الثورة السورية هي ثورة الشعب السوري بمختلف فئاته ومكوّناته، وقد بلورت ذلك في شعاراتها الرئيسة التي لاقت ترحيباً من أغلبية الشعب السوري:
الحرية والكرامة والعدالة
كان شعار (واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد) يلخص ويكثّف هوية الثورة وطموحات الشعب في إحداث التغيير الجذري لنظام الاستبداد والفئوية والفساد، وإقامة النظام البديل: المدني ـ التعددي ـ الديمقراطي، الذي يساوي بين جميع مكونات الشعب السوري بغض النظر عن الإثنية والقومية والجنس والدين والمذهب، على أساس المواطنة، وتأمين الحقوق عبر دستور عصري يقرره الشعب في استفتاء عام.
لم تكن الثورة السورية حالة فئوية لجماعة، أو دين، أو مذهب، وإنما لمختلف فئات ومكونات الشعب السوري، وهو ما كرسته في حراكها السلمي في معظم المدن والمناطق والقرى طيلة أشهرها السلمية، وفي المراحل التالية التي واجهت فيه محاولات الشيطنة، والحرف والتشويه، بالوقت الذي استمر فيه النظام في جرائمه الممنهجة باستقدام القوى الخارجية، والميليشيات الطائفية، وتدمير البلاد، وإجبار نحو نصف السكان على النزوح والهجرة واللجوء.
الثورة السورية، سورية الفكر والنهج والهدف لا تستثني أحداً من فئات الشعب السوري إلا من ولغت أيديهم بدماء الشعب، وفي مقدمهم رأس النظام وكبار رموزه، هؤلاء الذين يجب تحويلهم إلى محاكم وطنية.
تمثل الحقوق والحريات في مضمونِهِا جوهرَ قضية الشعب السوري، المطالب بالحرية والعدالة والعيش في كنف دولة ديمقراطية تضمن الكرامة والمواطنة المتساوية لكافة أبنائها، وتسهر لتوفر لهم فرص الإبداع والتنمية والرفاهية.
يتوق الشعب السوري في ثورته المباركة إلى ضمان احترام الحقوق والحريات المرتبطة بالإنسان بحكم طبيعته، والمنصوص عليها في الدساتير العصرية، والدساتير السورية السابقة، وبالأخص دستور 1950، وفي كل من الإعلان العالمي،الإسلامي،والعربي، لحقوق الإنسان؛ والعهدين الدوليين الخاصين .
إن الائتلاف الوطني يدعو الشعب السوري بكافة مكوناته ومناطقه للتحرّك في سبيل كفّ يد النظام عن الاستمرار في نهجه الدموي، وإجباره على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية في المفاوضات السياسية لتأمين الانتقال إلى النظام الديمقراطي البديل الذي يقتلع الاستبداد والفئوية والفساد، ويؤمن المساواة في الحقوق والواجبات لمختلف قطاعات الشعب، وهو ما ينشده الشعب السوري.
يدعو الائتلاف الوطني الشعب السوري سواء في المناطق المحررة أو في المناطق الخاضعة للنظام وسلطات الأمر الواقع، وفي دول اللجوء والاغتراب؛ لاصطفاف وطني هدفه إنقاذ الوطن ومواجهة التحديات الخطيرة التي يواجهها، والحفاظ على وحدته الجغرافية، والسياسية، والاجتماعية، وتفعيل الحراك الثوري والمقاومة الشعبية بكافة أشكالها وصورها، بما في ذلك العمل على إخراج القوات الأجنبية، والميليشيات الطائفية العابرة للحدود، ومقاومة التفريط بسيادة الوطن ومصالحه والعبث بثقافته ولغته وعقائده.
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المعترف به دولياً على أنه الممثل الشرعي للشعب السوري ليس حالة معارضة، أو حالة خاصة فقط بالقوى الثورية، بل هو معني بمختلف فئات الشعب السوري، ويؤمن أنه مسؤول عن جميع السوريين بغض النظر عن مواقفهم ومواقعهم، وأن هدفه في التغيير الشامل والجذري للنظام القائم وإقامة النظام الديمقراطي البديل يتجاوز أبناء الثورة، وقوى المعارضة، إلى عموم الشعب السوري، وأن خطابه يوجّه إليهم جميعاً، داخل سورية و خارجها، لتحمّل المسؤولية في الخلاص بعيداً عن منطق الانتقام والثأر والاستئصال، منادياً بالمصالحة الوطنية، والعدالة الانتقالية، وتعزيز الوحدة الوطنية، والسلم الأهلي، والحفاظ على وحدة البلاد جغرافيا وسياسياً واجتماعياً، وتكريس التعايش والتفاعل بين جميع أفراد الشعب مهما كانت انتماءاتهم الفكرية والعقدية والسياسية.