انتقد رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير اليوم الأحد “الواقع الطائفي لحكومة المالكي في العراق، وأكد على الإنتقادات التي ربطت بين غزو العراق ما يجري في سورية، ورأى أنها ناجمة عن إخفاق الغرب في التحرك في سورية”. فيما اعتبر الوسيط العربي والدولي السابق في سورية الأخضر الإبراهيمي أن ما يشهده العراق اليوم “هو نتيجة لعدم تحرّك المجتمع الدولي إزاء ما يجري سورية منذ أكثر من ثلاثة اعوام”. ويرى المبعوث الخاص السابق ان إيران التي لوحت بالتدخل إلى جانب حكومة المالكي في بغداد، لديها “مكانتها” في المنطقة “بحكم الأمر الواقع من خلال التعاون بينها وبين الولايات المتحدة” في ما يتعلّق بالعراق. وكان الأمين العام للائتلاف الوطني السوري بدر جاموس حذر الفصائل المقاتلة في العراق، ممّا وصفه بـ” وحش الديكتاتوريات داعش”، وقال في تصريحه لمكتب الائتلاف الإعلامي: ” إننا نخشى اسثمار حكومة المالكي للتغيّرات العسكرية التي يشهدها العراق، وإخراج داعش من القمقم الإرهابي للحكومة. ومن ثمّ اختراق الحراك المسلح الذي تشهده مناطق العراق، ما يهدد أمنها، ويجعلها فريسة أخرى لإرهاب الديكتاتوريات، التي تحاول دس التطرف للتشويش على الصوت الحقيقي للثوار والمظلومين من المواطنيين، لتجعلهم بين فكي كماشة، إرهاب الأنظمة الحاكمة من جهة، وإرهاب الجماعات المتطرفة التي تتخذها الأنظمة سفيرة لها داخل المناطق الخارجة عن سيطرتها من جهة أخرى. وذلك من أجل حصر المجتمع الدولي بين خيارين هما: إمّا أنا أو الإرهاب، أي وبمعنى أكثر دقة، تريد القول: إما إرهاب الأنظمة أو إرهاب الجماعات!”. ولفت الأمين العام إلى أنّ المالكي الذي يعتبر المصدّر الأقوى للميليشيات الطائفية المتطرفة إلى سورية ” يحاول أنّ يخلق بعدا استراتيجيا أكثر عمقاً لبعض الجماعات المتطرفة في سورية، من أجل تعزيز رؤية بشار الأسد في ادعاء مكافحة الإرهاب، والتي أفصح عنها منذ البدايات الأولى للثورة السورية. فتحذير الأسد بإحراق المنطقة بواسطة الإرهابيين في حال استمرار الثورة، والتي سعت الاختراقات المسلحة للفصائل المقاتلة في المنطقة لتصديقه تحت راية داعش، يثبت أنّ الأسد عندما تحدث عن إحراق المنطقة كان لا يتنبأ بما يحدث، ولكن يتكلم عن واقع سوف يشرف على صناعته بالتعاون مع حلفائه. وهذا ما يفسر سياسة الإفراج عن السجناء وتصديرهم إلى سورية منذ بداية الثورة، والتي اتبعها كلّ من الأسد والمالكي، اللذان يعتبران الورقة الإقليمية الأقوى للنظام الإيراني”. وختم الأمين العام قوله للمكتب الإعلامي: ” باختصار على الأخوة العراقيين، أن يحذروا من خباثة الحكومة في إدارة الأزمة السلطوية التي بات يعاني منها المالكي اليوم، ما دفعه لتسويق التطرف إلى داخل الكتائب المقاتلة، من أجل التشويش على المطالب المحقة التي خرج العراقيون من أجل تحقيقها”. وفي السياق ذاته أكد الناطق الإعلامي لمجلس علماء الفلوجة أحمد العلواني” أنّ الحراك المسلح الذي تشهده بعض المناطق العراقية اليوم، هو نتيجة الظلم اللامتناهي على أهاليها، والتي تحاول حكومة المالكي من قمع إرادتها وتهميشها من الناحية السياسية”. ونفى العلواني أن تكون داعش هي المسيطر على الحراك المسلح، وقال: ” إن أغلب عناصر الحراك المسلح، ينتمي إلى العشائر وبعض الحركات النقشبندية، إضافة لبعض الضباط القدامي في جيش الرئيس السابق صدام حسين”. إلّا أن العلوني كشف أثناء تصريحه للمكتب الإعلامي ” عن أنّ هناك محاولات حثيثة من جانب حكومة المالكي، على اختراق صفوف المقاتلين من أجل صبغهم بتهمة الإرهاب، بغية إيجاد عذر مناسب أمام المجتمع الدولي من أجل قتلهم والقضاء على الحراك المسلح الذي دفعهم بطش المالكي إلى انتهاجه كآخر وسيلة ممكنة للحصول على حقوقهم المدنية”حسب قوله .المصدر: الائتلاف