بيان صحفي
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
28 آذار، 2015
يعبر الائتلاف الوطني عن أسفه الشديد لعدم دعوته لحضور القمة العربية المنعقدة حالياً في شرم الشيخ، وهي القمة الخامسة منذ انطلاق الثورة السورية، تلك الخطوة التي تعتبر مؤشراً على تراجع موقف الجامعة العربية عن اعترافها بالائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري، تزامنا مع مشاريع تعويم النظام، وتعطيل قوانين الجامعة العربية الصادرة بهذا الخصوص.
ويدعو الائتلاف جامعة الدول العربية إلى تحمّل واجباتها الأخلاقية والإنسانية، وعدم التفريط بحقوق الشعب السوري، والعمل على دعم سياسة الاستقرار التي يقودها الائتلاف تجاه حالة الفوضى التي يسببها نظام الأسد، خاصة في ظل مخاطر مشروع النظام الإيراني الذي كنا قد أشرنا إليه في رسالتنا المؤرخة في 30 تشرين الأول / أكتوبر من عام 2013، وحذرنا من سعيه للتوسع في المنطقة وخطر ذلك على سائر الدول فيها.
لقد اعترفت الدول العربية ممثلة بوزراء خارجيتها في مؤتمرهم المنعقد في 6 آذار / مارس من عام 2013 بقرارهم رقم 7595 بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري والمحاور الأساسي مع الجامعة العربية، وكذلك أكدت قمتا الدوحة والكويت على ذلك، بعد أن حاز هذا الاعتراف في الأمم المتحدة بأكثرية 114 دولة.
إن الشعب السوري يتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم بدعم مطالبه في الحرية والكرامة خاصة بعد أن زادت معاناته نتيجة التدخلات الخارجية لمناصرة النظام ومساعدته في ظلمه وقمعه واستبداده، ويؤكد على استمراره في ثورته حتى تحقيق هدفه بالانتقال من نظام الاستبداد والفوضى إلى الديمقراطية والاستقرار.
إن تقديم الدعم المطلوب للثوار منذ بداية الثورة السورية كان قد جَنَّبَ المنطقة من معاناة المشروع التوسعي الإيراني ومن ظهور المنظمات الإرهابية التي تُمرر من خلالها أجندات خارجية لا تريد الاستقرار للمنطقة.
إن بقاء النظام وعدم تقديم الدعم الكافي للثورة السورية لن يكون في مصلحة العرب حكومات وشعوباً، وإن التركيز على محاربة الإرهاب وترك مصدره وهو النظام الذي يقتل ويتفنن في أساليب القتل لا يصب في مصلحة الشعب السوري، ولا يؤدي إلى التغيير السياسي الجذري، ولا إلى رفع الظلم عن الشعب السوري ونيل حريته وتحقيق كرامته.
إن أي حل سياسي لا يحقق طموحات الشعب السوري هو خيانة لدماء الشهداء وزعزعة لأمن واستقرار المنطقة، وإن إحالة رأس النظام ومن معه لمحكمة الجنايات الدولية كمجرم حرب ارتكب جرائم ضد الإنسانية هو أدنى حقوق الشعب السوري.
ويُذكّر الائتلاف الوطني بأن أي حل سياسي لن يكون ممكناً ولا مقبولاً إلا برحيل رأس النظام، وأن أي حل سياسي لا ينص على ذلك يعتبر تجاوزاً لتضحيات الشعب السوري، وعليه فإننا نؤكد تمسكنا بالحل السياسي وفق جنيف1 القاضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية تنفيذية كاملة الصلاحيات.
إن دعم الجامعة العربية للثورة السورية هو درء للخطر القادم الذي يستهدف المنطقة ككل وإن إعادة تسليم مقعد الجامعة العربية للائتلاف وسحب الشرعية من نظام الأسد هو الحد الأدنى من الدعم المطلوب.
الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للمعتقلين،
عاشت سورية، وعاش شعبها حراً عزيزاً.