رفض المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر الجلوس على طاولة التفاوض مع من “تلطخت أيديهم بدماء السوريين” وقال: “فليذهب جنيف-2 إلى الجحيم في حال لم يأخذ المجتمع الدولي موقفاً حاسماً تجاه المجازر المروعة الممارسة بحق المدنيين”. واعتبر الجيش الحر أن صيغة جنيف-2 تفتقر إلى كل ما يوحي بإمكانية التوصل إلى نتيجة ملموسة. مشدداً على ضرورة وضع جدول زمني ومحدد لكل مراحل التفاوض، مع إدراج بنود ملزمة للطرفين للتطبيق تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وعدم السماح بتقسيم سوريا. ويأتي ذلك بعد التقاء رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد عوينان الجربا وقائد الجيش السوري الحر مع وزير الخارجية التركي والمبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي في أنقرة اليوم، لبحث الشروط المطروحة من جانب الائتلاف الوطني لحضور مؤتمر جنيف. والتي دعت لفتح ممرات إنسانية للمناطق المحاصرة، وإطلاق سراح المعتقلين، وانتقال السلطة بكل مكوناتها وأجهزتها ومؤسساتها، ووضع جدول زمني محدد لكل مراحل التفاوض واعتبار العنصر الزمني جزءاً أساسيا في بنود التفاوض وثوابت الائتلاف. كما تضمنت الشروط ضرورة إدراج بنود ملزمة للطرفين لتطبيق الاتفاق تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وأكدت أن ” لا فريق يعبر عن الثورة إلا الائتلاف الوطني لقوى الثورة بكل مكوناته”. واستبعد رئيس الائتلاف أثناء كلمة ألقاها أمام أصدقاء سوريا في لندن قبول “إيران كوسيط على طاولة التقاوض، إضافة لمرتزقتها من ميليشيا حزب الله وكتائب أبو الفضل العباس والحرس الثوري” والذين يعتبروا أحد أهم الدعائم العسكرية والسياسية لقوات بشار الأسد أثناء ارتكابهم للمجازر داخل المدن السورية المنتفضة احتجاجاً على الظلم الممارس من قبل النظام. وأشار الجربا “أن الدعم العسكري وخاصةً السلاح النوعي ضد الطائرات ثابتا أساسيا كبداية لخلق توازن حقيقي على الأرض،تستطيع القوى الثورية من خلاله إجبار النظام على التفاوض وعدم التجرؤ على قتل المدنيين العزل”. هذا واعتبر الجربا أن قرار جنيف2 بيد الشعب السوري و”الائتلاف لا يعدو عن كونه منفذا لإرادة الشعب، وقال في كلمة ألقاها في مؤتمر أصدقاء سوريا إن “قلنا نعم لجنيف2 ستسمعون الشارع يردد بالصوت العالي: “فليسقط الائتلاف وجنيف معاً”. ووصف رئيس الائتلاف جنيف2 التي لا تتفق مع الثوابت التي طرحها الائتلاف بأنها “تسوية مذلة” لا تلبي طموحات الشعب السوري. واعتبرها خطوة من جانب الدول تبيّض خلالها وجهها الإنساني أمام شعوبها فيما وصفه بالموقف المخزي “حيال مجازر بشار الأسد وفظائعه”. هذا وأشار الجربا أنه في حال إصرار المجتمع الدولي على موقفه وعدم موافقته على محاسبة الأسد والوقوف أمام إرادة الشعب السوري فإن دخول جنيف من المحال، متوعدا السياسة الدولية “بدل الثلاث لاءات خمس لاءات: أخرى هي (لاتفاوض.. لا صلح.. لا اعتراف.. لا تراجع.. ولا لمجتمع دولي عاجز). كما قال الناطق الرسمي للائتلاف الوطني السوري لؤي صافي أن نظام بشار الأسد والخارجية الروسية يريدان التفاوض “مع معارضة زائفة تصنعها تحت عينها كـأمثال نائب رئيس وزراء النظام قدري جميل وغيرهم ممن وصفهم “بأنهم جزء لا يتجزأ من هيكل النظام”. ويأتي ذلك ردا على انتقادات الخارجية الروسية باعتبار الائتلاف الوطني ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب السوري حسبما جاء في بيان مجموعة أصدقاء سوريا في لندن. والذي وصفته الخارجية “بالتآمر وتجاوز جوهر إطار المبادرة الروسية الأمريكية”، معتبرةً المجتمعين في مؤتمر أصدقاء سوريا “أنهم يسعون لإعادة كتابة بيان جنيف1 بما يتوافق مع أغراضهم السياسية”. وزادت “أن البيان يعكس محاولات المجموعة لإعادة النظر في العناصر الرئيسية لبيان جنيف1 وتحديد نتائج جنيف-2 بشكل مسبق”. ودعا المتحدث باسم الائتلاف أصدقاء سوريا “بعدم الاكتفاء بالبيانات واتخاذ خطوات جدية وعملية من أجل تحقيقها بالسرعة القصوى”.