عقدت المجالس المحلية السورية أعمال مؤتمرها السادس مؤخراً في إسطنبول بحضور أعضاء المكاتب التخصصية في المحافظات، حيث بحث المؤتمر أموراً تتعلق بمراجعة مسودة النظام الداخلي الذي ستعمل المجالس المحلية وفقه لتكون جاهزة لإدارة البلاد بكفاءة.
كما بحث المؤتمر شؤون إقرار معايير صرف وإنفاق المعونات، واستعرض تجربة إدلب في مجال الإدارة المحلية، كما اطلع على أوضاع المحافظات السورية بشكل تفصيلي من حيث احتياجاتها وطرق تحقيق العدالة في توزيع الإغاثة وفقاً لمجموعة من المعايير الأساسية كان من أبرزها عدد الشهداء واللاجئين، وعدد السكان والجرحى، ونسبة الدمار وعدد المعتقلين ومستوى الحصار، وأقر المؤتمر معايير الصرف والتوزيع وآلية التوثيق، وأقر خطة التدريب.
وفي السياق نفسه أكد المؤتمر أن الثورة السورية تعتبر بحسب المعايير المادية أمراً مستحيلاً وأن استمرارها حتى اللحظة بالمعايير المادية هو مسألة مستحيلة أيضاً.
وقد طالب السيد “محمد” المشارك بالمؤتمر من درعا بالإفصاح عن المساعدات ومصادر التمويل الأخرى، متحدثاً عن ارتفاع تكاليف علاج الجرحى وما يترتب عليه من إرهاق للموازنات، وأوضح أن العمل الإغاثي في منطقة حوران يتكامل مع العمل الإغاثي في الأردن، وأن لديهم الآن قوائم بأربعة الآف طفل في مخيم الزعتري. و بين ضرورة التعاقد مع مشفى قريب من الحدود السورية لأن الوقت الوسطي لنقل الجريح من الحدود الى مشافي عمان يستغرق وقتا ثمينا جدا من حياة الجريح.
فيما قال “عبد الرحمن” من الجولان أن الثورة هي مشروع إعادة بناء كيان الدولة بحيث تكون الدولة خادمة للمجتمع و اضاف ان الثورة كانت مستحيلة الانطلاق بالمعايير المادية و ان استمرار الثورة حتى اللحظة بالمعايير المادية هي مسالة مستحيلة.
أحد ممثلي إدلب بيّن للمشاركين الصعوبات الكبيرة التي واجهت تشكيل المجلس و بين أن بكثير من التوافقية وقليل من الديموقراطية كفلا تشكيل المجلس المحلي في إدلب التي كانت من المناطق السباقة في تشكيل المجالس المحلية.
فيما تحدث أحد ممثلي حمص عن تجربتهم في تشكيل هيئة إدارية هي بمثابة برلمان محلي تم فيه تمثيل كافة شرائح المجتمع، ووصف الصعوبات الكبيرة التي تواجه المجتمع في المناطق المحاصرة.
و طالب احد ممثلي حماه بتخصيص المحافظة بكمية من حليب الأطفال الذي انقطعت امداداته بشكل كامل عن المحافظة و نفذت كل مخزوناته و بين حاجتهم الماسة لمولدتي اوكسجين لريف حماه الجنوبي و الشمالي و متابعة استخدام سيارات الإسعاف بالشكل الأمثل .
ممثل للرقة قال: إن مدينته تستضيف نصف لاجئي سوريا مما يوسع متطلبات المحتاجين، موضحا ان المعابر الحدودية مع تركيا تحتاج الى تنظيم افضل و طالب بوضع حد لمافيات التهريب المحمية من قبل بعض القوى المسلحة , و نبه ممثل الرقة الى ان الجرحى الذين يحتاجون لعمليات باردة لا يلقون الاهتمام الكافي بإتمام علاجهم .
تحدث ممثل عن اللاذقية عن إنشاء مشروع متكامل لإنشاء 13 مدرسة وإدارتها في بعض مناطق المحافظة، وعن محاولات لتركيب عدد من البيوت مسبقة الصنع و بين ان لجنة الاغاثة تتولى رعاية تسعة الآف اسرة في اللاذقية و يتم ايصال المعونات لكل العائلات للمنزل.
من جانبه نقل ممثل من ريف دمشق صورة عن الحملة الشرسة التي يشنها النظام، وما ترتب على ذلك من إعاقة عمل المجالس المحلية وأثرها على أداء مهامها مضيفاً أن المجالس تعمل على تشغيل الأفران وتقديم الطعام لكل السكان المحاصرين.
وفي سياق تشكيل المجالس المحلية قال ممثل الحسكة: “إن المجلس المحلي للحسكة تشكل على أسس توافقية بما يضمن تمثيل كل مكونات المجتمع”، وأضاف بأن المحافظة تواجه صعوبات كبيرة في تأمين المحروقات وتعاني جراء انقطاع الطرق بين حلب والحسكة إضافة إلى الصعوبات الناشئة عن تواجد قوات النظام و طالب برصد ميزانية كافية للجنة السلم الأهلي و لجنة الاغاثة لأن الحسكة محاصرة منذ عدة أشهر.
وعبّر ممثل طرطوس عن الضرر الذي طال قطاع الأعمال والأثر الذي ألحقه ذلك على أهالي طرطوس الذين توقفت أعمالهم، في حين أن معظم موظفي النظام عملوا بشكل طائفي سافر، وفي تعقيب أخير أكد أن إقامة دولة طائفية في منطقة الساحل أمر غير ممكن.
أما دير الزور فقد طالب ممثل عنها بانشاء وتفعيل جهاز أمن وطني مهمته حفظ الأمن العام وإيجاد آلية للسيطرة على المنشآت النفطية التي تضع بعض العصابات يدها عليها.
وفي ختام المؤتمر طرحت اللجان مجموعة مشاريع للعمل عليها بشكل فوري