أبناء سورية.. ثوار سورية.. أحرار سورية..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أتحدث إليكم اليوم في ذكرى الجلاء… ذكرى استقلال سورية..
هذه الذكرى العزيزة التي تتجدد كل ربيع..
تمر ذكرى الجلاء اليوم … وهناك آلاف السوريين يقبعون في أقبية النظام ومعتقلاته
تمر هذه الذكرى… وملايين السوريين في الخيام لا يملكون أبسط مقومات الحياة.
تمر الذكرى… وأكثر من نصف الشعب السوري مشرد في أصقاع الأرض
تمر.. وأمهاتنا وبناتنا وأخواتنا يعانون الأمرين.
تمر ذكرى الجلاء اليوم… ونحن ننظر إلى اليوم الذي نحصل فيه على استقلالنا الحقيقي وبناء الدولة التي نحلم بها.
عندما اختار صناع الاستقلال الأول هذه الراية لتكون علم استقلال سورية وحريتها لم يكن يخطر ببالهم أن الشعب السوري سوف يدفع مليون شهيد وهو يرفع هذه الراية على طريق الحرية والكرامة والاستقلال.
لقد مرت ثورتنا خلال تسع سنوات بمنعطفات كثيرة.. ونتيجة أسباب عديدة من بينها الإجرام والفوضى التي نشرها النظام في بلدنا، فقد تسربت بعض الأخطاء إلى عدد من مفاصل ثورتنا.
علينا أن نعمل معا على إزالتها حتى نستعيد ثورتنا كما كانت في أيامها الأولى.
إن من أكثر ما سبب الأذى للثورة هو تعدد الأجندات وتصارعها وهو ما كان يصب دائما في مصلحة المجرم.
لن تستعيد الثورة عافيتها إلا عندما نستعيد ثقتنا ببعضنا البعض.
أدعو الجميع في هذه الذكرى المجيدة إلى توحيد الجهود من أجل هدفنا الأسمى وهو الاستقلال الحقيقي، وبناء دولة الحرية والكرامة.
إن نظام الأسد هو وباء سورية الحقيقي
فمن قصف المدن والمرافق العامة والمنشآت الطبية، واستخدم السلاح الكيماوي.. لا يكترث لحياة السوريين. بل إنه يعتبر أن أزمة كورونا فرصة للتغطية على الجريمة وأداة لابتزاز العالم.
أخوتي في سورية وفي كل مكان، أناشدكم مرة أخرى، أن تلتزموا بالتوجيهات التي تصدر عن الجهات المسؤولة في المناطق التي تقيمون فيها، كونوا قدوة للآخرين وساهموا مادياً ومعنوياً في التطوع من أجل التصدي لهذه الجائحة، كل بحسب إمكاناته.
الشكر الجزيل لجميع الأطباء والعاملين في القطاع الصحي والإنساني والإغاثي لمساهمتهم في مكافحة هذا الوباء العالمي.
والرحمة لمن قضى منهم أثناء أدائه واجبه الإنساني، فهذا ليس بغريب على الشعب الذي أسس أول مشفى في التاريخ.
كان النظام دوماً بوابة العبور للتدخل الإيراني في العالم العربي، ومد اليد له سيصب في مصلحة تثبيت تلك التدخلات.
فكل الأسباب التي دعت الجامعة العربية ودولها إلى قطع علاقاتها مع النظام وطرده من الجامعة ما زالت قائمة؛ بل وتفاقمت بشكل خطير.
من يضع يده في يد هذا النظام إنما يضع نفسه في ذات المنزلة، وهو عند ذلك شريك في جرائم النظام ضد الشعب السوري وفي مواجهة الشرعية والقانون الدوليين.
لقد أثبت تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الأخير المسؤولية المباشرة للنظام، ورأسه، عن هجمات اللطامنة بغاز السارين.
لقد استخدم نظام الأسد السلاح الكيماوي أكثير من 217 مرة، وهو بذلك من القلائل الذين استخدموا الأسلحة غير التقليدية ضد شعوبهم عبر التاريخ.
لابد من إحالة هذا الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية بأسرع وقت ممكن.
الشعب السوري اليوم يقف على الجبهة الأولى بين الحرية والاستبداد، يناضل نيابة عن كل إنسان تواق للحرية، ولابد أن يستعيد هذا الشعب العظيم صوته في الأمم المتحدة.
لقد أسقطنا هذا النظام عندما نزعنا الخوف من قلوبنا، عندما تجرأ أطفال درعا وكتبوا شعاراتهم الخالدة، لكن معركتنا مازالت مستمرة مع الاحتلال الروسي والإيراني والميليشيات الطائفية والإرهابية.
يستحق شعبنا بعد كل هذه التضحيات دولة لجميع السوريين بعيداً عن التطرف والطائفية.. لا إقصاء فيها لأحد، ديمقراطية مدنية تعددية تصون كرامة المواطن..
تظهر فيها إمكانات الشعب السوري العظيم المبدع لينال مكانته التي يستحقها بين الشعوب
دولة القانون.. والحرية.. والمساواة.. لا يحاسب فيها الناس على انتمائاتهم الإثنية أو الدينية أو السياسية.. ولا يحاسبون فيها بسبب أفكارهم ومعتقداتهم..
إن استمرار الأسباب الموضوعية التي دفعت الشعب السوري للانتفاض يعني أن الثورة باقية، وعلينا أن لا نسمح للألم والمعاناة التي نمر بها اليوم أن تنسينا الأسباب الحقيقية التي دفعتنا للثورة، وعلينا أن نتذكر دائما أن الحرية والكرامة تستحق.
وسأستعير من كلمات حارس ثورتنا.. الشهيد الساروت.. أنه مادام هنالك إنسان سوري واحد ينبض قلبه بالكرامة فإن ثورتنا منصورة
المجد والخلود لأبطال الاستقلال الأول
المجد والخلود للثائرين على درب الحرية والاستقلال