أخواتي السوريات إخوتي السوريين أبناء الشعب السوري العظيم في كل مكان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
العالم اليوم يمر بامتحان كبير والذي يتمثل بالتصدي لفيروس كورونا ونحن كسوريين لسنا بمعزل عن هذا العالم.
على مدى 9 سنوات تحمّل الشعب السوري ما لم يتحمّله شعب في العالم، ومن تحمّل كل هذه الصعاب قادر بإذن الله على التصدي لهذا الوباء.
إخوتي السوريين في كل مكان، أناشدكم جميعاً بالالتزام بالتوجيهات التي تصدرها الجهات الصحية والطبية المسؤولة، وإبداء التعاون في الأمور التي أكدوا عليها، وعدم مغادرة المنازل وأماكن الإقامة والمخيمات إلا عند الحاجة القصوى..
الظروف تحتّم علينا اليوم أن نوقف النشاطات الاجتماعية والزيارات والتجمعات بشكل كامل.. وأن نلغي المناسبات الجماعية وأي حفلات للزفاف.. وأن يتم تأجيلها أو الاكتفاء بأقل الإجراءات..
التسوق ضروري، ولكني أنصح أن يتم مرة أو مرتين أسبوعياً فقط.. وأن يقوم به شخص واحد إن أمكن تجنباً لزحمة الأسواق، ويجب على الأطفال وكبار السن أن لا يتواجدوا في الأسواق إطلاقاً..
واجبنا هو حماية كبار السن والذين يعانون من الأمراض القلبية والصدرية والسكري والضغط من خلال حصر الاختلاط بهم.
على الجهات الإدارية في المخيمات أن تقوم بتشكيل لجان لتقييد الدخول والخروج ضمن شروط صارمة.
اليوم وأمام كل هذه التحديات والصعوبات فإنه يجب علينا أن نكون يداً واحدة ونتبعد عن المصالح الضيقة وأن ننظر دوماً إلى المصحلة العامة.
وهنا نتذكر إخوتنا المعتقلين… أكثر من 250 ألف إنسان موجود بظروف غير إنسانية وهم الأكثر عرضة لمخاطر هذا الوباء.
أهلنا وأحبابنا:
لقد أثبت المجتمع السوري نبله وشهامته وعلو همته بمختلف أطيافه، بالرغم من ظروف الحرب والتهجير والأوضاع الإنسانية والاقتصادية الاستثنائية…
اليوم الكثير من السوريين فقدوا أعمالهم ومصدر رزقهم ويعيشون يوماً بيوم ضمن ظروف صعبة غير قادرين على تحمل تكاليف الحياة، نحن أحوج ما نكون في هذه الظروف إلى التكافل الأخوي والإنساني الذي يميز الشعب السوري الكريم.
المسؤولية الإنسانية تطال الجميع.. العائلات والأقارب.. الجيران، المقيمون والنازحون، التجار والعمال..
لا بد من التعاون لتخفيف الأعباء عن بعضنا البعض.
أرجوكم ألا تستخفوا بمخاطر هذا الوباء ليس عليكم فقط ولكن على جميع من حولكم
كونوا معهم ولا تكونوا عوناً للمرض عليهم.
اليوم .. ورغم الإمكانيات المتواضعة والموارد المحدودة.. والظروف التي تعرفونها.. فقد قامت الحكومة السورية المؤقتة من خلال وزارة الصحة وباقي الوزارات بوضع خطة متكاملة للتصدي لهذا الوباء وعملت جنباً إلى جنب مع مديريات الصحة والمشافي والمكاتب الصحية، وشبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة.. كما تعاونت مع منظمات المجتمع المدني العاملة على الأرض.. والتي كانت وما تزال شريكاً أساسياً في كل أعمال الاستجابة الإنسانية.
تحية خاصة لكل العاملين والناشطين في القطاع الصحي والطبي والتوعوي على الجهد الكبير الذي يبذلونه.
ابتداء من يوم الاثنين القادم إن شاء الله، سيقوم وزير الصحة بالحكومة السورية المؤقتة بتقديم إيجاز يومي حول آخر التطورات والمستجدات في مواجهة هذا الوباء.
على خلفية الأزمة الحالية قمنا بجملة من الاتصالات مع الأمين العام للأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر والدول الفاعلة، حول الوضع الصحي في سورية.. وتناولنا على وجه الخصوص الخطر المحدق بالمناطق المحررة.
أكّدنا على ضرورة الإسراع بتطبيق الخطط المتفق عليها، والمتعلقة بالتصدي لخطر تفشي الفيروس.
كما أكدنا على ضرورة الإسراع بالإفراج الفوري عن المعتقلين في سجون النظام. ونحن مستمرون بالضغط بكل الوسائل المتاحة لوضع الأطراف الدولية أمام مسؤولياتها.
ولكن هذا لايعفينا نحن السوريين من مسؤولياتنا تجاه بعضنا البعض، وخصوصاً الجاليات السورية في جميع أنحاء العالم، مطالبون اليوم بدعم حملات مساعدة أهلهم في المناطق المحررة ودعم بعضهم البعض، وخصوصاً الشرائح الأكثر تضرراً واحتياجاً، كما نذكركم بأخذ الاحتياطات والالتزام بالقرارات والتوجيهات التي تصدرها الجهات الرسمية في الدول التي تقيمون فيها.
وإلى إخوتي
السوريين في مناطق سيطرة النظام، كان الله في عونكم أيضاً، فهذا النظام الذي قتل
خلال 9 سنوات ما يزيد عن مليون، وشرد وهجّر أكثر من 12 مليوناً لن يهتم بحمايتكم،
أرجوكم اعتمدوا على أنفسكم وطبقوا التعليمات الصحية اللازمة.
وأخيراً: نحن على ثقة بأن الشعب السوري كما عهدناه قادر على تحمل المسؤولية..
أملنا أن نتعاون جميعاً ـ فنجاحنا في تجاور هذه المحنة يعتمد بالدرجة الأولى على كل واحد فينا وعلينا جميعاً.
الله يحمي السوريين جميعاً والبشرية من شر هذا الوباء
الله يحميكم ويحمي أحبابكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.