عقد وفد من هيئة التفاوض السورية أمس الاثنين، اجتماعًا مع المبعوث الدولي الخاص إلى سورية جير بيدرسون وفريقه في العاصمة دمشق، وجرى بحث آخر التطورات الراهنة في الساحة السورية على جميع الأصعدة.
في بداية اللقاء، وجّه وفد هيئة التفاوض الذي ضمّ عددًا من أعضاء الهيئة، التهنئة إلى الشعب السوري لانتصاراته الرائعة التي جاءت نتيجة نضال طويل طوال سنوات الثورة الـ14 عامًا، ونضالات المعارضة السورية طوال عقود سبقت الثورة أيضًا، قدّم خلالها الشعب السوري كثيرًا من التضحيات وبذل الدماء والأرواح في سبيل حريته والخلاص من الاستبداد والطغيان للوصول إلى وطن حر كريم.
وأكّد وفد الهيئة ضرورة تأمين المساعدات الإنسانية العاجلة والإسعافية إلى السوريين بعد أن دمّر نظام الأسد الدولة ونهب اقتصادها وبناها التحتية، كما أكد أهمية المضي بملفات المحاسبة والمساءلة والعدالة الانتقالية، وإنصاف كل من تعرّض لانتهاكات بسبب حرب النظام وعنفه وإجرامه، موضحًا أن العدالة الانتقالية لا تقتصر على محاسبة ومحاكمة رموز النظام فحسب، بل تشمل مجموعة من الإجراءات التي تؤدي إلى ضمان عدم تكرار الجرائم التي ارتكبها النظام من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سورية.
وتحدّث وفد الهيئة حول الوضع السوري الراهن، على المستويين الأمني والسياسي، وناقش مواد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، من حيث احتواؤه على خارطة طريق جيدة وقابلة للتنفيذ وتحظى بقَبول جميع الأطراف السورية دون وجود للنظام البائد بأي شكل من الأشكال.
وأكّد وفد الهيئة أن تنفيذ القرار 2254 يتم دون وجود للنظام بحكم زواله، أي أنه لا وجود لجهة قادرة على إعاقة تنفيذه، والأمر محصور في مكونات قوى الثورة التي تمثل الجهات السياسية والمدنية والعسكرية من مكونات الشعب السوري وأطيافه كافة، ومن مصلحة الشعب السوري وقوى الثورة إنجازه في أقصر وقت ممكن، عبر عملية سياسية بملكية السوريين وقيادتهم، وعبر حوار سوري لا تتحكم به الأمم المتحدة بل تقوم بتيسيره وتقديم الخدمات الاستشارية له.
وأعرب الوفد عن أمله ورغبته أن يقوم المبعوث الدولي إلى سورية بتسهيل الحوار بين الأطراف السورية كافة، للبدء بتشكيل الهيئة الحاكمة الانتقالية التشاركية، التي تضمن تهيئة البيئة الآمنة والمحايدة، وينبثق عنها لجنة تضم قانونيين وخبراء من أجل صياغة دستور عصري جديد لسورية، وصولًا إلى الدعوة لانتخابات حرة ونزيهة بإشراف الأمم المتحدة.
من جهته، أطلع المبعوث الدولي إلى سورية، وفد الهيئة على مجموعة اللقاءات التي أجراها وسوف يجريها في دمشق، وتم تبادل العديد من الأفكار حول سبل الدفع بالعملية السياسية وفق الأصول وآليات تشكيل الهيئة الانتقالية وسبل تفعيل الحوار بين الأطراف السورية.
وشدد بيدرسون على الحاجة إلى انتقال سياسي شامل وذي مصداقية بقيادة وملكية سورية ومبني على المبادئ الواردة في قرار مجلس الأمن رقم 2254، كما شدّد على نية الأمم المتحدة تقديم كل المساعدة للشعب السوري.
المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري