تستمر الحملة الشرسة التي يقودها الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله الإرهابي على الثوار في محافظة درعا منذ 14 يوماً، دون أن تحقق تلك الحملة أي تقدم حتى الآن على كافة الجبهات، في حين يستمر نظام الأسد بحرب إبادة جماعية على مدينة دوما في الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق.
وأكد القائد العسكري وممثل هيئة الأركان في الائتلاف الوطني السوري أحمد الجباوي من حوران أن قاسم سليماني والشخصية العسكرية الأولى في ميليشيا حزب الله الإرهابي مصطفى بدر هما من يقودان المعركة الآن، وتتركز الحملة على مثلث ريف درعا الشمالي الغربي وريف دمشق الغربي وريف القنيطرة.
وأشار جباوي إلى أن الثوار تمكنوا من أسر العديد من الجنود الذين ينتمون إلى الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله الإرهابي، وأكد أن هناك قائداً عسكرياً كبيراً من الحرس الثوري بين الأسرى، مبيناً أن الثوار صامدين على كافة الجبهات ومعنوياتهم مرتفعة.
من جهته، قال عضو الهيئة السياسية ونائب رئيس الائتلاف السابق محمد قداح إن إيران باتت تحتل جزءاً من الأراضي السورية، ولديها آلاف القوات العسكرية المنتشرة على الجبهات، معتبراً أن ذلك هو اعتداء صارخ على الأراضي السورية وانتهاك للقانون الدولي.
وأوضح قداح أن المعركة ليست حملة عسكرية تهدف إلى القتل والتدمير فحسب، والذي ينتهجه نظام الأسد عادة، وإنما تعمل إيران اليوم ومن خلفها ميليشيا حزب الله الإرهابي على إنتاج منطقة جغرافية أقرب للجنوب اللبناني من حيث التركيبة الطائفية والحزبية المسلحة بشعار المقاومة.
وأضاف قداح إن النظامين الإيراني والأسدي اختارا المنطقة الجنوبية من سورية لتفعيل تجربة ميليشيا جديدة وهي “حزب الله السوري” لما للمنطقة من أهمية حدودية مع الأراضي السورية في الجولان المحتل، بالإضافة إلى إيجاد قوة عسكرية – سياسية في هذه الجغرافية، تدعي احتكار العمل المقاوم للاحتلال الإسرائيلي، مستغلة بذلك مشاعر الشعب السوري المعادية للمشروع الصهيوني؛ لتنفيذ أهداف إستراتيجية تخدم نظام الأسد والسياسة الإيرانية في الشرق الأوسط.
وأشار قداح إلى أن نظام الأسد ومن ورائه إيران يهدفان لخلق منطقة عازلة عند حدود الجولان المحتل وإقامة كتلة عسكرية سياسية تقوم بدور “جيش لحد” الجنوبي في لبنان سابقاً، ومن بعده ميليشيا حزب الله في حماية حدود الكيان الإسرائيلي، ما يعده محور ما يسمى زيفاً “المقاومة والممانعة” عربون ولاء جديد وسبباً لاستبقاء نظام الأسد في الحكم، كما يهدف هذا التحرك الإيراني إلى حماية النظام في دمشق من هجمة ثوار حوران عليه ضمن المعارك المعلنة من قبلهم مثل معركة كسر المخالب وغيرها.
ولفت عضو الهيئة السياسية الحالية إلى أن تلك الكتلة السياسية العسكرية المتخيلة ستؤدي أهدافها عبر تقوية دور إيران في الشرق الأوسط وجعلها لاعباً أساسياً، واتخاذها شريكاً لأمريكا والدول الكبرى في الحفاظ على الأمن الإقليمي للشرق الأوسط بالتعاون بعد ذلك مع الاحتلال الإسرائيلي، وبالنتيجة حرف الثورة السورية عن أهدافها ببناء دولة مدنية ديمقراطية، والتخلص النهائي من تمثيلها العسكري الثوري وإفراغها من محتواها السياسي. (المصدر: الائتلاف)