بدأ رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة خطابه للشعب السوري بقوله:” عيدٌ آخر يطل علينا وثورة الكرامة ماتزال متقدة وستبقى كذلك إلى أن يحقق السوريون أهدافهم في الحرية والكرامة الإنسانية . إن هذه الثورة العظيمة هي ثورة بناء وليست ثورة هدم ، ثورة بناء الذات السورية وقدراتها الخلاقة التي حاول نظام الظلم والظلام أن يطمسها. إن السوريين كما قدموا للعالم أول أبجدية مكتوبة وأعطوا الإنسانية ثقافتها وعلمها قادرون اليوم على تقديم أنموذج للبشرية كلها أنموذج في الفداء والصبر وأنموذج في التحضر وبناء الدول على أسس صحيحة. لقد رفع السوريون منذ بداية ثورتهم شعارات الشعب السوري واحد ، وهاهم اليوم مستمرون في الكفاح من أجل بناء الدولة الوطنية الحديثة ، دولة العدالة والمساواة التي لاتميز بين أحد من السوريين لأي سببٍ كان ، دولة كل المواطنين التي تحمي الجميع ، وتوفر للجميع كل الفرص اللازمة لإثبات قدراتهم وتحقيق مايصبون إليه من أحلام”. وأكد البحرة في خطابه على حرية المجتمع الذي يسعى السوريون لبنائه قائلاً:” حلمنا كسوريين هو مجتمع حر كريم يحقق ثورته السياسية والاجتماعية والثقافية والعلمية والتي سيكون أساسها إحداث نقلة نوعية في نظم التعليم ومناهجه في سورية الجديدة. إن معركة البناء لا تقل ضراوةً عن معركتنا ضد نظام البطش والفجور ، وسورية بحاجة لجميع أبنائها أياً كانت انتمائاتهم ، وأياً كانت عقيدتهم الدينية أو السياسية ، إن سورية لجميع مواطنيها من كل الأعراق والقوميات ولن تكون إلا للسوريين فهذا الشعب القادر على اجتراح المعجزات قادر الآن على الخروج من هذه المعركة مرفوع الرأس عالي الجبين. إن استقلال سورية بقرارها وأرضها وسيادتها على إقليمها كاملاً، واستعادة الجولان المحتل، ووحدة شعبها هي الثوابت الأساسية التي نقاتل من أجل تحقيقها. ونقول للجميع إن حماية السوريين وصون كرامتهم هو الأساس والمنهج في عملنا، ولن نسمح لكائنٍ من كان لن نسمح له بالتجاوز على كرامة السوري في أي مكان ، لن نسمح لأحد أن يفرض إرادته وفكره وأسلوب حياته على السوريين بقوة السلاح، فهذا الشعب الذي قاد أعظم ثورة في التاريخ ضد نظام مجرم مدجج بآلة عسكرية ضخمة ، قادر أيضاً أن يقاوم الظلم من فئاتٍ حملت السلاح ، وبدلاً من الدفاع عن حرية السوريين وكرامتهم هاهي اليوم تمارس على بعضهم أبشع أصناف الظلم والقهر والاستبداد”. وأكد البحرة في خطابه على أن” البندقية التي لاتحمي كرامة السوري وحريته في الاختيار هي بندقية عدوةٌ لهذا الشعب عدوةٌ لثورته، وإن مايجمعنا جميعاً هو حرية هذا الوطن، وكرامة مواطنيه، وعلى الجميع الآن التوحد تحت رايته، وكل من يرفض وحدة البندقية ووحدة الهدف هو خارج عن ارادة السوريين ، ونقيضٌ لثورتهم ثورة العز والإباء”. وخصّ رئيس الائتلاف بخطابه الأرامل والثكالى والأيتام، وقال لهم:” أبنائي أعرف أن مامرت به سورية يفوق الوصف والخيال، وأعرف أننا الآن في عين عاصفةٍ هوجاء ، أعرف أننا جميعاً مهددون بالغرق ، أعرف حجم الصعوبات التي تواجه وطننا، ومجتمعنا، وثورتنا، في ظل تخاذلٍ عام من قبل المجتمع الدولي .أعرف أن السوري تُرك وحيداً ليواجه بلحمه العاري قوى الظلم والظلام، وأعرف أن قدر السوري أن يقاتل على ثلاث جبهات، جبهة النظام، جبهة أولئك الذين يريدون فرض إرادتهم علينا، وجبهة بناء الوطن. إن حجم المصاعب هذه تدعونا جميعاً لأن نقف أمام أنفسنا لنعمل ونستمر بالعمل ونحن واثقون بنصرٍ من الله”، وأضاف: “بعزيمة شعبنا وإباء رجالنا وصمود نسائنا، سنصنع مستقبل أطفالنا المشرق. إن السوريين يخوضون معركتهم بالنيابة عن كل البشرية، وعلى جميع الأحرار في العالم على جميع الدول اليوم الوقوف بجانب السوريين ومساعدتهم في معركتهم ضد الظلم والظلام، لأن انتصار السوريين هو انتصار لكل القيم الإنسانية النبيلة، انتصار لكل الأحرار في العالم، ولذلك فإن التزامنا في معركتنا هذه بالقانون الدولي الإنساني وبشرعة حقوق الإنسان هو التزام أصيل، بالقيم السورية النبيلة التي أهداها السوريون للعالم أجمع”. وختم البحرة بقوله:” إن الائتلاف هو حاضنة الثورة وممثلها، وهو إطار سياسي جامع لايقتصر على أعضائه فقط ، بل هو منفتحٌ على كل السوريين ويسعى الآن وبشكل جاهد للاستفادة من طاقات كل المواطنين وتأطيرها في خطة عمل تم وضعها وصياغتها تقوم على تحديد أهداف زمنية محددة يجب انجازها ، بالمشاركة مع الجميع. وبدأنا بترتيب بيتنا الداخلي وتصحيح الأخطاء التي اعترت مسيرة عملنا، وصدرنا وقلبنا وعقلنا منفتحٌ لكل نقدٍ أو تصويب من أبناء شعبنا ، فنحن نعمل ومن يعمل لابد سيخطئ، ونحن بحاجة دائماً لمراجعة عملنا بنظرةٍ نقدية بناءة تهدف إلى تجاوز الأخطاء وتصحيح دفة العمل وتوجيهها في الاتجاه الصحيح. إن الائتلاف الوطني لن يكون بعيداً عن هموم السوريين وعذاباتهم ، لقد وجد هذا الائتلاف ليمثلهم ، وهو يستمد شرعية وجوده وبقائه من التزامه الكامل بأهداف الثورة السورية . وإن للائتلاف الوطني مرجعية واحدة وحيدة وهي الشعب السوري ولن يكون له غير هذه المرجعية فاعتماده بعد الله سبحانه وتعالى على الشعب، منه يستمد القوة ومنه يستمد العزم”. المصدر: الائتلاف