أخفقت الجامعة العربية في سلوك الطريق الصحيح لحل ما أسمته “الأزمة السورية”، والتي تسبب بها نظام البعث الطائفي البغيض، حيث كان الحل يستدعي من الجامعة بذل جهود حقيقية لتطبيق القرار الأممي 2254 وإنفاذه بقوة عربية وتعاون إقليمي ودولي لحماية الشعب السوري من قاتله؛ الذي اختار النهج الأمني العسكري الاستئصالي بكل الوسائل القذرة وتحت عين العالم عامة والعرب خاصة.
كان بمقدور العرب ولا يزال أن يفرضوا السلام ويضبطوا الوضع الأمني في سوريا ويتركوا الشعب يختار الحل الذي يحقق تطلعاته بالحد الأدنى الذي يحمي حياة السوريين، ولا يؤثر على المحيط العربي الذي توجّس خيفة من حركة التغيير التي كان يمكن -ولا يزال- إدارتها بشيء من الحكمة والذكاء السياسي.
الفقرة الثالثة من بيان الجامعة لن تحقق أي هدف ولو على مبدأ “خطوة مقابل خطوة”، بل لم يترك النظام العربي أي خطوة يستبرئ لنفسه ويحتاط لذاته من الأذى الذي يلحقه أخلاقياً وسياسياً جراء غض الطرف عما ارتكبه نظام الأسد من مجازر وجرائم يندى لها جبين الإنسانية، كما لم يُعط لنفسه فرصة تمكنه من عدم تحمل مسؤولية ما سيقترفه نظام الأسد ضد الشعب السوري في المرحلة القادمة
إن الفقرة الثالثة من بيان الجامعة لن تحقق أي هدف ولو على مبدأ “خطوة مقابل خطوة”، بل لم يترك النظام العربي أي خطوة يستبرئ لنفسه ويحتاط لذاته من الأذى الذي يلحقه أخلاقياً وسياسياً جراء غض الطرف عما ارتكبه نظام الأسد من مجازر وجرائم يندى لها جبين الإنسانية، كما لم يُعط لنفسه فرصة تمكنه من عدم تحمل مسؤولية ما سيقترفه نظام الأسد ضد الشعب السوري في المرحلة القادمة، حيث أعاد النظام العربي للنظام الإجرامي الأسدي البعثي الطائفي كل حقوق العضوية للجامعة العربية من دون أي شرط يحفظ له حق التبرؤ مما يمكن أن يفعله النظام لاحقاً بالسوريين.
يأمل بيان الجامعة -حتى لا ننسبه لمن لا يتبناه من العرب- يأمل البيان في: دعم الاستقرار في سورية ووحدة الأراضي السورية والدور الطبيعي لسوريا وتكثيف الجهود لمساعدة سوريا اتساقاً مع المصلحة العربية المشتركة. كيف ومتى وأين؟!
إنّ إعادة نظام الأسد للجامعة العربية بدون شروط ولا خطة وبغياب الأطراف المعنية لن تحقق مما ذكرته الفقرة الثالثة شيئاً بالمطلق، سوى الدور الطبيعي لنظام الأسد في خيانة العرب وقضاياهم عبر خمسة عقود ونيّفٍ من حكم الأسد وولده.
رغم كل ما حدث فلا يزال في تقديرنا من الممكن للعرب أن يساعدوا السوريين عبر حل سياسي بناءً على القرار الدولي 2254 بأي قراءةٍ له وأي تفسير لبنوده؛ بشكل يضمن حدوث عملية انتقال سياسي، ويحقق مصلحة السوريين ولا يسبب أي متاعب محتملة لمن يخاف تداعياته عليه.
إنّ العملية المتسرعة وغير المشروطة لإعادة النظام الطائفي البعثي للجامعة العربية لا تعني الشعب السوري في شيء؛ لأنه لا يرضى بتمثيل النظام له في الجامعة ولا في غيرها، ونتوقع تداعيات سلبية كبيرة لهذه الخطوة على دول الجوار ذاتها سياسياً وأمنياً وشعبياً.
نقول لأشقائنا العرب لستم مضطرين لأن تكونوا حضناً لأداة نظام الملالي في سوريا، لا سيما أنه أعلن ذلك أمامكم بلا حياء أنه يتعامل معكم كحضن مستعار؛ طالما كنتم تفيدونه وتعطونه دون أن يكون لكم أي حق أو كلمة فيما يقوم به من جرائم أو ضلوع في مخططات مع نظام الملالي الذي لا تريد لدول المنطقة ولا لشعوبها خيراً
موقف الشعب السوري تجاه النظام يؤخذ من الشعب نفسه، والذي يمثل أغلبه اليوم السوريون في المناطق المحررة ليس كمّاً من حيث التعداد ولكن كيفاً من حيث كراهية هذا النظام الجاثم على صدورهم، سواء أكانوا في دمشق أو حلب أو الساحل أو أي بقعة من سورية الحبيبة، من المغلوب على أمرهم، الذين لا يزالون يرزحون تحت نير النظام الغاشم. وقد انتفضت المناطق المحررة عن بكرة أبيها احتجاجاً على عودة المجرم القاتل لكرسي الجامعة الذي يخص الشعب السوري؛ صاحب السيادة ومصدر السلطات.
نقول لأشقائنا العرب: لستم مضطرين لأن تكونوا حضناً لأداة نظام الملالي في سوريا، لا سيما أنه أعلن ذلك أمامكم بلا حياء أنه يتعامل معكم كحضن مستعار؛ طالما كنتم تفيدونه وتعطونه دون أن يكون لكم أي حق أو كلمة في ما يقوم به من جرائم أو ضلوع في مخططات مع نظام الملالي الذي لا يريد لدول المنطقة ولا لشعوبها خيراً.