طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية القمة الاقتصادية العربية التي اختتمت أعمالها في الرياض الأسبوع الماضي بتمكين الائتلاف باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري من استرداد أموال الشعب السوري المودعة باسم حكومة النظام وأعوانه.
وطالب د. خالد الناصر، ممثل رئيس الائتلاف الأستاذ أحمد معاذ الخطيب، في كلمته التي تلاها على الحضور بسحب الاعتراف من النظام السوري وتسليم السفارات للائتلاف كي يتسنى له حل مشاكل مئات ألوف المواطنين السوريين في الخارج، الذين يعانون من مشاكل عديدة نتيجة انتهاء صلاحية جوازات السفر والعديد من المعاملات القنصلية والمشاكل الأخرى.
كما أكدت الكلمة على أن أي حل سياسي للوضع المأساوي في سورية لا يمكن أن ينطلق ما لم يتم قبله رحيل رأس النظام ورموز سلطته، لينفتح الباب أمام عقد مؤتمر وطني جامع لكل قوى الشعب السوري ومكوناته الاجتماعية والسياسية دون استثناء، يضع أسس نظام ديموقراطي تعددي جديد يوفر الأمن والأمان والعدالة والاستقرار وحقوق المواطنة الكاملة لجميع السوريين.
وفي ما يلي نص الكلمة:
أصحاب الجلالة والسمو والمعالي
السيدات والسادة الحضور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البدء أتوجه بالشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز ولحكومة المملكة العربية السعودية على هذه الدعوة الكريمة التي نقدر عالياً معانيها ومراميها . كما أنقل لكم تحيات الشيخ أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وإخوتي في الهيئة السياسية للائتلاف وباقي أعضائه ، متمنين لمؤتمركم الموقر النجاح والتوفيق وللأمة العربية الوحدة واجتماع الكلمة وتحقيق التقدم والازدهار لشعوبها .
أصحاب الجلالة والسمو والمعالي
السيدات والسادة
تتواصل محنة شعبنا في سورية منذ ما يقارب السنتين ويتعاظم تدمير مدنه وقراه وبناه التحتية ، ويستمر التقتيل والتنكيل بأطفاله ونسائه وشيوخه ورجاله ، لا لشيء إلا لأنه يطالب بحقوقه الشرعية في الحرية والكرامة والعدالة والمشاركة في بناء الوطن .
إن الهمجية والبربرية التي يمارسها النظام تفوقت على كل ما عرفه التاريخ من طغاة وغزاة . إن ما يصبه من حمم براميل الديناميت التي تلقيها طائراته فوق السكان الآمنين وكذلك راجمات صواريخه القريبة والبعيدة المدى ليس لها من تبرير إلا شهوة الحقد والإجرام والمكابرة تجاه إصرار الشعب السوري على رحيله . لقد بلغ عدد شهداء سورية الآن مئة ألف شهيد وهناك مئات ألوف الجرحى والمعاقين والمشوهين ومئات ألوف المعتقلين والمفقودين وملايين المهجرين واللاجئين داخل الوطن وخارجه في دول الجوار حيث يعانون أقسى ظروف الجوع والبرد والحرمان ؛ كل هذا يجري تحت سمع العالم وبصره دونما تحرك جاد لإنهاء هذه المحنة التي لا نظير لها في التاريخ العربي بل والعالمي!..
إننا في الثورة السورية نمارس حق الدفاع المشروع عن النفس ونخوض قتالاً فرض علينا نسعى من خلاله إلى تحرير شعبنا من طغمة استبدت وأفسدت وأجرمت ولا تزال مستمرة في غيها وعدوانها على مواطنين تصر على حكمهم ضد إرادتهم بالحديد والنار . إننا عندما طالبنا المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته الأخلاقية تجاه شعب يذبح وينكل به إنما كنا نريد أن تطبق شرائع السماء والأرض ومبادئ هيئة الأمم المتحدة في صيانة السلم العالمي ونجدة الشعوب المظلومة والمنكوبة وتقديم نظام يرتكب أفظع الجرائم ضد الإنسانية إلى العدالة والقصاص ، فكانت الاستجابة هزيلة وغير مفهومة عندما تعللت القوى الدولية بحجج واهية مثل فرقة المعارضة وعدم وجود بديل جاهز للنظام والخوف على الأقليات والخوف من المتطرفين .
إننا في الثورة السورية قد وحدنا صفوفنا ضمن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ، وبلورنا وثائق ورؤى لكيفية انتقال السلطة وللمرحلة الانتقالية التي تلي رحيل النظام ، وشكلنا مجلساً للسلم الأهلي والمساءلة والمصالحة الوطنية ، ووحدنا القوى العسكرية والمقاتلة تحت قيادة مشتركة وهيئة أركان موحدة منضوية تحت القيادة السياسية الممثلة في الائتلاف .
إننا نرى أن أي حل سياسي للوضع المأساوي في سورية لا يمكن أن ينطلق ما لم يتم قبله رحيل رأس النظام ورموز سلطته لينفتح الباب أمام مؤتمر وطني جامع لكل قوى الشعب السوري الاجتماعية والسياسية ومكوناته وأطيافه دونما استثناء ، يضع أسس نظام ديموقراطي تعددي جديد في سورية يوفر الأمن والأمان والعدالة والاستقرار وحقوق المواطنة الكاملة للجميع .
إن الغالبية العظمى للقوى الدولية قد أصبحت مقتنعة أن بشار الأسد وأعوانه ونظامه لا يمكن أن يكونوا جزءاً من الحل لأنهم بالأصل هم المشكلة وسبب ثورة الشعب بالأساس ، بل إن خطاب بشار الأسد الأخير قد أحبط بكل وضوح كان يتوهم غير ذلك . وبالتالي فإن المراوحة والمماطلة في التعامل مع معاناة سورية تطيل عمر النظام البربري وتفاقم مأساة الشعب السوري وتدفع الأمور باتجاهات خطيرة تؤثر على المنطقة بأسرها بل وعلى السلم العالمي بأسره .
إننا نطالب بناء على ذلك بتمكين شعبنا من الدفاع عن نفسه وحسم معركته مع العصابة المجرمة المتسلطة عليه وذلك بتزويده بما يحميه من صواريخ النظام وطائراته ، وعندها سيتمكن من النصر بقواه الذاتية دونما حاجة لأي تدخل خارجي .
كما نطالب بتقديم الغوث العاجل لجرحى الشعب السوري ومصابيه ولاجئيه ومهجريه ودعم جهود الائتلاف ومساعيه بهذا الصدد .
كما نطالب بسحب الاعتراف من هذا النظام ونقل سفاراته إلى حوزة الائتلاف ليتسنى حل مشاكل مئات ألوف المواطنين السوريين في الخارج الذين يعانون من انتهاء جوازات سفرهم وعديد من المعاملات والمشاكل الأخرى .
كما نطالب حكومات العالم بتمكين الائتلاف باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري من استرداد أمواله المنهوبة المودعة باسم حكومة النظام وأعوانه .
إننا في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نسعى حثيثاً لتشكيل حكومة مؤقتة تقوم بخدمة الناس وتلبية احتياجاتهم العاجلة ، وتكون بديلاً للنظام الساقط وضمانة لعدم انهيار الدولة ، وهي حاجة داخلية تحتاجها سورية قبل أن تكون مطلباً دولياً .. إن ما يحول دون هذه الخطوة تقاعس الدول الصديقة للشعب السوري والقوى الدولية المانحة عن تنفيذ تعهداتها المالية ليكون بمقدور هذه الحكومة أداء مهماتها وأعبائها الجسيمة . إضافة إلى ذلك فإن شعب سورية لا يريدها حكومة في المنفى وإنما حكومة مقيمة في أراضيه المحررة وبالتالي لا بد من توفير الظروف الأمنية اللازمة في هذه المناطق .
أصحاب الجلالة والسمو والمعالي
أيتها السيدات والسادة
إن من صميم عمل هذا المؤتمر الهام أخذ حاجات سورية الجديدة في إعادة الإعمار والبناء بعد هذا الدمار الهائل الذي لحق بها ؛ الأمر الذي يتطلب جهوداً جبارة ومساهمات كبرى ، كما يفتح مجالات ضخمة للعمل والاستثمار نعتقد أن الجهات العربية أولى بها من الغريب الأجنبي .
في النهاية نتمنى للمؤتمر كل النجاح وأن يكون خطوة فعالة في تلبية طموحات الشعب العربي في كل أقطاره في الرفاه والازدهار ، آملين أن تعود سورية عنصراً فاعلاً فيه بعد تحرر إرادتها واستقرار أمورها وتحقيق آمال شعبها .
وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.