بيان صحفي
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
الهيئة العامة
22 أيار، 2021
في يومي 20 ـــ 21 أيار عقدت الهيئة العامة للائتلاف الوطني دورة اجتماعاتها الـــ 56 في مقر الائتلاف باعزاز، وكذلك في مقره بمدينة إسطنبول.
افتتح الاجتماع الدكتور نصر الحريري، رئيس الائتلاف الوطني، من مدينة اعزاز بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الثورة السورية، والشعب الفلسطيني الشقيق.
وبعد تهنئة شعبنا بعيد الفطر المبارك، والأمل أن يكون العيد القادم في بلدنا سورية وقد تحرر من النظام المجرم وإجرامه، وأقام نظامه الديمقراطي الذي يطلق حريات وإبداع السوريين في عموم المجالات بما اشتهروا به من طاقات متنوعة، وقدرات مشهورة في البناء والعمل المنتج.
تناول رئيس الائتلاف عدداً من المحاور المهمة التي تشكّل برنامج عمل ومواقف الائتلاف. وكان أولها: فضح مسرحية الانتخابات، الرامية إلى تدوير رأس النظام المجرم بطريقة مشينة تدوس على حقوق الإنسان ومختلف القوانين، في حين أن مكان هؤلاء الذين أجرموا بحق الشعب هو محكمة الجنايات الدولية، وليس تكرار المهزلة المعروفة النتائج بدعم من رعاته الإيرانيين والروس، ووسط مواقف دولية ضبابية لم ترقَ إلى الحد الأدنى في التعاطي مع مجرم من هذا العيار. وعبر الرئيس عن أمله بأن ترتقي تلك المواقف إلى المستوى الذي يستجيب لحقوق الشعب السوري في تكريس الحل السياسي، وبهذه المناسبة توجه الائتلاف الوطني بالتحية والتقدير لجميع الدول والحكومات التي منعت مهزلة الانتخابات على أراضيها وفي المقدمة منها كل من تركيا وألمانيا التي كانت سباقة في هذا الموضوع.
الشعب السوري ينتظر مواقف أكثر قوة، لا تقتصر على سحب الشرعية السياسية من النظام بل تتجاوزها إلى سحب الشرعية القانونية، ودعم تطلعات الشعب السوري في إقامة النظام الديمقراطي الذي يؤسس لإطلاق الحريات العامة والخاصة وحماية حقوق الإنسان وضمان حقوق كافة المكونات السورية.
أكد الرئيس أن الائتلاف مستمر في حملته الواسعة لرفض تدوير المجرم ويقوم بعديد الاتصالات واللقاءات مع فعاليات شعبنا في المناطق المحررة، وذلك الذي يقع تحت سيطرة النظام، وميليشيا PYD، وهيئة تحرير الشام، ومع جالياتنا المنتشرة في العالم، ومجموعة الأشقاء والأصدقاء لتشكيل مواقف مشتركة، والقيام بعدد من الأنشطة التي تعبّر عن رفض شعبنا لهذه العملية المشينة.
وفي المحور الثاني تناول الرئيس القضية الفلسطينية التي كانت حاضرة في مواقف الائتلاف الواضحة من الجرائم التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي ضد الأرض والمقدسات في حي الشيخ جراح، وفي الاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى، وإطلاق العنان للمستوطنين المسعورين ضد المدنيين، ثم العدوان على غزة، ويعتبر الائتلاف أن فلسطين قضية عربية، وإسلامية وتحرّرية تخصّ جميع أحرار العالم، لذلك يؤكد وقوفه مع الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين، ويرى في النظام العنصري الإسرائيلي الوجه الآخر لنظام الأسد الإجرامي ـــ الدموي، والذي كشفت الأحداث أكاذيب شعارات المقاومة والممانعة، وكشف عورات نظام الملالي وحساباته التي تحتل مصالحه الخاصة، ومشروعه القومي ـــ الطائفي الأهمية الأولى .
وفي المحور الثالث تحدث الرئيس عن الحراك السياسي الإيجابي الذي عرفته المنطقة في الأشهر الأخيرة بدءاً بالمصالحة الخليجية، ثم العلاقات بين تركيا ومصر وبين تركيا والمملكة العربية السعودية، وإذ يرحب الائتلاف بالمبادرة القطرية للمصالحة، فإنه يرى أن هذه التطورات الإيجابية لا بدّ أن تنعكس على الحالة السورية بمزيد من المواقف الداعمة لحق الشعب السوري في الحرية، وإنهاء المأساة التي سببها نظام الفئوية والإجرام .
أخيراً حيّا رئيس الائتلاف صمود الشعب السوري في مختلف مناطق تواجده، خاصة ذلك الذي يقع تحت سلطة النظام، وحجم المعاناة التي يعيشها جراء ممارسات النظام الممنهجة، كما حيّا كافة أشكال الحراك الشعبي في عدد من المناطق السورية، من مناطق الجنوب إلى مناطق شرق الفرات، وأدان ممارسات ميليشيا PYD الدموية بإطلاق النار على المتظاهرين ومقتل عدد من المواطنين الأبرياء، واعتقال المئات الذين خرجوا ضد موجات الغلاء ورفع الأسعار.
أشار الرئيس إلى استمرار جرائم النظام وخرقه للاتفاقات الموقعة حول مناطق غرب الفرات، مؤكداً نهجه القائم على النهج العسكري ـــ الأمني، وهو مستمر في عمليات التهجير القسري لشعبنا إلى مناطق الشمال السوري بطرق تعسفية، كما فعل مؤخراً بتهجير عشرات المواطنين من قرية أم باطنة التابعة لمحافظة القنيطرة، والذي يعمل الائتلاف بالتعاون مع الحكومة السورية المؤقتة على إيجاد المأوى لهم والقيام بما يلزم.
قدّم نواب الرئيس والأمين العام إحاطاتهم عن عمل الدوائر واللجان التي يشرفون عليها، والوقوف عند الإيجابيات والسلبيات.
وقدّم السيد رئيس الحكومة السورية المؤقتة، الأستاذ عبد الرحمن مصطفى بحضور جميع وزراء الحكومة، عرضاً تفصيلياً لأهم أعمال وإنجازات الحكومة المؤقتة، والصعوبات التي تواجهها بظل شحّ الموارد المالية، وفتح النقاش واسعاً حول أهم المشاريع التي قامت بها الحكومة على مختلف الأصعدة في جو سادته الإيجابية، وروح العمل المشترك.
بدوره قدّم الأستاذ هادي البحرة تقريراً مفصلاً جداً عن عمل وأنشطة ومشاريع صندوق الائتمان المهمة، وجرت نقاشات تفصيلية في أهم محاور عمل الصندوق.
كذا قدّم الأستاذ محمد حسنو مدير وحدة تنسيق الدعم تقريراً تفصيلياً عن عمل ومشاريع الوحدة، وقد جرى إغناء التقرير بأسئلة الحضور وإجابات رئيس الوحدة.
واصلت الهيئة اجتماعاتها في اليوم الثاني بالاستماع إلى تقارير الدوائر والمكاتب واللجان، وإلى استعراض الواقع الميداني، والواقع السياسي من قبل مكتب الاستشارات الاستراتيجية، وكذا إحاطة منسق مكتب الوثائق والدراسات، ودور الائتلاف في هذه المرحلة.
استعرض الأستاذ أنس العبدة رئيس هيئة التفاوض السورية، أهم التطورات في العملية السياسية، ونتائج اجتماعات الهيئة، ولقاءاتها مع الدول الفاعلة في الملف السوري والوسيط الدولي، كذلك الأمر في تقديم إحاطة الأستاذ هادي البحرة ـــ الرئيس المشترك للجنة الدستورية وحالة الجمود والتعطيل التي تشهدها اللجنة بسبب مواقف النظام الذي داس عملياً بإجراءاته على جوهر اللجنة الدستورية وصياغة دستور جديد للبلاد.
انتهى الاجتماع بتوجيه التحية لشعبنا الصامد في جميع المواقع والأماكن، القابض على جمر إيمانه بإنهاء النظام المجرم وتكريس الحل السياسي الذي يرسي عهداً جديداً يستحقه شعبنا ..
الرحمة للشهداء،
والشفاء للجرحى،
والحرية للمعتقلين والحقيقة عن وضع المفقودين
والنصر لثورة الحرية والكرامة.