إلى شعبنا السوري العظيم،
إلى إخوتنا الفلسطينيين في سوريا،
مع الخطوات المتقدمة النوعية التي تخطوها قوى الثورة السورية على الأرض، ومع تزايد إحكام الحصار الذي يضربه مقاتلو الجيش الحر على معاقل النظام المجرم الرئيسية في دمشق، ومع التقدم الذي يحرزه الثوار في مخيمي اليرموك وفلسطين جنوب دمشق ضد قوات النظام وعملائه، فإن الائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية يود أن يؤكد للإخوة الفلسطينيين في سوريا أنهم جزء أصيل من ثورة الشعب السوري من أجل الحرية والكرامة، وأن ما سطروه من بطولات وما قدموه من تضحيات في هذه الثورة سوف يظل دائماً موضع اعتزاز وتقدير وعرفان لدى السوريين جميعاً؛ فلطالما كان السوري ينظر إلى الفلسطيني باعتباره أخاً يقيم في وطنه الثاني، له ما له وعليه ما عليه، ولطالما اعتبر الفلسطينيون في سوريا أن نضالهم الوطني سيجد تتويجه بانتصار ثورات الربيع العربي فشاركوا عن وعي وإرادة حرة في هذا الربيع، ولاسيما في الثورة السورية، واعتبروا أن أفضل ما يخدم قضيتهم هو تحقيق إرادة الشعب في ثورته على الطغيان والاستبداد.
لقد حاول النظام المجرم خلق الوقيعة بين مكونات الشعب لتشتيت الثوار وإضعافهم. وكان من جملة محاولاته اللعب بالورقة الفلسطينية بطريقة قذرة مثلما حاول اللعب بالورقة الطائفية وبالورقة الكردية، فزج بعملائه المعروفين في الساحة الفلسطينية في مواجه إخوانهم الثائرين من فلسطينيين وسوريين، وجعلهم جزءاً من ميليشياته المقاتلة ضد الثورة داخل المخيمات وخارجها. وراح يمعن في التضييق على الإخوة الفلسطينيين في الوظائف والجامعات ليخيفهم ويشعرهم أنهم غير مرحب بهم في سوريا. لكن فلسطينيي سوريا لم يتأخروا أبداً عن الالتحاق بركب الثورة في مخيمات درعا واللاذقية وحمص وحماه، ولم ينخدعوا باللعبة الرخيصة التي لعبها النظام المجرم بدماء الشباب الفلسطيني في الجولان في 6/6/2011 فخرجوا في مظاهرات عارمة في مخيمات دمشق ضده وضد عملائه قدموا فيها كوكبة من الشهداء الميامين. ولم تتأخر القيادات الفلسطينية في فتح وحماس عن نبض الشارع السوري الفلسطيني أيضاً فأدانت عدوان النظام على الشعب وناصرت حق السوريين في الحرية والكرامة.
واليوم، يقصف النظام الساقط المخيمات الفلسطينية بالطائرات، ويخرج علينا وزير خارجيته قائلاً إن على الفلسطينيين عدم احتضان الثوار إن أرادوا السلامة، وتعيث عناصر من عصاباته الإجرامية المعروفة فساداً في المخيمات فيسرقون وينتهكون الحرمات. لكن هذه الأفعال لن تخيف شعباً اعتاد مقاومة الظلم والبغي، ولن يفلح في تفكيك أواصر أخوةٍ لم تزدها المحن إلا صلابة وتماسكاً.
لن ينسى السوريون هذه المواقف المشرفة لإخوانهم الفلسطينيين. وسيظلون في طليعة المدافعين عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية المستقلة على تراب فلسطين وفي عودة اللاجئين إلى ديارهم. لكننا نعاهد إخواننا الفلسطينيين في سوريا أيضاً على أنهم سيظلون على الدوام مواطنين في سوريا الجديدة، لهم ما لمواطنيها وعليهم ما عليهم من غير أي انتقاص أو تفرقة أو تمييز. فلقد تعمدت الأخوة الفلسطينية السورية بالدم الطاهر من جديد وخطت خطوة جديدة صوب فجر الحرية لنا جميعاً إن شاء الله.
عاشت الأخوة السورية الفلسطينية. والنصر لثوارنا على امتداد ساحات سوريا الحبيبة. والخزي والعار لنظام الظلم والفساد والمتاجرة بالقضية الفلسطينية.
عاشت سوريا حرة أبية
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية