طالب المفوض الأعلى للأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين نظام الأسد بالإفراج الفوري عن “جميع الأشخاص المسجونين، لأنهم عبروا بطريقة سلمية عن آرائهم، وأن تحترم حقوق المعتقلين بشكل كامل”.
وأضاف إن “أوضاعهم مقلقة، حيث تتحدث تقارير عن عمليات تعذيب وإساءات أخرى على صعيد المعاملة، وعن ظروف اعتقال رهيبة”.
وقال الحسين إن تقديرات عدد الأشخاص الموقوفين في مراكز اعتقال تابعة لنظام الأسد منذ التظاهرات الأولى بدرعا في آذار 2011، تتراوح بين عشرات الآلاف ومئات الآلاف.
وأوضح المفوض الأعلى أن “الاعتقال غالباً ما يؤدي إلى عمليات اختفاء قسرية أو إلى اعتقالات اعتباطية مديدة”.
وأضاف: إن “مقابلات أخيرة مع معتقلين سابقين تكشف عن أوضاع بائسة في فرع الأمن السياسي، حيث يزج بالمعتقلين في زنزانات لا تفوق مساحتها ستة إلى سبعة أمتار، يحشر فيها 55 معتقلاً، من دون طعام أو عناية صحية ملائمة”، وقال إن هذه المقابلات “تصف استخدام القاعات ووسائل التعذيب وأقسى درجات الوحشية من قبل المحققين”.
وانتقد عدد كبير من تقارير الأمم المتحدة حول حقوق الإنسان اتجاهاً عاماً إلى التعذيب وسوء المعاملة في مراكز الاعتقال التي تشرف عليها أجهزة استخبارات نظام الأسد في السجون والمراكز العسكرية.
وكان الائتلاف الوطني السوري قد طالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بـ”وضع حدّ لجرائم الأسد التي ترتكبها أجهزته الأمنية بحق المعتقلين السوريين”، وأضاف الائتلاف في بيان سابق” أنّ عدم اتخاذ المجتمع الدولي خطوات عاجلة في محاسبة الأسد وأجهزته الأمنية، هو مشاركة في الجريمة وعمل غير مقبول واستخفاف بحياة الشعوب”.
وأكد الأمين العام للائتلاف الوطني محمد يحيى مكتبي على أن ملف المعتقلين يحظى بأهمية بالغة وأولوية بالنسبة للائتلاف، خلال برقية سابقة أرسلت للقائمين على حملة “أنقذوا البقية”، كما عبر عن دعمه وتقديره للقائمين على الحملة التي هدفها دعم قضية المعتقلين السوريين.
وأشار مكتبي إلى أن ملف المعتقلين هو من أهم المحادثات التي جرت مع الأوساط الدبلوماسية، وتم نقل صورة تفصيلية عن الظروف الفظيعة التي يعانون فيها، وطالب خلالها الائتلاف بممارسة الضغوط الممكنة على نظام الأسد من أجل إطلاق سراحهم والتخفيف من معاناتهم.
وقال الأمين العام خلال البرقية: “إنهم الشهداء الأحياء، ولا يوجد على وجه الأرض ما يعوض دقيقة واحدة في سجون نظام الأسد”، مضيفاً إن “هناك الكثير من الذين عملوا ونشطوا وأبدعوا في صفوف الثورة، هم اليوم معتقلون تطالهم شتى صنوف التعذيب”. المصدر: الائتلاف + وكالات