البجعة الصفراء (بي واي دي )
حسن الدغيم
مع انطلاقة ثورة الكرامة السورية ضد النظام المجرم ومحاولة تخليص السوريين والعالم من شروره ، وشعور هذا النظام بأنه زائلٌ لامحالة ، أمام زحف الشعب السوري العظيم ، عمد هذا النظام المجرم إلى حظيرته الخلفية ليطلق منها الوحوشٌ والضواري لتنهش في ظهر السوريين وتشغلهم عن مطالبهم في الحرية والعدالة والكرامة، حيث قامت مخابرات النظام السوري بتأهيل التنظيمات الإرهابية سواءً كانت تكفيريةً أم انفصالية وتسليطها على السوريين، وانطلقت هذه التنظيمات كالبجع المتوحش لاختطاف حياة الأحرار، وليس هناك فارقٌ بينها إلا شكل البزة العسكرية ، فعامت البجعة السوداء تنظيم داعش على بحيرةٍ واسعة من أرض سوريا وأعملت فيها القتل والظلم والإذلال والنهب وقتلت نخب الثورة وقادتها وحطمت مرتكزاتها.
وعلى جانبٍ آخر من ظهرنا المغدور عامت البجعة الصفراء تنظيم (بي واي دي) على شمال سوريا وخطت لنفسها خارطةً خاصة ، تمارس فيها جرائم القتل والتهجير والتطهير العرقي والديني.
ويوم كان الشهيد مشعل تمو ينادي في القامشلي : واحد واحد واحد الشعب السوري واحد كانت رصاصات الغدر من تنظيم (بي واي دي) تخترق جسده وترديه قتيلاً حتى ينعدم صوت الحرية فلايسمع إلا صوت الإرهاب ، وسيطر بعدها حزب (بي واي دي ) ، على أجزاء كبيرة من الشمال السوري مدعوماً من النظام السوري والإيراني على حدٍ سواء ، وتابعاً لحزب (بي كي كي ) الكردستاني صاحب الملف الواسع في الإرهاب والإجرام ، ومستفيداً من الصراع مع داعش حيث استقدم دعم التحالف الدولي له بأحدث الأسلحة والغطاء الجوي في حين حرم الجيش السوري الحر من أبسط مقومات الصمود وكان لايتحصل إلا على مايسد الرمق.
واستفرد تنظيم (بي واي دي) بالمدنيين السوريين وبطش بجميع المكونات دون استثناء من الأكراد والعرب والتركمان ، مرتكباً كل صنوف الإجرام من تجارة المخدرات وتجنيد الأطفال واختطافهم لمعسكرات الحرب ، والتهجير القسري لكل من لايوافق على مشروعه ، أو يعارض سياساته ولو بشكل سلمي ، وحطم النسيج الاجتماعي في شمال سوريا وتم طرد السوريين من أرضهم بمن فيهم المكون الكردي الأصيل حيث هجر أكثر من مليون مواطن كردي فضلاً عن العرب والتركمان وغيرهم.
وجعل حزب (بي واي دي) بحكم علاقاته القديمة مع النظام السوريّ من نفسه بسطاراً عسكرياً لبشار الأسد يدوس به على الضحايا الأحرار، حيث فوضه النظام السوريّ ومنحه سلطاتٍ أمنيّة، وعسكريّة وإدارية، تمكّنه من السيطرة وقمع واحتواء أي تحركاتٍ جماهيريّةٍ عربيّة أو كرديّة، وبكلّ الوسائل، من خلال القتل، والاعتقالات العشوائية، ونشر الرعب، وإثارة الأحقاد، وتجنيد الأطفال وفرض الضرائب والإتاوات والاستيلاء على الأراضي والأملاك، ومطاردة النشطاء والمعارضين واغتيالهم و اعتقالهم، وقاموا بتسليم الكثير منهم للنظام وفق الاتفاقات الأمنية بينهم ، حت غدت محافظة الحسكة والقامشلي ومناطق في حلب وكأنها وديعة للنظام السوري يستردها متى يشاء ، إضافة لاحتضان معسكرات الإرهابين من حزب (بي كي كي).
كما تم التستر على هذه الجرائم بسبب الماكينة الإعلامية التي يملكها تنظيم (بي واي دي ) وحزب (بي كي كي ) في أوربا بتغييب الحقائق ، وتسليط الضوء على إجرام داعش البجعة السوداء فقط ، في حين كانت البجعة الصفراء تقتل السوريين وتهجر العرب وتختطف الكرد وتسرق النفط وتساند بشار الأسد وتقتل النشطاء وتذل المظلومين وتقيم معتقلات الموت وتبتز أهلنا الهاربين من جحيم داعش والنظام فتنهب أموالهم وترميهم في الصحراء لايهتدون سبيلاً ، هذا عدا عن جريمتهم بطعن الجيش الحر في حلب وتل رفعت ومشاركتهم مع ميشلشيات النظام وإيران في ضرب الثورة السورية وإخراجها من مدينة حلب واحتلال القرى العربية في ريف حلب الشمالي وتشريد أهلها ونهب أموالهم ودورهم وتحويلهم لمخيمات البؤس والشقاء
إن تنظيم (بي واي دي) و(داعش) و(القاعدة) رؤوس متعددة لأفعى واحدة تلدغ الأحرار أينما كانوا ، من أي مدينة أو قومية كانوا ، ماداموا يطالبون بحرية شعبهم وكرامته ، وكما كان لعملية درع الفرات التي خاضها الجيش السوري الحر بدعمٍ من الجيش التركي الصديق الدور البارز في القضاء على تنظيم داعش ، وكان لعملية غصن الزيتون التي خاضها الجيش الوطني بدعم من الجيش التركي وحطم المشروع الأنفصالي في مناطق عفرين ، ستتوالى بعون الله معارك الاسترداد لأرضنا وشعبنا من تنظيم (بي واي دي) غرب الفرات وشرقه ، وعلى أمل ليس بالبعيد أن نستعيد كل شبرٍ محتل من قبل القوى المدعومة روسياً أو أمريكياً أو إيرانياً ، وتعود أرض سوريا للسوريين ، وكل التحية والتقدير لتركيا حكومةً وشعباً على مساندتها العسكرية والسياسية والإنسانية لشعبنا السوري وتمكينه من تحرير أرضه وإعمارها وتخليصها من البجعات المتوحشة المختلفة بالألوان والمتحدة بالمشروع.
المصدر: آرام