أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا على ضرورة “الانتقال إلى الفعل” بالنسبة لدعم الثورة السورية، بدلا من عبارات “الشجب والندب” التي ما عادت “تُسمع أو تقرأ”. وقال الجربا خلال كلمة ألقاها اليوم في مؤتمر مجلس وزراء خارجية الدول الإسلامية في مدينة جدة السعودية، إن ما يحدث في العراق بمثابة “صرخة بوجه دول عربية لم تحسم أمرها بين القاتل والمقتول حتى الآن، وبعضها يدعم القاتل بوقاحة وصلف قلّ نظيرهما. إنه كفر صريح بالشعارات الفضفاضة البالية الزائفة التي تقتل شعوبا باسم الدفاع عنها وعن المقدسات، وباسم المقاومة والممانعة” في إشارة إلى دعم نظام بشار الأسد من قبل بعض الأنظمة العربية والإقليمية مثل إيران والعراق ولبنان. متسائلا “كيف يمكن لبضع مئات أو آلاف من الدواعش أن يجتاحوا مدنا وقرى ومحافظات من سورية إلى العراق؟” دون تلقي دعم إقليمي واضح. وانتقد رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا تعامل الدول الغربية مع الثورة السورية واكتفاءها بالترقب والكلام، والتي تعتبر نفسها من أصدقاء الشعب السوري بالقول: “يوم رفعنا الصوت وكان جلّكم معنا، محذرين من تحويل سورية إلى ساحة لتهديد أمن المنطقة وتصدير الإرهاب الدولي، وجدنا آذانا دولية صاغية، ولكننا لم نلمس أفعالا تدل على جدية في مواجهة خطر الإرهاب على أنواعه”. منوها إلى أن “الثورة السورية سجلت سابقة في تاريخ العالم بمواجهتها نظام بشار الأسد وداعميه، ومرتزقة حزب الله، وعصائب أهل الحق من العراق، بالإضافة لداعش وأخواتها في آن معا، ومن دون أي تدخل دولي مباشر أو غير مباشر؛ باستثناء مساعدة من بعض الأشقاء وتحديدا المملكة العربية السعودية مشكورة”. مضيفا: “والآن، يخوض الجيش الحر وأبناء العشائر العربية في محافظة دير الزور الصامدة الأبية، أشرس المعارك في مواجهة إرهاب داعش منذ أربعة أشهر حتى هذه اللحظة، صمودهم هذا، قطع الطريق أمام مشروع قيام دولة للإرهاب، تمتد من الموصل في العراق، وصولا إلى الرقة في سورية”. وختم الجربا كلمته أمام وزراء خارجية الدول الإسلامية بالقول: “إنّ تركنا من دون دعم هو أكبر خدمة للإرهاب في طول المنطقة وعرضها”، متسائلا “هل سيتم توجيه ضربة لداعش في العراق لينتقل ثقلها كاملا إلى سورية؟ وهل ستترك الميليشيات الطائفية تعيث فسادا وإرهابا من العراق إلى سورية وتقدم لها آيات الشكر والامتنان؟”. (المصدر: الائتلاف)