وثّقت منظمة هيومن رايتس ووتش شهادة 4 سوريين كانوا محتجزين في سجون نظام الأسد، الأمر الذي يزيد من مصداقية الصور المسربة عن عمليات التعذيب والقتل، ويقوّي أدلة إدانة نظام الأسد. وقالت المنظمة في تقرير لها حول شهادة المفرج عنهم من سجن صيدنايا العسكري إن “محتجزين سابقين في معتقلات نظام الأسد قدّموا روايات مروّعة أكّدت شهادة أحد العسكريين المنشقين بحصول عمليات قتل جماعي في حق محتجزين”. وتحدث المحتجزون الـ 4 المُفرج عنهم، عن “عمليات قتل داخل سجن صيدنايا، وظروف احتجاز قاسية”، جاءت مطابقة لشهادة العسكري المنشق، الذي نشر صور آلاف الجثث في مستشفيات عسكرية في دمشق. وأعد فريق من محامين دوليين بارزين وخبراء في الطب الشرعي، في كانون الثاني/يناير من هذا العام، تقريراً خلُص إلى أن نظام بشار الأسد “قام بتعذيب وقتل محتجزين بشكل ممنهج”. واستنادًا إلى التقرير، قام جندي منشق، أطلق عليه اسم “قيصر”، بأخذ 55 ألف صورة لما يقارب 11 ألف جثة في مستشفيات عسكرية وأماكن أخرى في دمشق. وظهرت على الجثث علامات التجويع والضرب الوحشي والخنق وغير ذلك من أشكال التعذيب والقتل. وقال باحث أول في الطوارئ لدى هيومن رايتس ووتش أولي سولفانغ: “أضفت الروايات التي قدمها الأشخاص الأربعة المُفرج عنهم حديثًا، والذين أجرينا معهم مقابلات، مصداقية أكبر على أدلة الإدانة المتوفرة بشأن عمليات القتل الجماعي في سجون نظام الأسد. وعندما يتم محاسبة نظام بشار الأسد، ستكون عمليات القتل أثناء الاحتجاز واحدة من الجرائم الأولى التي سيتعين عليه الإجابة عنها”. وقال المحتجزون السابقون الأربعة لـ هيومن رايتس ووتش إنهم “شاهدوا محتجزين آخرين يموتون في سجن صيدنايا في دمشق بسبب الضرب والتعذيب وسوء التغذية والمرض” . كما تحدث المحتجزون السابقون، و”جميعهم احتجزوا لفترة تتراوح بين 21 و30 شهرًا، أمضوا أغلبها في سجن صيدنايا، عن ظروف قاسية جداً، مثل الاكتظاظ، ونقص الغذاء، ونقص التدفئة والتهوية، والخدمات الطبية السيئة، والظروف الصحية المتردية، مما جعلهم يعانون من الإسهال والأمراض الجلدية”. وقالوا جميعاً إنهم:” فقدوا الكثير من وزنهم أثناء فترة الاحتجاز.” وأضاف أحدهم إنه “فقد أكثر من نصف وزنه فصار يزن 50 كيلوغراماً فقط عندما أطلق سراحه”. وقالت المنظمة الدولية “إن روايات الشهود المتعلقة بخسارة الوزن تتطابق مع الصور التي التقطها قيصر. فالجثث المصورة بدت هزيلة جدًا، واتسمت ببروز الضلوع وعظام الورك ووجود تجويفات على مستوى الوجه. وقال أحد المحتجزين السابقين عن صديق له كان معه في نفس الزنزانة وتوفي بسبب الإسهال: “كان يشبه الجثث الموجودة في صور قيصر”. هذا وطالبت هيومن رايتس ووتش نظام الأسد بـ“السماح لمراقبين دوليين مستقلين ولجنة تقصي الحقائق في سورية بزيارة جميع مراكز الاحتجاز”. وبالامتثال للقرار رقم 2139 الذي دعا إلى الكف عن أعمال التعذيب في سجون نظام الأسد، والإفراج عن جميع الأشخاص المحتجزين تعسفياً. (المصدر: هيومان رايتس ووتش + الائتلاف)