طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة الحكومة اللبنانية بوقف السياسات التمييزية ضد اللاجئين السوريين الذين باتوا محاصرين بين منعهم من الحصول على الطبابة والإيواء والغذاء من جهة، وعمليات القصف التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على لبنان من جهة أخرى، داعياً رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى إظهار شيء من الإنسانية والمسؤولية الأخلاقية.
وقال البحرة موجهاً كلامه لرئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي: إنه “في خضم تصريحاتك الأخيرة حول الأعباء التي يتحملها لبنان نتيجة النزوح السوري، من المهم تذكيرك بحقيقة واضحة تتغاضى عنها، وهي أن عشرات الآلاف من اللبنانيين يعبرون يوميًا نحو سورية، ويستقبلهم الشعب السوري رغم ويلات الحرب التي أنهكته على مدى أكثر من عقد”.
وشدد البحرة على أن هذه الحقيقة المؤلمة، التي يعيشها اللبنانيون اليوم وهم يعانون من مرارة النزوح، تفرض ضرورة إظهار شيء من الإنسانية والمسؤولية الأخلاقية من جانب الحكومة اللبنانية.
ولفت البحرة إلى أنه لا يمكن للحكومة اللبنانية أن تتجاهل أن الميليشيات اللبنانية وأهمها شريك في حكومات لبنان المتتالية، شاركت نظام الأسد في قتل وترهيب وتهجير السوريين من ديارهم، مما خلق واحدة من أكبر موجات اللجوء التي عرفها العالم، مضيفاً أن هذه الميليشيات وداعميها ما زالت مستمرة في ممارساتها الإجرامية، وتواصل انتهاكاتها ضد المدنيين السوريين داخل سورية عبر القصف والترهيب، كما تستوطن بلدات وقرى وأحياء المهجرين قسّريًا.
وأشار البحرة إلى أنه ورغم مرور سنوات على هذه الجرائم، لم يصدر موقفًا حاسمًا من الحكومات اللبنانية المتتالية بما فيها الحكومة الحالية، يدعو تلك الميليشيات إلى الانسحاب الفوري من سورية ووقف احتلال القرى والبلدات السورية، مما يزيد من معاناة الشعب السوري ويعقد أزمة المهجرين.
وأكد البحرة أن استمرار الصمت تجاه هذه الممارسات هو ما جرّ لبنان اليوم إلى أزمة إنسانية تفوق قدرته على التحمل، دون أن يكون للبنانيين جميعهم قرار في هذه المواجهة.
وقال البحرة: إن “ممارسات ميليشيا حزب الله لا تزيد إلا في تأجيج الأزمة وإطالة أمدها، وتضع على عاتق لبنان مسؤولية مزدوجة تجاه شعبه الذي يعاني، وتجاه الأوضاع التي تساهم ميليشياته في تأزيمها خارج الحدود”.
وأوضح البحرة أن ما يعانيه لبنان اليوم وما زال يعانيه الشعب السوري منذ ثلاثة عشر عامًا وإلى الآن من أزمة إنسانية تفوق قدراتهما، هو نتاج الصمت الطويل من الدولة اللبنانية بحكوماتها المتتالية عن هذه الجرائم، وهي ما جرّت لبنان وشعبه الشقيق إلى هذه الحال.
ودعا البحرة، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، إلى تحمل مسؤوليته، وإعمال ضميره الإنساني قبل التهجم على الفئات الضعيفة التي هربت من الموت والتدمير الذي طالها وما زال يهددها في مناطق سيطرة نظام الأسد وحلفائه إيران وميليشيات حزب الله الإرهابي.
وعبّر البحرة عن استغرابه عدم مطالبة الحكومة اللبنانية لحكومة النظام الإيراني بشكل رسمي بتحمل مسؤولياتها الإنسانية، وتقديم المأوى والدعم الإغاثي واستقبال اللاجئين اللبنانيين على أراضيها عبر تأمين جسر جوي أو بري لنقلهم، وعلى أدنى حد تمويل مراكز إيواء ومستشفيات مؤقتة في لبنان لحين تشغيل ذلك الجسر، كونها مؤسسة لتحالف نظام إيران وميليشيات حزب الله الإرهابية ونظام الأسد، والمهيمنة على قراراته التي أودت بسورية ولبنان إلى أكبر مأساة إنسانية.
وشدد البحرة على أن النزوح ليس خيارًا، بل هو مأساة فرضها الظلم والعنف الذي مارسه ذلك التحالف بحق الأبرياء من السوريين واللبنانيين.
وجدد البحرة استنكاره الشديد لأي أعمال عسكرية عدائية تستهدف المدنيين الأبرياء التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، أو أي قوى عسكرية أخرى، والمطالبة باحترام استقلال وسيادة الدولة اللبنانية، وضمان وحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية ووحدة وسلامة الشعب اللبناني.
وطالب البحرة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة والصارمة والسريعة لضمان أمن وسلامة المدنيين دون أي تمييز على أي أساس كان.
كما طالب الحكومة اللبنانية، بوقف السياسات التمييزية المتبعة من قبل السلطات الحكومية والإدارية المحلية في لبنان بحق اللاجئين السوريين والتي تمنع المنظمات والجمعيات اللبنانية والسورية والدولية من إقامة مراكز الإيواء لهم وتقديم المساعدات الإنسانية والخدمات الطبية الطارئة.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بوضع خطة طارئة لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية الطارئة للنازحين اللبنانيين واللاجئين السوريين والمقيمين في لبنان.
المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري