أكد رئيس هيئة التفاوض السورية أنس العبدة، على أهمية المحاسبة والمساءلة لمجرمي الحرب في نظام الأسد والميليشيات الإرهابية وأن تحقيق العدالة في سورية مطلب لا مساومة حوله أو عليه، وذلك أثناء مشاركته في فعالية نظمتها لجنة المعتقلين في هيئة التفاوض السورية باستضافة رسمية من الولايات المتحدة وتركيا ودعم من الاتحاد الأوروبي وألمانيا تحت عنوان “العدالة في سورية: دور المحاسبة، حقوق الضحايا، والسلام المستدام”.
وشارك في الفعالية مساعد وزير الخارجية الأمريكي مايكل كوزاك وسفير تركيا لدى الأمم المتحدة بجنيف صادق أرسلان، وستيفن راب رئيس اللجنة المستقلة من أجل العدالة الدولية والمحاسبة، ورئيسة لجنة المعتقلين في هيئة التفاوض أليس مفرج وعضو اللجنة الدستورية طارق الكردي وعضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني ياسر فرحان وعدد من الناشطين في المجتمع المدني السوري.
وقال العبدة إننا وبينما نجلس هنا ونتحدث، يقبع مئات آلاف المعتقلين والمعتقلات في سجون نظام الأسد، وكل ذنبهم أنهم طالبوا بدولة ديمقراطية حرة عادلة، يقبعون في سجون لا تمتلك أدنى مقومات الإنسانية، من تعذيب جسدي ونفسي، إهانة، برد، خوف، وموت.
وأضاف العبدة أن هناك مئات الآلاف من عائلات المعتقلين والمختفيين قسراً، تنتظر بفارغ الصبر خبرًا مفرحًا عن أبنائهم وبناتهم وآبائهم وأمهاتهم في المعتقلات، في الوقت الذي يحاول فيه النظام استغلال ملف المعتقلين والمفقودين، وتحويله من ملف ما فوق تفاوضي إلى ملف يحاول تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية، مبتزًّا السوريين والمجتمع الدولي به.
وأردف العبدة لقد حاولنا كثيرًا ونبذل كل الجهود الممكنة من أجل دفع ملف المعتقلين إلى الواجهة، وتحقيق ضغط دولي من أجل إطلاق سراح السوريين من السجون بأسرع وقت، لأن هذا الملف لا يُمكن أن يكون جزءًا من أي مفاوضات أو بازار سياسي، هو ملف إنساني، لا تفاوضي.
وأشار العبدة إلى أن المجتمع الدولي والمبعوث الأممي إلى سورية يعلمون يقينًا أن النظام هو من يُعرقل التقدم في هذا الملف، وتابع قائلاً بانتظار أن نرى تحركاً فعلياً وعملياً ملموساً من أجل إطلاق سراح المعتقلين.
ولفت العبدة إلى أن الإجرام والتوغل في الدماء السورية بالحديد والنار، هو إستراتيجية النظام في قمع الثورة السورية ومطالب السوريين، لذلك فإن المحاسبة هي مطلب ضروري من أجل ردّ الحق لأهلنا، ومنع المجرمين من الاستمرار في أفعالهم وانتهاكاتهم.
ونوّه رئيس هيئة التفاوض السورية إلى أن النظام يحاول ابتزاز السوريين والمجتمع الدولي، من أجل الإفلات من المحاسبة، لكن مُحال أن يرتاح السوريون، دون أن يكون هناك محاسبة لكل المجرمين الذين قتلوا أهلهم، وقصفوا منازلهم، وهجّروهم، وحرموهم من أبسط مقومات الحياة.
المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري