ألقى رئيس الائتلاف الوطني السوري سالم المسلط كلمة بمناسبة الذكرى الـ 12 للثورة السورية، خلال حفل أقيم في مدينة الراعي بريف حلب، تخلله افتتاح المبنى الرئيسي للحكومة السورية المؤقتة في المدينة.
وشارك في الحفل رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى، وأعضاء الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني هادي البحرة ومنذر سراس ومحمد سلو وبسمة محمد، وأعضاء الهيئة العامة أنس العبدة ونجيب رحمون وجهاد مرعي وأحمد عثمان وعاطف زريق، إضافة إلى وزراء الحكومة السورية المؤقتة وضباط الجيش الوطني السوري ومجلس القبائل والعشائر والمجالس المحلية وممثلين عن الفعالية الثورية والمدنية.
وأكد المسلط في كلمته على تمسك الشعب السوري بثورته ومبادئها، مشيداً بصموده العظيم لنيل حريته وتحقيق استقلاله والنهوض بسورية مجدداً بعد أن أغرقها نظام الأسد بالميليشيات والاحتلالات التي عاثت فساداً وقتلاً وتخريباً وإرهاباً في عموم هذه البلاد.
ولفت المسلط إلى أن ذكرى انطلاق الثورة السورية تحول إلى عيد وطني، حيث إن الصيحات الأولى التي صدحت عام 2011 تتجدد الآن في هذه الأيام وهذه الأوقات بمطالب واضحة، وهي إسقاط نظام الأسد ومحاكمته والوصول إلى دولة الحرية والكرامة والعدالة.
وقال المسلط: أخطأنا عندما أطلقنا على هذه العصابة اسم “نظام” وهي مجرد ميليشيا، وأخطأ غيرنا عندما أطلق علينا اسم “معارضة” ونحن بشعبنا وليس بغيره، الشرعية الحقيقية.
وأضاف رئيس الائتلاف الوطني: نذكّر أشقاءنا وأصدقاءنا أن الذي يعاني هو الشعب وليس النظام، والذي يدفع الثمن هو الشعب وليس النظام، والذي يُقتل هو الشعب والقاتل هو النظام، مطالباً إياهم: “كونوا كما كنتم عوناً لهذا الشعب، كونوا كما عهدكم السوريون منذ اليوم الأول”.
واستنكر المسلط سلوك بعض المنظمات الدولية التي تخطئ العنوان دوماً، حيث
تقتل البراميل والطائرات السوريين ويكافأ النظام! تقتلهم الزلازل والكوارث ويكافأ النظام! وأضاف: لا نعترض على وصول الدعم لكل السوريين المتضررين مهما كانت مواقفهم ونطالب بإيصال المساعدات لكل المدن السورية المتضررة، ويثلج صدورنا عندما تتسلم متضررة ما تحتاجه أينما كانت في الساحل أو في دمشق أو في حلب وغيرها، لكن نعترض عندما تسرقها منها ميليشيات النظام وميليشيات ايران، ليتاجروا بها لزيادة أدوات إجرامهم من سلاح ومخدرات.
وأوضح المسلط أنه ربما نشهد في الأيام القليلة القادمة مبادرات من أشقاء وأصدقاء، يجب أن يُراعى في ذلك كرامة الشعب السوري وحريته واحترام خياراته، يجب أن يتحقق له ما طالب ويطالب به وعلى رأس ذلك خلاصه من نظام أجرم في حقه لعقود.
وقال المسلط إنه وخلال أكثر من عقد من الزمان يواصل نظام الأسد وحلفاؤه حربهم على الشعب السوري، محاولين خنق حناجر السوريين الذين ما يزالون يتمسكون براية الحرية ويواصلون المسير لتحقيق أهدافهم وتطلعاتهم، مشدداً على أن الشعب السوري لن يتوقف نضاله، حتى تحقيق أهداف الثورة السورية وإسقاط نظام الأسد ورموزه.
وأوضح المسلط أنه وبالتزامن مع الذكرى الـ 12 للثورة السورية، ما يزال المجتمع الدولي يتغافل عن مجرم الحرب، ويتجاهل الالتزامات السياسية في محاسبة نظام الأسد وفي تنفيذ القرارات الدولية التي تؤدي إلى انتقال سياسي في سورية، مؤكداً أن هذا التجاهل من قبل المجتمع الدولي يشجع نظام الأسد في التمادي وهو الذي استخدم السلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة وقتل وهجر واعتقل ملايين السوريين، وما يزال يحكم دون أي سعي دولي حقيقي وملموس لإقصائه ومحاسبته.
كما أكد على أنه يجب أن لا تتناسى الدول جرائم هذا النظام بحق الشعب السوري خلال أكثر من عقد من الزمن، مضيفاً أن نظام الأسد لا يمكن أن يقدم لغيره إلا المخدرات والإرهاب والميليشيات والأزمات، وهذا ما عانت منه فعلاً الدول المجاورة والقريبة من سورية.
وأكد المسلط على أن الائتلاف الوطني أبدى استعداده للانخراط في أي عملية سياسية تنقل سورية إلى بر الأمان وتضمن تحقيق تطلعات الشعب السوري، ومع عرقلة نظام الأسد لأي جهود سياسية دولية، مجدداً مطالبته بعدم منح نظام الأسد أي منبر في الأمم المتحدة أو في المحافل الدولية لأنه يعمل من خلال هذه المنابر لبث الزيف والكذب ويسعى لإعادة تدوير نفسه عبر الخداع المستمر.
وشدد المسلط على أن المجتمع الدولي يعلم أن نظام الأسد لا يمثل الشعب السوري، وهو أداة بيد حليفيه ويعمل خدمة لمصالحهما في المنطقة.
ولفت المسلط إلى أن المناطق المحررة تعيش اليوم معاناة مضاعفة، فبعد أن هجر نظام الأسد ملايين السوريين إلى الخيام يعانون الألم اليومي والحياة الشاقة، جاءت كارثة الزلزال التي تسببت بخسائر فادحة في الممتلكات والأرواح.
ولفت إلى أنه ومع عظم الكارثة الإنسانية، عمل نظام الأسد على استغلال المأساة لأغراض سياسية ليتستر على جرائمه، مستغلاً التعامل اللا عادل من قبل منظمة الأمم المتحدة عبر تقديم المساعدات له بكميات كبيرة رغم وجود عشرات التقارير والدلائل التي تثبت سرقته للمساعدات وتحويلها للميليشيات التي تساعده على قتل السوريين، على الرغم من أن المناطق التي لحقها الضرر الأكبر كانت في شمال غرب سورية وهي المناطق المحررة التي لم يصلها إلا القليل من المساعدات بعد انقضاء عدة أيام من الكارثة.
المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري