بيان صحفي
الائتلاف الوطني السوري
الهيئة السياسية
18 آب 2013
لا بدّ أن نعي جميعاً كذب النظام ونفاقه حين يحاول أن يقنع الشعب السوري والمجتمع الدولي بأنه حامي الأقليات وأهل الساحل بالخصوص. في حين يقوم عملياً باستخدام الجميع كرهائن من أجل الدفاع عن العصابة التي دمت وطننا كلنل، وعمّمت الفساد على مدى عقود. إن الحماية الحقيقية لمكونات شعبنا، بما فيه أهلنا في الساحل، هي في أن نتعاون جميعاً، ونفك كل ارتباط مع الطغمة الحاكمة، من أجل الخلاص منها، وبناء سوريا الجديدة، كدولة للقانون والمساواة والديمقراطية، بغض النظر عن أية خلفية احتماعية أو مذهبية.
وعلى درب ذلك، جاءت الثورة سلمية وباهرة في مظاهرها ومدنيتها حتى اضطرها عنف النظام السافر إلى حمل السلاح دفاعاً عن أرواح المواطنين وأمنهم. وتجاوز في عنفه كل حدود، فلجأ إلى المدافع والدبابات ضد الشعب وتجمعاته السكنية، ثم الطائرات فالصواريخ بعيدة المدى، وانتهى إلى استخدام السلاح الكيماوي. لقد اعتمد سياسة الأرض المحروقة وارتكاب المجازر التي لم يُرتكب مثلها إلا في العصور الإنسانية القديمة، متمسكاً بسلطة زائلة لا محالة، تحت شعار معبّر عن تلك الوحشية: ” بشار الأسد، أو نحرق البلد”! وقد فعل ذلك ويستمر في فعله.
نناشدكم أن تحافظوا على وحدتكم التي طالما كانت خياراً صائباً لكم، وعلى الحفاظ على كل ما يستلزمه السلم الأهلي ووحدة الشعب السوري من متطلبات وإجراءات، وعلى أن تلتزموا خيارات الحرية والكرامة التي قامت الثورة من أجلها، وينبغي أن تبقى معياراً ودليلاً لتمييز الخطأ من الصواب في مسارها المعقد والصعب. وهذا مع نظام وحشي لا يراعي إلا مصالحه، يستميت دفاعاً عنها، ولا يحفظ لشعب أو جماعة فيه لا حقاً ولا أماناً ولا ذماراً. ونحن إذ ندرك أن النظام هو الذي يتحمل مسؤولية ما آلت إليه الامور ننبه إلى ضرورة عدم التورط في أي سلوك قد يسيء إلى الوحدة الوطنية لشعبنا.
للثورة تعقيداتها ومسارها المتعرّج، وتضحياتها، وأخطاؤها أيضاً، لكنها لن تكون في النتيجة إلا للسوريين جميعاً، منهم ومعهم. وللسوريين في كل مكان أن يختاروا شكل مساهمتهم المناسب فيها، ويعملوا على أن لا يخالطها التردد أو اللبس مهما كانت الظروف صعبة وقاسية وخاصة. فالثورة إبداع وتفجّر تاريخي لطاقات الشعب، ولكلً أن يبدع من خلال الفعل، وحسب حصته من مهمة تقريب ساعة سقوط النظام، وانفتاح الباب إلى سورية الجديدة.
المجد للشهداء، الشفاء للجرحى، الحرية للمعتقلين والأسرى،
والنصر لثورة الحرية والكرامة