اعتبر رئيس الهيئة الوطنية لشؤون المفقودين والمعتقلين، ياسر الفرحان، أن ملف المعتقلين يشكل القضية الإنسانية الأكثر ألماً والأكثر احتياجاً للاهتمام كأولوية، لأنها تخص بشكل مباشر أكثر من 5 مليون ضحية يمثلون أهالي المعتقلين.
وأكد الفرحان في ندوة شارك فيها على هامش انعقاد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أن لدى الهيئة بلاغات عن استمرار نظام الأسد بمنهجية التعذيب حتى الموت وحول أحكام إعدام ميداني جديدة تصدر بحق المعتقلين عن المحاكم الميدانية، ووفقاً لمعلومات الشهود وأسر الضحايا فإن هذه الإعدامات تنفذ بشكل واسع وممنهج ومستمر.
وأشار الفرحان إلى أن أذرع النظام تمتد إلى داخل لبنان من خلال أدواته كميليشيا حزب الله الإرهابي، منوهاً إلى أن النظام لا يغير سلوكه ويستمر باستخدام الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب والتصفية كإستراتيجية أساسية وحيدة يسيطر من خلالها على سورية.
وأضاف الفرحان أن لدينا مخاوف كبيرة من مساعي النظام في التخلص من ملف المعتقلين من خلال الإجهاز على من تبقى منهم، لافتاً إلى أنه لا يوجد أي تقدم فيما يخص إنقاذ المعتقلين من التعذيب والموت وإنقاذ أسر الضحايا من الابتزاز والحرمان.
وشدد الفرحان على ضرورة إيجاد آلية جديدة وفعالة ذات ولاية دولية لكشف مصير المفقودين وتسليم جثامين الضحايا، مؤكداً أن تحقيق السلام والاستقرار في سورية والمنطقة لا يمكن أن يتحقق إلا إذ أظهرت كل الأطراف الدولية خطوات ملموسة للمضي قدماً بالإفراج عن المعتقلين وإنصاف الضحايا ومنع إفلات المجرمين من العقاب.
ورأى الفرحان بأن أزمة اللاجئين لا يمكن أن تنتهي دون فرض إجراءات كافية تؤمن سلامتهم وتبدأ بوقف التعذيب والتصفية والاعتقال وإطلاق سراح من تبقى منهم في سجون نظام الأسد.
وناشد الفرحان كافة الأطراف باتخاذ الخطوات الملموسة التي قامت بها كل من كندا وبريطانيا نتيجة إخلال النظام باتفاقيات مناهضة التعذيب وباقي الاتفاقيات كسبب كافي لتجريده من الصفة التمثيلية للدولة السورية.
وقال الفرحان إن نظام الأسد حتى الآن يستهتر بكل القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة، وينتهك بشكل صارخ ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وسائر الاتفاقيات الموقعة بهذا الخصوص.
وطالب الفرحان المنظمات الدولية بالضغط على نظام الأسد لفتح كافة السجون السرية والعلنية أمام لجان التحقيق وبعثات المراقبة الإنسانية ذات الشأن، منوهاً إلى ضرورة إنشاء تحالف دولي سوري لكشف مصير المفقودين وللإفراج عن المعتقلين ومحاسبة المتورطين.
ودعا رئيس الهيئة الوطنية لشؤون المفقودين والمعتقلين إلى تفكيك نظام التعذيب والتصفية في سورية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة وتحقيق الانتقال السياسي في البلد.
المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري