بيان صحفي
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ــ سورية
الهيئة العامة
13 تشرين الثاني، 2020
عقد الائتلاف الوطني السوري اجتماع الهيئة العامة في الشمال السوري المحرر في الفترة الواقعة بين 11 – 13 تشرين الثاني 2020 ما يصادف الذكرى الثامنة لتأسيس الائتلاف في 11 تشرين الثاني 2012.
مثلت اجتماعات الهيئة العامة الحالية خطوة انعطافية، وبداية صحيحة لوجود الائتلاف الوطني في المناطق المحررة التي تضمّ نحو 5 ملايين و200 ألف مواطن يشكلون بحق سورية الصغيرة حيث يعيش جنباً إلى جنب معظم أبناء المحافظات السورية الذين هجّروا قسراً، أو فرضت عليهم حروب الإبادة والمعاناة الهجرة إلى قطعة غالية من بلادنا وجزء صميم من سوريتنا الواحدة، الموحدة.
افتتحت الدورة برفع علم الثورة السورية من قبل رئيس الائتلاف الوطني بالمشاركة مع أحد الأبطال الذين أصيبوا أثناء معارك التحرير، إضافة لطفلة تمثل أمل سورية ومستقبلها، بحضور قادة فيالق الجيش الوطني، ورؤساء المجالس المحلية في المنطقة، والعديد من الفعاليات الشعبية.
بدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الثورة السورية، ثم قدّم رئيس الائتلاف الدكتور نصر الحريري إحاطة شاملة عن الوضع السياسي وآخر تطورات العملية السياسية.
نحن نؤمن بأن مكاننا الطبيعي في أرضنا، بين أهلنا الذين يواجهون المعاناة، ويتحملون التهجير، والفقر، وحياة المخيمات، منهم نستمد المشروعية، والإرادة، وبهم نصمم على التمسك بحقوقنا، لذلك فالقرار الصحيح أن يكون مقر الائتلاف الوطني هنا في هذه الأرض المباركة، وهو ما قمنا به وسنستمر عليه، ما سيمكّننا من المساعدة في إقامة حوكمة رشيدة، ومعالجة أوضاع شعبنا في جميع المجالات، وترسيخ بناء الجيش الوطني وبقية المؤسسات، وتدعيم الحكومة المؤقتة لممارسة دورها المنوط بها والاهتمام بفئات شعبنا في مختلف أماكن وجوده، إن كان ذلك في المناطق المحررة أو تلك التي تقع تحت سيطرة النظام، أو سلطات الأمر الواقع، أو في مناطق اللجوء والهجرة.
عقد أعضاء الهيئة العامة للائتلاف الوطني العديد من اجتماعات العمل والاجتماعات العامة مع عدد من ممثلي القوى المدينية والقروية في المناطق المحررة، ومع فعاليات شعبية من مختلف أماكن سورية عبر حوار مفتوح تناول أوضاع الأهالي ومقترحاتهم في مختلف المجالات، وحول الأوضاع الخدمية والاحتياجات المعيشية المختلفة وسبل التنظيم الإداري والسياسي في المناطق المحررة، وترسيخ العلاقة مع الائتلاف الوطني باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري.
وعلى صعيد تطورات العملية السياسية فإن قناعة الائتلاف الوطني راسخة منذ بداية المفاوضات بأن النظام المجرم بتركيبته، ومواقف داعميه لن يتحرّك خطوة واحدة باتجاه الحل السياسي الذي يعتبره بداية نهايته، وسيبقى متمسكاً بالخيار الأمني ـ العسكري، وهو ما طرح علينا مراراً سؤال الجدوى من هذه المفاوضات واستمرارها، وهل من المفيد التوقف عنها، أم مواصلتها ونحن على قناعتنا تلك؟ وخيارات البدائل التي نشرع بتجسيدها عبر مجموعة من الوسائل التي يشكل شعبنا صلبها وعمودها الفقري.
لقد قدّمنا على طريق الحل السياسي وفقاً لبيان جنيف، والقرار 2254 كل ما هو مطلوب من حيث استعدادنا الإيجابي، والالتزام بروحية بيان جنيف الذي يعني تحقيق الانتقال السياسي عبر تشكيل هيئة الحكم الانتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة، وما ورد في القرار 2254، واستجبنا لكل ما هو مطلوب من وثائق وأوراق تعبّر عن روحية الثورة وأهدافها وتصميمنا على بناء نظام ديمقراطي بديل لا مكان فيه لبشار الأسد ولا لرموز نظامه من القتلة، وطالبنا مراراً بالإفراج عن مئات آلاف المعتقلين كخطوات أولى على طريق توفير مقومات “البيئة الآمنة” التي توفر إقامة انتخابات نزيهة برعاية الأمم المتحدة.
وفي إطار أعمال اجتماع الهيئة العامة قدّم نواب الرئيس والأمين العام موجزاً عن أعمال الدوائر واللجان خلال الفترة المنصرمة، واستمع الحضور إلى تقارير تفصيلية من وزراء الحكومة المؤقتة على صعيد مسارات العمل وما أنجز، وفي مجال الصعوبات التي تواجههم، وقد ناقش أعضاء الائتلاف تلك التقارير بالتفصيل وتقدّموا بعدد من الأسئلة والاقتراحات.
واصلت الدورة أعمالها في اليوم الثاني بالاستماع إلى إحاطة شاملة من الأستاذ أنس العبدة رئيس “هيئة المفاوضات السورية” وما واجهته اللجنة الدستورية من تطورات، وشاركه بذلك الأستاذ هادي البحرة، الرئيس المشترك للجنة الدستورية، وأكدا حرص الائتلاف على الاستمرار في جهوده لتفعيل وضع هيئة المفاوضات، ومتابعة الوضع في اللجنة الدستورية.
كما استمعت الهيئة العامة إلى عمل الدوائر واللجان وما قام به الائتلاف خلال الفترة السابقة من عمل في مختلف الأصعدة، وتنفيذاً لبرنامجه في توسيع شبكة علاقاته بفئات وفعاليات شعبنا عبر “لجنة الحوار الوطني” وما قامت به من لقاءات، ومكتب الأحزاب، وكذلك ما تقوم به “لجنة الجزيرة والفرات” من جهود لتمكين أهالي المنطقة من إدارتها بأنفسهم عبر تشكيل هيئات يختارونها، ووضع برنامج العمل والتحرك مع الحكومة التركية، والولايات المتحدة الأمريكية، وغيرهما، وكذا ما تقوم به لجنة الجنوب التوأم لمواجهة التحديات التي تعرفها المنطقة، خاصة الحراك الشعبي والمقاوم فيها.
في إطار الحملة التي يقودها الائتلاف الوطني لرفض ومواجهة ما يعرف بـ”مؤتمر اللاجئين” والتي تتناول جوانب مختلفة، التقى أعضاء الائتلاف بالمبعوثين الدبلوماسيين العاملين بالملف السوري حيث تناولنا التطورات الميدانية وتوافقت مواقفهم مع موقف الائتلاف برفض المؤتمر الذي نظمته وزارة الدفاع الروسية في دمشق بخصوص اللاجئين، كما طالبناهم بزيادة الدعم المقدّم لمواجهة وباء كورونا في الشمال وأكدنا ضرورة الضغط على النظام وحلفائه لدعم الحل السياسي وتطبيق القرار 2254.
اختتمت الدورة أعمالها بتوجيه التحية لشعبنا السوري الصامد في مختلف أماكن تواجده، المصمم على انتزاع حقوقه في إقامة النظام البديل. النظام الديمقراطي، التعددي الذي يحقق المساواة والعدل والكرامة بين جميع السوريين .
التحية لشهداء الثورة السورية
الحرية للمعتقلين
النصر للثورة