انتقد رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد عوينان الجربا في كلمة ألقاها داخل البرلمان الأوروبي الصمت الدولي تجاه ما يرتكب بشار الأسد من مجازر مروعة، وقال: “نحن نقتل بأسلحة روسية وإيرانية بأيدي مرتزقة ميليشيا حزب الله وغيرهم ولكن الذي يقتلنا مرتين هو هذا الصمت الأممي الرهيب. وقد أتيت لنقل صورة ما يجري في بلادي، وتحت قبة برلمان يمثل شعوبا عانت من الديكتاتوريات والمجازر الرهيبة منذ عقود، وبكل أسى أقول لكم إن جزءا من تاريخكم الأليم يشبه حاضرنا اليوم. وعلى هامش القوى الكبرى والمجتمع الدولي ثمة شعب يستصرخ ضمير العالم الحر، ويتعرض لأسوأ مذبحة في تاريخنا المعاصر في مواجهة نظام نازي لا يعرف قيمة للحياة البشرية. إننا أمام نظام يخير شعبنا بين الموت بالبراميل الحارقة أو بالأسلحة الكيماوية ويدرك جيدا ألاّ حساب ولا عقاب يردعه”. وأردف الجربا في كلمته “في ذكرى مرور ثلاث سنوات على قيام الثورة التي بدأها أطفال درعا، عندما كتبوا على جدران المدارس الشعب يريد إسقاط بشار. فأخذوا هؤلاء الأطفال إلى دوائر الأمن وعذبوا وقلعت أظافرهم ونكل بأهلهم، هؤلاء الأطفال الذين سطروا بأناملهم كتابة اليوم الأول من تاريخ الثورة السورية”. وأكد رئيس الائتلاف الوطني على أنّ الثورة السورية “ليست حربا أهلية ولا صراعا إقليميا أو طائفيا بل إنها أعنف مجزرة في العصر الحديث وتجسيد حي لمأساة الإنسانية وهي تكرر نفسها كل يوم في سوريا الذبيحة”. ودعا الجربا المجتمع الدولي لاتخاذ موقف واضح من سياسة التجويع التي ينتهجها نظام الأسد في سورية وقال: “إن بشار الأسد المجرم وعصابته يحاصرون أكثر من مليونين ونصف المليون نسمة في مناطق ومدن في سورية حصارا كاملا. ومن لم يمت بالبراميل الحارقة وسلاح المدفعية والدبابات والسلاح الكيماوي، يموت جوعا وعطشا بسبب الحصار المفروض على المدنيين، في سابقة خطيرة ونحن في القرن الحاد ي والعشرين . ولم يقم بهذا العمل الإجرامي من سياسة التجويع الممنهج إلا “بول بوت ” في حصاره لشعبه في كمبوديا في القرن الماضي. إن دخول الماء والغذاء والدواء الى المناطق المحاصرة , يجب ان يكون من أولويات المجتمع الدولي في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها سورية. كما أننا نطالب بقرار أممي ملزم تحت الفصل السابع ، لفك الحصار عن المناطق المحاصرة في بلادنا”. هذا وجدد رئيس الائتلاف مطالبته بخروج الميليشيا الخارجية من سوريا “سابقا بقرار أممي ملزم أيضا من مجلس الأمن، بخروج جميع المليشيات والجيوش الأجنبية من سورية”. وأردف الجربا في كلمته داخل البرلمان الأوروبي “نكرر ونذكر بأن نظام الأسد، لم ولن يلتزم بأي طلب، حتى أدنى المتطلبات الإنسانية التي طالب بها المجتمع الدولي وضرب بها عرض الحائط، بل ازداد في إجرامه وحصاره وتجويعه للمدنيين الأبرياء. لقد ذهبنا إلى جنيف2 ونحن مقتنعون بالحل السياسي . ولكننا متأكدون أن وفد بشار الأسد أتى ليحبط كل محاولة . وتقرير المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي أكد أن وفد نظام الأسد هو المسؤول عن إفشال مفاوضات جنيف 2 . كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون أن ترشح بشار الأسد لولاية جديدة تعني نهاية أي حل سياسي”. وأضاف الجربا في كلامه الموجه للاتحاد الأوروبي “نحن ثورة جريمتها الكبرى أنها تسعى لإقامة دولة مدنية حرة، في بلد اعتاد نظامه أن يرعى الإرهاب مدعوماً بإرث دكتاتوري ومتسترا بشعار حماية الأقليات، علما أن كل الوقائع والإحصاءات تؤكد أنه لم يرحم أكثرية أو أقلية في يوم من الأيام. إنه نظام إرهاب منهجي يسعى إلى تدمير المجتمع، من أجل البقاء على حكم لم يمتلك يوما من الأيام شرعية شعبية، وقد فقد أخيرا شرعيته العربية والدولية. إن رؤيتنا في الائتلاف لسورية المستقبل، تقوم على الديمقراطية والتعددية والحكم الرشيد، واحترام سيادة القانون ومعايير وقيم حقوق الإنسان. كذلك مبادئ المساواة وعدم التمييز واحترام لدور المرأة وإدماج الأقليات في المجتمع”. ووضح الجربا للحاضرين الطريقة التي يجب أن تتبع في معالجة المنطقة من الإرهاب، وقال: “إن التوجس المشروع لدى مجتمعاتكم من الإرهاب والتطرف لا يعالج بإبقاء المسبب الأكبر والأول لهذا الإرهاب في موقعه، إن عدم اتخاذ تدابير جدية لإسقاط النظام القاتل يعطي هذا النظام الغطاء للاستمرار في القتل والتدمير وممارسة المزيد من عمليات الإرهاب وتصديره، ولا يجوز للعالم الحر أن يقع فريسة لابتزاز نظام بشار والأخطر أنه يذبح شعبا أعزلا، ويستقدم أفظع أنواع التطرف والإرهاب الذي إن لم يتم وضع حد فوري له سيصل بلادكم”. وأضاف الجربا في توضيح كيفية معالجة الإرهاب “تعلمون أن الإرهاب لا دين له ولكن يجب أن ننتبه إلى أن الإرهاب لا حدود له أيضا وها هي مأساة الحادي عشر من أيلول ماثلة في الذاكرة. فمحاربة الإرهاب وإسقاط نظام الأسد هما طريقان لهدف واحد علينا بلوغه معا وهذا الهدف يحتم علينا دخول معركة حاسمة لا مجال فيها لأي انتصار مجتزأ أو مؤجل. وشعبنا في هذه المعركة وقد قطعنا أصعب مراحلها ونحن نربح أرضا هنا ونخسر أخرى هناك لكننا ماضون لإنجاز الهدف الذي يجمع تطلعات شعبنا المشروعة مع المصالح المشتركة التي تربطنا وفي مواجهة عدو واحد؛ إنه الإرهاب الذي شرّعتم مئات القوانين لمحاربته وقد شرعنا بهذه الحرب على الإرهاب من دون أن ننتظر أحد فما الذي تنتظرونه ؟ ولماذا الانتظار أصلا”. (المصدر: الائتلاف)