ذكرت مصادر إعلامية أن عدد النازحين من ريف حلب تجاوز الـ 150 ألف نازح، توجه القسم الأكبر منهم إلى الحدود التركية بينما اختار القسم الآخر النزوح إلى إدلب.
وأكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية على أن روسيا تسعى من خلال حملة حلب إلى إيصال رسائل دولية وإقليمية إلى المجموعة الدولية بإحداث تغيير حقيقي على الأرض بموازين القوى، ما يسهل فرض الحل السياسي من وجهة النظر الروسية أي لصالح الأسد، ويعيد ترتيب طاولة المفاوضات من المدخل الروسي.
وبدأت حملات النزوح من ريف حلب الشمال منذ بداية شهر شباط /فبراير الحالي، بعد الهجمة المسعورة التي شنتها قوات الأسد والميليشيات الإيرانية والطائفية من جهة، وميليشيا حزب “الاتحاد الديمقراطي” من جهة أخرى، مدعومة بقصف عنيف من طيران العدو الروسي.
واستهدفت الحملة المدارس والمشافي ودور العبادة، وتجاوز عدد الضحايا 300، إضافة إلى مئات الجرحى، بينهم نساء وأطفال، على الرغم من توقيع روسيا على اتفاق ميونخ الذي ينص على وقف “الحملات العدائية”.
ويرزح النازحون من ريف حلب الشمالي تحت وطأة المعاناة الإنسانية، لعدم توفر الحد الأدنى من المتطلبات الضرورية للمعيشة، ولاسيما من ناحية المأكل والملبس والمشرب، ويتكدس النازحين في مساحة جغرافية ضيقة لا تتعدى العشرة كيلومترات مربعة، إضافة إلى قلة عدد الخيم، حيث تسكن أكثر من عائلة في خيمة واحدة.
وأشارت منظمات إغاثية تشرف على مساعدة النازحين المقيمين في العراء على الحدود التركية؛ أن معاناة الأطفال مضاعفة وتسببت بانتكاس صحة المئات منهم بسبب الظروف السيئة، إضافة إلى وجود 14 حالة ولادة مبكرة نتيجة الخوف أثناء النزوح.
وبيّن أحد المسؤولين في منظمة “وورد فيجن” أن هناك عدد كبير من المعاقين دون رعاية صحية كافية، منهم 168 حالة في مخيم الحرمين، و173 حالة في مخيم سجو، و400 حالة داخل مدينة اعزاز، موضحاً أن مركز رعاية الطفولة والأمومة في مدينة اعزاز تعرض للقصف من قبل الطيران الروسي عدة مرات آخرها من يومين، وخرج عن الخدمة بشكل نهائي، كما خرج مشفى التوليد في المدينة عن الخدمة بسبب القصف الجوي الروسي.
وأوضح الائتلاف الوطني السوري أن العدو الروسي ونظام الأسد يسعيان من خلال الحملة الأخيرة على حلب ميدانياً إلى عزل المدينة عن الريف وفرض حصار كامل، وتحديداً عبر الوصول إلى الحدود التركية السورية وقطع طرق الإمداد عن الثوار، ما يدخل حلب في خانة المناطق المحاصرة وبالتالي سيناريو “الغوطة ومضايا” جديد.
وأضاف الائتلاف: “تكشف حملة النظام على حلب عن حقيقة الانكفاء الأمريكي في المنطقة والزهد في الملف السوري والتفويض المباشر إلى الروس مقابل الاقتصار على دور الوساطة الدبلوماسية بين الأطراف”، مضيفاً إن ذلك يضع أصدقاء الشعب السوري على المحك بخصوص ضرورة التحرك وجديتهم لدعم الثورة السورية، كما تكشف للمجتمع الدولي حجم الأزمة الإنسانية التي أحدثها نظام الأسد ويحاول تصديرها للعالم. المصدر: الائتلاف + العربي الجديد