أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سورية، مايكل راتني أن الرؤية الأمريكية تجاه الحل في سورية ماتزال ثابتة ولم تتغير، والتي تنص على أنه لا وجود للأسد في مستقبل سورية، مشيراً إلى أن الروس أخطؤوا إذا كانوا يعملون على مساعدة الأسد.
وأضاف راتني في مقابلة مع شبكة شام إن القضاء على تنظيم داعش لا يمكن أن يكون بوجود بشار الأسد ضمن أي تحالف وهذا عكس ما يراه الروس، نافياً أن يكون هناك مصطلح لـ “منطقة آمنة” في شمال سورية، وإنما منطقة خالية من تنظيم “داعش”، وهي جزء من الإستراتيجية الكبرى لتخليص سورية والعراق من هذا التنظيم، مشيراً إلى أن نجاح إقامة هذه المنطقة سيؤدي إلى إمكانية عودة سكان تلك المناطق تلقائياً وحمايتهم من تنظيم داعش ونظام الأسد وتوفير المساعدات الإنسانية لهم.
كما نفى راتني أن تكون القضية السورية قد دخلت في المفاوضات النووية الإيرانية، أو كانت جزءاً من الصفقة، مضيفاً إن “حوارنا مع الإيرانيين، حول موضوع مهم، لا يعني إطلاقاً أن نتغاضى عن الأشياء الأقل أهمية أو الأشياء السيئة التي تقوم بها إيران، نحن ما نزال نعتبر أن التدخل الإيراني في سورية من الأسباب المهمة في إراقة الدماء والاقتتال الحاصل في سورية”.
فيما قال رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني السوري هيثم المالح إن إيران وروسيا لم تتوقفا عن دعم نظام الأسد عسكرياً، ومالياً، وسياسياً، وإعلامياً منذ انطلاق الثورة السورية، وقد ظهرت جلياً في الأشهر الثلاثة السابقة أهدافهما ومصالحهما من وراء هذا الدعم اللامحدود على حساب الشعب السوري ودم أبنائه وطهر ترابه.
وأشار المالح إلى أن المعارك التي تخوضها إيران في دمشق وضواحيها وخاصة الزبداني والمفاوضات مع الثوار بشكل مباشر، وازدياد التواجد الروسي العسكري بوضوح على الأرض السورية بالسلاح والمقاتلين في الساحل السوري والسيطرة على مطار اللاذقية؛ تثبت بالدليل القاطع أن نظام بشار الأسد باع سورية لإيران وروسيا بمقابل بقائه في السلطة.
وأوضح المالح أن روسيا وإيران تتقاسمان مناطق سيطرتها كمناطق نفوذ لهما، حيث روسيا وقواتها في الساحل، وإيران ومليشياتها في دمشق وريفها وعلى الشريط الحدودي مع لبنان وحمص وما حولهما، لافتاً إلى أن ذلك يترافق مع مخطط إيراني واضح لتشييع دمشق، وتهجير أهلها في ظل خطة عسكرية وسياسية وإعلامية تهدف إلى تغيير ديمغرافي في دمشق باستبدال أهلها الأصليين بشيعة قادمين من إيران والعراق، ولبنان، وأفغانستان، حيث يسهل نظام الأسد انتقال العقارات وملكيتها لهؤلاء في دمشق القديمة، وفي بساتين المزة، وما حول دمشق وتمنحهم الجنسية السورية.
ودان المالح هذا المخطط الذي يرسم لسورية وشعبها نهاراً جهاراً، كما دان جرائم الإبادة الجماعية، والجرائم ضد الإنسانية وجرائم التطهير العرقي التي يتعرض لها الشعب السوري على يد قوات النظام ومن أمامها إيران، ومليشياتها الطائفية المتعددة الجنسيات، ومؤخراً القوات الروسية المنتشرة في سورية.
وطالب منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي وخصوصاً مجلس الأمن بالتحرك بفعالية أكبر من أجل إنهاء عذابات الشعب السوري وتطبيق قراراته المتعلقة بسورية وبخاصة القرار 2042 لعام 2012 والقرار رقم 2139 لعام 2014 ووضع حد لجرائم النظام وإحالة المجرمين إلى المحاكم الدولية لينالوا جزاء ما اقترفت أيديهم من جرائم. المصدر: الائتلاف