نعى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، السياسي والمناضل الكبير الأستاذ رياض الترك، الذي وافاه الأجل يوم أمس الاثنين “1/1/2024” في مدينة باريس بعد صراع مع المرض، معرباً عن خالص تعازيه لعائلة الفقيد وأصدقائه ومحبيه وللشعب السوري.
وجاء في بيان الائتلاف الوطني أن الراحل رياض بن محمد علي الترك ولد عام 1930 في مدينة حمص، ونشأ في ميتم للجمعية الإسلامية الخيرية، ودخل السجن أول مرة في العام 1952، بتهمة انتمائه للحزب الشيوعي؛ ليقضي فيه خمسة شهور، حصل بعدها على إجازة في الحقوق عام 1958، ثم أعيد إلى السجن السياسي لمدة سنة وأربعة أشهر في الفترة: 1958 ـ 1961.
وأشار البيان إلى أنه إثر انقلاب حافظ الأسد واستيلائه على السلطة، صعّد الترك من معارضته للنظام، ورفض الانضواء تحت عباءته، فقرر رأس النظام إخراج رياض الترك من اللعبة السياسية في سورية، فاعتقله في 28 تشرين الثاني من العام 1980، حتى 30 أيار 1998، ثم أعاد النظام اعتقال الترك بعد وفاة حافظ الأسد عام 2000؛ بسبب مقابلة له على قناة الجزيرة قال فيها: “الديكتاتور مات”.
وأوضح الائتلاف الوطني أن السوريين أطلقوا على الترك الذي أمضى عشرين سنة من عمره في سجون الطغاة لقب “مانديلا سورية”، ولم يتوقف الترك عن معارضته للنظام وممارساته القمعية يوماً، وما برح يطالب بإطلاق المعتقلين السياسيين ورفع قانون الطوارئ والسماح بالتعددية السياسية وإلغاء تسلط “الحزب القائد” على البلاد، ومع انطلاق الثورة السورية في 2011، مضى الترك في طريقه مناضلاً ومشجّعاً وملهماً لشباب الثورة وشابّاتها على الثبات في طريق الحرية حتى الخلاص من الاستبداد والديكتاتورية.
وذكر البيان أن الراحل أكد في مقال له في بداية الثورة، أن سورية لن تعود إلى قمقم الاستبداد من جديد، حيث قال: “كل ما أعرفه اليوم أن سورية لن تبقى مملكة الصمت، ولن يبقى الخوف مطبقاً على الصدور، ولن يبقى الوطن سجناً كبيراً، نعم “سورية الله حاميها”؛ لأنها باقية بشعبها…أما الاستبداد فإلى زوال، قصر الزمن أو طال، وإن غداً لناظره لقريب”.
وأكد الائتلاف الوطني أن رحيل الأستاذ رياض الترك سيترك فراغاً كبيراً في قلوب كل من عرفه والتقى به، لكن ستبقى سيرته ملهمة للسوريين الأحرار؛ من أجل متابعة الطريق حتى تحرير سورية من الاستبداد والديكتاتورية، وتحقيق تطلعات شعبها في التحرر والاستقلال.
المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري