عقد رئيس الائتلاف الوطني السوري سالم المسلط ورئيس هيئة التفاوض السورية بدر جاموس والمدير التنفيذي لوحدة تنسيق الدعم محمد حسنو، مؤتمراً صحفياً في منطقة جنديريس في ريف حلب، تحدث فيه المسلط لوسائل الإعلام عن آخر مستجدات الكارثة التي ألمت بالشعبين التركي والسوري، وتطرق إلى جهود فرق الإنقاذ والدفاع المدني التي تعمل بلا كلل لإنقاذ من يمكن إنقاذه.
وقال المسلط إن حجم الكارثة كبير والمأساة كبيرة وقد وصل عدد الضحايا إلى ما يقارب 5000 ضحية، وهو ما يضاعف المسؤولية ويضعنا أمام أيام طويلة من العمل المكثف، لكنه تسائل عن دور الأمم المتحدة في هذه الكارثة، وعن مؤسساتها وكوادرها وفرق الإنقاذ بعد أسبوع كامل عن وقوع الحادثة.
وأوضح المسلط أن هناك تقصيراً كبيراً من الهيئات الدولية ومن منظماتها، لا يوجد شيء يشير إلى الأمم المتحدة وتواجدها في هذه الكارثة، مؤكداً على ضرورة أن تكون طريقة التعاطي مع هذه الكارثة إنسانية دون تسييس، وطالب بفتح جميع المعابر على الفور دون قيد أو شرط، والسماح لقوافل المساعدات بالوصول إلى المتضررين من الزلزال المدمر.
وانتقد المسلط عدم حيادية الأمم المتحدة ومنظماتها، والتي أرسلت القوافل إلى دمشق وقامت بجولات في مناطق النظام دون الوصول إلى مناطق الشمال السوري المحرر، وأضاف: “متى نرى المجتمع الدولي يشعر بكارثة السوريين نريد أن نرى الأمم المتحدة هنا وليس في دمشق”، وأشار إلى أن إرسال الأمم المتحدة المساعدات للنظام دون أن تصل للمتضررين كارثة أخرى، فالنظام الذي قتل الشعب السوري على مدار 11 عاماً ليس حريصاً على أرواح السوريين، ولا اعتراض على وصول المساعدات إلى كل سوري متضرر بغض النظر عن المواقف
وقدم المسلط الشكر لجميع أبناء الشعب السوري الذين أظهروا إنسانيتهم وقاموا بتقديم المساعدة للمتضررين وإنقاذهم، كما قدم الشكر لجميع الدول الشقيقة والصديقة التي أرسلت مساعدات للشمال السوري المحرر.
وأشاد بجهود الحكومة السورية المؤقتة ووحدة تنسيق الدعم والجيش الوطني السوري والدفاع المدني وعملهم الدؤوب في إنقاذ الضحايا ومتابعة شؤون المتضررين من الزلزال، داعياً إلى تنسيق العمل وتظافر الجهود لتخفيف من معاناة السكان بعد هذه الكارثة الكبيرة.
فيما شدد رئيس هيئة التفاوض السورية بدر جاموس على الحاجة الكبيرة لإغاثة الأهالي في الشمال السوري، مشيراً إلى أن الدمار الرهيب الذي أصاب المنطقة يستدعي مساعدات دولية عاجلة.
وقال جاموس إنه شاهد في المدينة خلال زيارته منذ عدة أيام كارثة لا يمكن تخيلها، وذلك في الوقت الذي لم تصل أية مساعدات دولية حتى الآن رغم حجم الكارثة.
وقدم الشكر لاستجابة الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة قطر وإقليم كردستان العراق وكافة الدول التي أرسلت مساعدات وقدمت الدعم المستعجل للدفاع المدني والمنظمات المدنية السورية والتحرك العاجل لمساعدة السوريين المنكوبين في الشمال السوري.
كما استنكر رئيس الهيئة تقاعس الأمم المتحدة في التدخل لمساعدة المنكوبين وتقديم المساعدات اللازمة، مشيراً إلى أن المساعدات القليلة التي وصلت من طرف الأمم المتحدة بعد عدة أيام من الزلزال لا تذكر ولا تكفي لتغطية جزء بسيط من الاحتياجات.
من جانبه، قال المدير التنفيذي لوحدة تنسيق الدعم محمد حسنو إن آلية عمل الأمم المتحدة السابقة لم تفِ بالغرض مع تفاقم حجم المأساة، وبالتالي ما قبل الزلزال لا يجب أن يكون كما بعد الزلزال، مطالباً منظمات المجتمع الدولي والجهات المانحة والسوريين المنخرطين في العمل الإنساني والإغاثي أن يفكروا بشكل ناجع، وأن ينخرطوا في آلية تنسيق واحدة للاستجابة وتحقيق أدنى حد من العدالة الاجتماعية.
ولفت حسنو إلى أن مساعدات الأمم المتحدة كانت مجدولة في الأيام الأولى، لكنها لم تصل، وذلك في الوقت الذي كان فيه الدفاع المدني بأمس الحاجة إلى الآليات الثقيلة والمعدات لإنقاذ عدد أكبر من الضحايا، ورفد المشافي التي تفتقر بكثرة إلى المواد الطبية والجراحية لاسيما مواد التخدير.
المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري