استهجنت نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري نورا الأمير مما وصفه المبعوث الأممي السابق الأخضر الإبراهيمي بـ” الحرب الأهلية في سورية والتي إذا لم تتوقف، سينتقل الصراع إلى كافة أنحاء المنطقة”. وقالت في مقابلة خاصة مع مكتب الائتلاف الإعلامي ردا على ذلك ” من الغريب وصف ما يحدث في سورية بأنّه حرب أهلية!، والأغرب أن الإبراهيمي يحذر من امتداد الصراع في سورية إلى خارج المنطقة، في حين أن الواقع السياسي يقول: إنّ سورية لا تشهد صراعا بين أطراف، وما يحدث بها، هو صراع بين الشعب السوري ونظام الأسد وحلفائه، الذين يسعون لقمع إرادة السوريين بكافة الأسلحة الفتاكة بما فيها الكيماوي، دون أدنى تحرك مناسب من جانب المجتمع الدولي. وإن الصمت الدولي على تصدير حلفاء نظام الأسد لميليشياتهم الإرهابية والطائفية له، حوّل سورية إلى مكان تكالبت به بعض الدول الإقليمية والدولية على إرادة الشعب. وباختصار إنّ وصف ما يحدث بسورية بالصراع، غير واقعي، لأن الصراع يحتاج إلى طرفين، وما يحدث في سورية اليوم، هو حرب من طرف واحد على الشعب السوري”. هذا وانتقدت الأمير كلام الإبراهيمي واصفة إيّاه بأنّه ” ساوى من خلاله بين الجلاد والضحية، وأنه مخالف لكلامه الأخير في جنيف، والذي حمّل خلاله نظام الأسد كطرف وحيد مسؤولية عرقلة المفاوضات بسبب إيمانه المطلق بالحل العسكري”، وياتي انتقادها بعد قول الإبراهيمي: ” بأن مشكلة عدم الوصول إلى حل سياسي حتى الآن، كان لأنه لم تستطع روسيا والولايات المتحدة من إقناع أصدقائها بالمشاركة بشكل جدي بجنيف”. وأضافت الأمير تعليقا على كلام المبعوث الأممي السابق ” الجميع يعلم أن ذهابنا لجنيف كان بنية صادقة وجادة ويهدف للوصول إلى حل سياسي. والمشكلة كانت فقط في نظام الأسد وحليفه الروسي، فروسيا لا تمثل دولة صديقة لنظام الأسد كما قال الإبراهيمي، وإنما هي تعتبر حليفا استراتيجيا له، وشريكا حقيقيا بسفك دماء السوريين، وهذا يعني أنّ الخلل الموجود في التعامل مع الملف السوري من الناحية الدولية، أنهم حتى الآن لم يستطيعوا الفرز والتمييز ما بين الصديق والحليف المشارك بالقتل، وبالتالي من المستحيل الوصول إلى حل حقيقي في سورية، قبل تشخيص الواقع السوري بشكله الحقيقي”. وفي إشارة إلى كلام الإبراهيمي الذي قال فيه، بأن “المعارضة ونظام الأسد يرتكبون جرائم حرب كل يوم بحق الناس”، مشيرا إلى “استخدامهم لسلاح الجوع واحتجاز المدنيين واستخدامهم كدروع بشرية”، قالت الأمير: ” لا أدري سبب إصرار الإبراهيمي على المساواة بين القاتل والمقتول، وبنطرة عابرة للواقع وللمجريات على الأرض السورية، يتبين لنا، أن الأسد فقط، هو من يستخدام الجوع كورقة ضغط على الأهالي من خلال الحصار اللاإنساني على المدن المنتفضة، فمخيم اليرموك والمعضمية وداريا وحمص والعديد من المدن السورية، ليس بالأمر البعيد عن نظر المجتمع الدولي. أما بالنسبة لاحتجاز المدنيين واستخدامهم كدروع بشرية، فإنّ انسحاب الثوار من حمص أو بعض المناطق الأخرى التي أجبرها المجتمع الدولي على الخضوع للهدن بعد صمته اللامسبوق، دليل على أن نظام الأسد هو الوحيد من يأخذ الأهالي كرهائن مدنية من أجل الضغط على الطرف المقابل وتحقيق أجندته العسكرية. وإنّ الدليل على عدم صحة أن الثوار هم من يأخذون أيضا المدنيين كرهائن ودروع بشرية، هو خروجهم الأخير من حمص على سبيل المثال، إضافة للهدن في غوطتي دمشق أيضا، حيث كان الهدف من الانسحاب والهدن، هو من أجل الحفاظ على حياة أخواتهم وأمهاتهم وبناتهم المتواجدين في المدينة، والذين هددهم نظام الأسد بقتلهم في حال تعنتهم وبقائهم في أماكنهم العسكرية. وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على أنّ الشعب هو من أهالي الثوار، ولو لم يكن كذلك، لما سلّم الثوار أماكنهم العسكرية بغية إنقاذ المدنيين”. المصدر: الائتلاف