالم كله كما وقفنا كسوريين أمام مشهد هزلي أسود، مشهد رسم عبره نظام الأسد آخر فصول التشبيح الانتخابي. فنظام المبايعة بالدم قرر أخيرا إجراء مسرحية انتخابية مكتوبة بدماء السوريين، فدماء المائتي ألف شهيد التي عام فوقها كرسي رأس العصابة الأسدية لم تكفيه، فقرر أن يشرع باب المستقبل السوري على بحور من الدماء. إن نظام الأسد المتنقل بين رمي البراميل الحارقة، وصناديق التصويت المحروقة داخليا ودوليا لم يتعلم من تجربته الماضية إلا درسا واحدا، ألا وهو، اقتل دمّر حتى يصوت لك ما تبقى من الناس. لكن الحسابات الخاطئة التي عودنا عليها ما زالت تلازمه، فالعصابة لا يمكن أن تصنع دولة مؤسسات حتى لو ركبوا لها نظاما بجسم إيراني ويتغذى من مرتزقة حزب الله ورفاقه في مدرسة الإجرام”. وفي خطابه ذكّر رئيس الائتلاف المجتمع الدولي بأن التراخي في اتخاذ موقف حازم تجاه مجازر الأسد، يكلّف السوريين كلّ يوم الكثير من الدماء، وقال: ” إن العالم الذي تراخى كثيرا، مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بزيادة الدعم وتسريع العمل، في كل ما سمعناه من وعود وما بدأنا نلمسه للمرة الأولى ،وهو كله فاتحة خير. ولكنني مضطر لأن أذكر مجددا أن وقت السوريين من دم”. وخاطب رئيس الائتلاف السوريين بقوله: ” يتأكد لنا اليوم، أن مشروع مافيا الأسد وصل إلى حائط مسدود،وما رأيتموه وترونه ما هو إلا مشهد الأنفاس الأخيرة. إنها انتخابات تشاوشيسكو الصورية الأخيرة التي حصد فيها تأييد كامل شعبه، قبل أن يسحقه الشعب نفسه. والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصر اليوم، بات معظم السوريين والعالم الحر على قناعة راسخة بأن الحل الوحيد الممكن لإخراج سورية والمنطقة من أكبر الأزمات التي عصفت بالشرق الأوسط هو سلوك الطريق الثالث بين طريق الدكتاتورية الراعية والمولدة للإرهاب وطريق الإرهاب الذي يكرس ديكاتوريته ويبرر إرهاب العصابة الحاكمة، وقد لمست من زعماء العالم الذين التقيت قناعة كاملة ودعما غير محدود للخط الديمقراطي المعتدل الذي بلوره الائتلاف الوطني في طرح الخيار الثالث”. وفي ختام كلامه قال الجربا مخاطبا ما وصفها بالقلة القليلة التي انتخبت ذاك السفاح عن قناعة: “كان حريا بكم أن ترفعوا صور البراميل الحارقة والمقاتلات الحربية والدبابات لتكونوا منسجمين مع أنفسكم، ولمزيد من الانسجام كان الأحرى، أن يزين جمعكم علم الحرس الثوري فلا بأس ما دامت العمالة مجرد وجهة نظر في قاموس ممانعتكم البائس”. المصدر: الائتلاف