قال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري فايز سارة تعليقاً على تأكيد الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند بأن بشار الأسد يدعم المتطرفين لتشويه ما وصفها بـالمعارضة المعتدلة: “وأخيراً خرج من من يقول الحقيقة التي طالما تجاهلها المجتمع الدولي، إلا أن الشمس من المحال أن تغطى بالغربال، وإن الحقيقة لا بدّ أن تفرض ذاتها”. واعتبر سارة ” أن أهمية تصريحات هولاند تكمن بأنها مبنيّة على معلومات وبيانات لدى الحكومة الفرنسية وليس على تخمينات وتحليلات سياسية”، إلا أن عضو الهيئة السياسية في الائتلاف لم يكتف بالاعترافات التي أدلى هولاند بها وقال: ” لا بدّ على فرنسا من إلحاق هذه التصريحات والاعترافات بخطوات عملية تحمّل خلالها بشار الأسد مسؤولية صناعة الإرهاب في المنطقة”. هذا فيما برّر سارة تأخر الدول في الإعلان عن مثل هذا الموقف ” الجريء لا سيما بالنسبة للدول الكبرى” بأن ” مثل هذه المواقف تحتاج إلى استعداد حقيقي لتحمل تبعاتها السياسية”، وأردف أن ” التصريحات الفرنسية يعني أنها دخلت في مواجهة مباشرة مع نظام الأسد الذي يعتبر الراعي والصانع الحقيقي للإرهاب في المنطقة”، مشيراً ” أن أمريكا رغم جميع الخطوط الحمراء والخضراء والصفراء التي لونتها بتصريحاتها على القنوات الإعلامية، إلا أنه كان يوجد تفاوت كبير لديها ما بين التصريح والإجراءات العملية التي تليق بهيبتها كدولة عظمى”، واستدرك عضو الهيئة السياسية ” حتى عندما تجرأت أمريكا لاتخاذ خطوة عملية لمعاقبة الأسد، اختارت نزع السلاح الكيماوي الذي يعتبر أخف الضررين بالنسبة لها، والخيار الحقيقي الذي يحقق مصالحها حتى ولو كان ذلك على حساب دماء السوريين”. هذا فيما أثنى سارة على تأكيد هولاند بأن تنحي الأسد العصب الذي يجب لجنيف2 أن تقوم عليه وأن جنيف1 هو أساس جنيف2 وقال: ” لا بدّ أيضاً لجنيف2 أن يكون مبنيا إضافة على ما سبق على الوثائق اللاحقة بجينف1 كبيان لندن 11 وقرار وزراء الخارجية العرب”، معتبراً ” أن التصريحات الإيرانية والروسية باعتبار الإرهاب أولوية جنيف2 كلام لا معنى له، إلا إذا اعترفوا كما أفاد هولاند بأن الإرهابي الحقيقي هو بشار الأسد”. ويشار إلى أن التصريحات الفرنسية تؤكد موقف الائتلاف الوطني الذي وصف تصريحات الأسد لوفد المحامين الأردنيين بأن له “مقاتلين داخل صفوف المعارضة” على أنها اعتراف واضح بمسؤوليته عن صناعة الإرهاب وأنه على صلة ببعض الوحدات المسلحة التي تقوم بممارسات تتعارض مع أهداف الثورة وتخدم نظام الأسد، والذي يسعى من خلالها إلى تبرير قتله للسوريين أمام المجتمع الدولي بحجة محاربة الإرهابيين”. هذا فيما شدد هولاند على “ضرورة إجماع الأسرة الدولية حول هدف مؤتمر جنيف2 وعلى أن يكون هدفه هو التأسيس لعملية انتقالية حقيقية تجنب الشعب توسع الفوضى في سوريا”، حاضاً إيران على “لعب دور بنّاء في البحث عن حل للواقع السوري، والقبول بمضمون بيان جنيف1 حول الانتقال السياسي في سوريا”. وفي السياق ذاته اعتبر رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرة في تصريح له أمس لمكتب الائتلاف الإعلامي أن “جنيف2 دون ضمانات حقيقية على طاولة المفاوضات، غير قادر على تحويل المواجهة المسلحة إلى مواجهة سلمية”، معتبرا أن تصريحات الخارجية الروسية وإيران والنظام بأن أولوية جنيف2 هي محاربة الإرهاب ” تكشف بوضوح عن مآربهم في الإيقاع بين صفوف الثورة وتصنيفها بين معتدلين ومتطرفين، وجعل بنادقهم في صدور بعضهم، ما يضمن بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية وما بعد الانتقالية في السلطة”. هذا ووجه صبرة رسالة لما وصفهم بـ “المهرولين تجاه جنيف” قال فيها: ” إن كل الدلائل والمجريات في فلك النظام والسياسة الروسية والإيرانية، تدلّ على أن جنيف2 ليس لتحقيق حلّ سياسيّ للسوريين، بل هو هدف متفق عليه بين هذه الأطراف لتشريع قتل السوريين بطريقة قانونية”. وأردف صبرة ” أن مخرجات جنيف2 تساوي صفراً بالنسبة لطموحات الثورة السورية، لذلك نجد رفضا ثوريا قاطعا للذهاب إلى المؤتمر دون شروط ومحددات حقيقية، فجنيف2 بصيغته التي يتناولها النظام وحلفاؤه لا تعني الحل السياسي القادر على إيقاف نزيف الدم السوري، فجنيف2 من دون ضمانات شيء والحل السياسي شيء مختلف تماماً”. واستبعد صبرة أن يجرؤ النظام على الولوج بأي حل سياسي وقال: ” لم ولن يستطيع نظام الأسد على ولوج أي حلّ سياسي لأن ذلك يعني سقوطه الحتمي”. وأشار أنه ” كان هناك فرص عديدة أضاعها النظام كانت قادرة على وقف نزيف الدماء، إلا أنه لا يفهم سوى لغة التدمير”، مؤكدا ” أن قرار الأسد هو صناعة إيرانية بامتياز، وليس له من أمره شيء على الإطلاق”. (المصدر: الائتلاف)