عقد الدفاع المدني السوري شمال سورية مؤتمراً صحفياً في مدينة سرمدا على الحدود التركية تكلم خلاله عن آخر المستجدات بخصوص كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب سورية وتركيا فجر الاثنين، ووجه متحدث المؤتمر رائد الصالح رئيس الدفاع المدني السوري رسائل داخلية للشعب السوري إضافة لرسائل دولية وأممية.
وبدأ رئيس الدفاع المدني السوري رائد الصالح مؤتمره الصحفي بحمد الله ثم توجه للسوريين في الأراضي السورية والمهجر بالعزاء لكل من فقد ذويه في إدلب وحلب واللاذقية وحماة وأنطاكيا وعنتاب وكهرمان مرعش وفي جميع أنحاء سورية وتركيا، واصفاً الشعب السوري بالشعب الكريم والقوي والجبار والأبي.
ثم تقدم الصالح باعتذاره وأسفه الشديد لكل من لم تستطع فرق الدفاع المدني الوصول إلى أهله وذويه على قيد الحياة في كل أنحاء سورية، وقال الصالح إن الألم يعصر قلوبنا لمجرد التفكير في ذلك فقد كنا نقاتل العجز ونحارب الزمن للوصول إليهم أحياء لكن نقص المعدات ذات الفعالية كان سبباً كبيراً في هذا العجز ولكننا نقسم أننا عملنا وبذلنا قصارى جهدنا.
وأوضح أن عمليات الدفاع المدني الآن باتت مسار البحث والانتشال، وأن فرص العالقين تحت الأنقاض بالبقاء على قيد الحياة نادرة جداً بعد مرور 108 ساعات، لكننا مستمرون في عمليات البحث ولن نتوقف لانتشال من تبقى، وسنكون حريصين على تسليم جثامين الشهداء إلى أهلهم.
وتوجه الصالح بالشكر للسوريين الذين كانوا العصب الأساسي وللمنظمات الأهلية والمحلية في عمليات الدعم والتبرعات، حيث قدموا ما يملكون من معدات بل وحتى العشرات من المركبات والآليات التي يملكونها للدفاع المدني، كما أن الكثيرين في هذا البرد الشديد قاموا بقطع المحروقات عن عوائلهم وقدموها لنا من أجل الاستمرار بعمليات البحث والإنقاذ.
وأعلن أن أعداد الشهداء في سورية قد بلغ 3384 منهم 2037 في مناطق شمال سورية بالإضافة لآلاف الإصابات، وآلاف المباني المدمرة بشكل جزئي أو كلي، وبين أن أعداد الضحايا سترتفع ولا تقدير نهائي إلا بعد انتهاء عمليات الإنقاذ.
وشدد الصالح أن هذه الفاجعة تحتاج من الجميع التعاون والتكافل وتعويض ما يمكن تعويضه من الخسائر الفادحة في البنى التحتية والوقوف إلى جانب ذوي الضحايا ودعم الناجين بكل ما أوتينا من قوة، وقد سطّر الشعب السوري في هذا الفاجعة أسمى أشكال التعاون، وتحول الجميع إلى خلايا بحث ودعم في أنحاء سورية والمهجر.
وقال: “إن أنين الضحايا العالقين تحت الأنقاض سيبقى في مسامعنا ما حيينا، لقد كان الضحايا يتلون وصيتهم لنا ويرسلون مشاعر الفقد إلى ذويهم وهم تحت الأنقاض قبل وفاتهم، إن هذه الرسائل والكلمات ستبقى أمانة في أعناقنا”.
وفي رسالة قوية وجهت للمجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة طالب رئيس الدفاع المدني السوري الأمم المتحدة بالاعتذار للشعب السوري لأنها لم تقدم أي شيء، وأوضح أن هذا الطلب جاء اليوم في إحدى محادثاته مع أحد المسؤولين في الأمم، وتابع أنه بالأمس طالب المندوب الأمريكي في مجلس الأمن بالمطالبة بفتح تحقيق “لماذا حدث هذا التقصير؟” في مناطق شمال غرب سورية ولماذا المساعدات إلى مناطق النظام ولم تصل إلى مناطق شمال غرب سورية؟!.
وبيّن الصالح أنه لا يوجد أي فريق دولي دخل شمال سورية بعد الزلزال إلا متطوعين دون معدات من بينهم فريق مصري من المقيمين في تركيا، كما شكر الصالح شركاء الدفاع المدني الدوليين “الدنمارك، ألمانيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، قطر”.
وختم رئيس الدفاع المدني موضحاً أن أعمال الدفاع المدني ستتركز في الفترات المقبلة على اتخاذ جميع الإجراءات المتعلقة في أنشطة التعافي المبكر وإعادة التأهيل بعد الزلزال وتوفير الخدمات، والإجراءات الوقائية لتحصين المباني المعرضة للانهيار أو تحييد خطرها بإزالتها، ودعم بقية المؤسسات الطبية والإغاثية بتأمين العلاج والمأوى لعشرات الآلاف من العائلات المشردة الآن تحت أشجار الزيتون.
المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري