أقام تجمع “مصير” والائتلاف الوطني السوري، ورشة عمل افتراضية مشتركة تحت عنوان “مشكلات وتحديات الوجود الفلسطيني في سورية وضمانات حمايته راهنًا ومستقبلًا”.
وحضر الورشة كل من رئيس الائتلاف الوطني الدكتور نصر الحريري، ونائب الرئيس عقاب يحيى، وأعضاء الهيئة السياسية فاروق طيفور وبهجت أتاسي وعبد الله كدو، وأعضاء الهيئة العامة أحمد رمضان وأحمد طعمة وزكريا ملاحفجي، إضافة إلى عدد من ممثلي القوى السياسية والمؤسسات المدنية ومثقفين ونشطاء فلسطينيين وسوريين.
وأدارت السيدة روعة عصفور جلسات الورشة، التي بدأت بكلمة للمنسق العام لتجمع مصير أيمن أبو هاشم، تحدث فيها حول معاني ودلالات مشاركة الفلسطينيين في الثورة السورية بحكم ارتباط الفلسطينيين السوريين بالواقع السوري، وباعتبارهم جزءاً أساسياً من نسيج المجتمع السوري، وانخرطوا في الحراك الثوري بمختلف أشكاله ومستوياته.
وأكد أبو هاشم أن جرائم نظام الأسد بحق الفلسطينيين أدت إلى سقوط آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين، وبات هناك أكثر من ثلث الفلسطينيين خارج سورية وأكثر من 80 في المائة منهم نازحين في داخل سورية، مشيراً إلى وجود فجوة كبيرة في علاقة جمهور الثورة ومؤسسات المعارضة.
وذكّر أبو هاشم بضرورة الإصلاح السياسي، وقال: إن “الناس في المناطق المحررة ليس لديهم ترف الانتظار، وهناك أزمة ثقة قائمة”، مؤكدًا على ضرورة تصحيح مسارات الثورة عبر العمل المؤسساتي المنظم.
وطالب بتحمل مؤسسات الثورة والمعارضة لمسؤولياتها تجاه المهجّرين الفلسطينيين في داخل سورية واللاجئين منهم في دول الجوار، كما حذر من الأصوات التي تبث التفرقة وإثارة الفتنة بين الفلسطينيين والسوريين.
من جهته، تحدث رئيس الائتلاف الوطني حول رؤية الائتلاف الوطني، وما يتعلق بضمان حماية الوجود الفلسطيني في سورية، وأكد على أنه لابد من تدارك الخلل والتقصير تجاه الفلسطينيين السوريين، معتبراً أنه “واجب في أعناقنا، وما حصل للإخوة الفلسطينيين في سورية يتحمل مسؤوليته بالكامل المجرم بشار الأسد ووالده من قبله”.
وقال: “لقد امتزجت حياتنا معًا وكانت قضية فلسطين جرحنا الذي كبرنا معه، والحقيقة فإنه لم يدخر الفلسطينيون جهدًا في تطوير كل شيء في سورية، فأغنوا الواقع السوري برمته”.
ولفت إلى أن جرائم حافظ الأسد عام 1976 في “تل الزعتر” أول ما فتح أعيننا على مقدار الجرائم الأسدية ضد الفلسطينيين، مضيفاً أن الفلسطينيين انخرطوا بالثورة السورية منذ انطلاقتها في درعا، ثم مخيم اليرموك الذي كان مدادًا للثورة، مما أدى إلى الحصار المقيت الذي مارسه النظام المجرم عليه، ومن ثم صبَّ جام غضبه وحقده عليه، وصولًا إلى إصدار قرار بجريمته في ما سمي المخطط التنظيمي لمخيم اليرموك.
وأكد الحريري على أهمية وحقيقة التلاحم بين الفلسطينيين والسوريين، من أجل بناء سورية الحرة، وتحدث حول خطط الائتلاف الوطني ونيته في العمل على كافة المقترحات في هذه الورشة، وقال “نعمل في الائتلاف وفق خطة متكاملة من أجل مأسسة الوجود الفلسطيني في سورية. ولعل هذه الورشة ستكون مدخلًا مهمًا لهذا التفعيل في العمل الممارس واقعيًا”.
من جهته تحدث الدكتور حسام السعد في ورقته عن “المشكلات والتحديات المركبة التي تواجه فلسطينيو سورية وكيفية التعامل معها”، لافتًا النظر إلى ماهية تعامل نظام الأسد مع قضية فلسطين وهو الذي حاول تشويه ذلك عندما أسمى فرعًا أمنيًا على اسم فلسطين لتشويه القضية الفلسطينية.
وأشار السعد إلى حجم زج الفلسطينيين في المعتقلات، وخاصة بعد الثورة، حيث يعتقل النظام أكثر من 2000 فلسطيني، وهم جزء من قضية المعتقلين السوريين الكبرى، بالإضافة إلى استشهاد ما ينوف عن 600 فلسطيني تحت التعذيب.
كما تحدث عن تردي الوضع المعيشي للفلسطينيين في سورية، وتدهور كل الخدمات الصحية وسواها.
فيما قدم نائب رئيس الائتلاف الوطني عقاب يحيى ورقة حول “الأبعاد التحررية الجدلية بين القضيتين السورية والفلسطينية”، مشيرًا إلى أن تجربة الوحدة السورية المصرية بين 1958 و1961 أعطت الأمل للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن قضية فلسطين كانت على الدوام هي قضية السوريين الأولى.
وتابع قائلا: “إنما الأخوَّة الفلسطينية السورية شابها الكثير، من خلال تعقيدات المسألة السورية. لكن الفلسطينيين قدموا تضحيات لا تقل عن تضحيات السوريين”، وشدد على أن المواطنة الكاملة حق مشروع للفلسطينيين السوريين.
وقدم الحضور العديد من المداخلات والمقترحات، وتوافقوا على تثبيت عدة توصيات، والتي ركزت على إعادة تفعيل هيئة اللاجئين الفلسطينيين في الحكومة السورية المؤقتة، وتعزيز التلاحم السوري الفلسطيني وجوانبه، إضافة إلى المساهمة في معالجة الوضع المعيشي للفلسطينيين في الشمال السوري المحرر.
واتفق الحضور أيضاً على وضع آليات للتفكير سويًا لحماية الوجود الفلسطيني السوري، والعمل على إنضاج وعي جديد في المسألة الفلسطينية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وتجسير الفجوة بين جمهور الثورة ومؤسسات المعارضة.
وأكدوا أيضاً على ضرورة الإصلاح الشامل في مؤسسات الثورة، والعمل دوليًا وإقليميًا من أجل وقف المخطط التنظيمي في مخيم اليرموك، وشددوا على أن المواطنة الكاملة حق مشروع للفلسطينيين السوريين، وهي لا تتعارض مع حقهم الراسخ بالعودة إلى ديارهم في فلسطين وقانونيته.
المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري