يدعو الائتلاف الوطني السوري المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه المعتقلين السوريين في أقبية الاحتجاز، والضغط باتجاه إطلاق سراحهم، وتوفير الحماية الكاملة لهم، ومحاسبة نظام الأسد على اعتقال أعداد كبيرة منهم في مواقع عسكرية تعتبر أهدافاً محتملة لقوى عسكرية خارجية.
إن نظام بشار الأسد يعد شكلاً متطرفاً جداً من أشكال الأنظمة العسكرية الفاشية، فهو اليوم يضع مجموعات من المدنيين وأعداداً ضخمة من المعتقلين ضمن أو قرب مواقع عسكرية، وذلك في استخدام خطير للمدنيين كدروع بشرية في النزاعات المسلحة، وهو ما ينتهك مواثيق حقوق الإنسان ويضرب بعرض الحائط قواعد القانون الدولي الإنساني ويشكل جريمة ضد الإنسانية.
إن الاعتقال التعسفي منذ البداية الذي طبقه النظام بحق آلاف المعتقلين مخالف للقانون السوري وللعهد الدولي لحقوق الإنسان إضافة لمخالفته للمعاهدات الدولية الخاصة بمنع الاختفاء القسري، وصولاً لضرورة توفير الحماية للمحتجزين ووضعهم في مكان آمن وذلك طبقا لمعاهدة جنيف الرابعة ولا سيما المادة /٣/ منها والمادة /١٧/ من الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري بموجب قرار الجمعية العامة رقم (٦١/١٧٧) المؤرخ في ٢٠ كانون الاول ٢٠٠٦. و الفقرة (ب) من المادة (٥) من البروتوكول الثاني الإضافي لاتفاقيات جنيف لعام ١٩٧٧.
وإذ يؤكد الائتلاف أن آلاف المعتقلين قد يتعرضون للأذى جراء ما يقترفه النظام بحقهم قاصداً عامداً غير آبه بأرواحهم؛ فإنه يشير إلى محاولة النظام التهرب من المسؤولية الجنائية عن جرائم حرب كان قد ارتكبها بحق بعض معتقلين بدءاً من احتجازهم في مراكز أمنية ودوائر حكومية ومنشآت عسكرية غير معدة للاحتجاز وسط تعتيم فرضه على أعدادهم وأماكن احتجازهم؛ وصولاً إلى القتل تحت التعذيب أو الإعدام الميداني أو الاستخدام الممنهج لهم كأدوات حرب بعد أن وضعوا في مواقع تفجير افتعلتها أجهزة النظام الأمنية.
إننا في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نتعهد أمام الله بمحاسبة الجناة وملاحقتهم أينما كانوا، لتأخذ العدالة مجراها، وينال كل ذي حق حقه، ويجزى كل من أخل برسالة الأخوة والسلام بما يستحق أمام الله والشعب والوطن.
الرحمة للشهداء .. والشفاء العاجل للجرحى .. والحرية للمعتقلين .. والنصر لثورتنا المباركة
عاشت سورية حرة… وعاش شعبها حراً عزيزاً