شارك الدكتور منذر ماخوس سفير الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة والثورة السورية في فرنسا، بفعاليات “قطار الحرية” الذي ضم نحو 400 من كبار السياسيين والمفكرين والفنانين الفرنسيين بالإضافة إلى فنانين وناشطين سوريين منهم الفنان فارس الحلو والكاتبة سمر يزبك. وحظيت الفعالية بتغطية كبيرة من وسائل الإعلام كأكبر فعالية يشارك بها نخبة من السياسيين والمفكرين والناشطين الفرنسيين والسوريين برعاية المنتدى السوري للأعمال.
انطلق القطار من العاصمة الفرنسية باريس إلى ستراسبورج يوم الثلاثاء 11 كانون الأول لعرض قضية الثورة السورية أمام المؤسسات الأوروبية في المدينة الواقعة في شرق فرنسا حيث كان يُعقد اجتماع للاتحاد الأوربي. وغادر القطار الذي رعاه المنتدى السوري للأعمال، من باريس قبل يوم من اجتماع مجموعة أصدقاء الشعب السوري في مراكش والذي اعترف بـالائتلاف الوطني ممثلاً شرعياً للشعب السوري، وبعد وصوله إلى المحطة توجه النشطاء إلى المسرح الرئيسي في المدينة حيث نظموا مؤتمراً قبل التوجه إلى البرلمان الأوروبي، والتقوا بمنظمات مدنية ومتضامنين غربيين مع الشعب السوري.
وقال الدكتور منذر ماخوس، سفير الائتلاف في فرنسا، في تصريح للصحفيين على هامش الفعالية: “نحن هنا لتعبئة الاتحاد الأوروبي بشكل عام والبرلمان الأوروبي خصوصاً للدفع نحو موقف أكثر تقدماً تجاه الشعب السوري من قبل النخبة من الساسة والمفكرين. وأول هذه الآراء يتعلق بالاعتراف بالثورة السورية وبائتلاف المعارضة كممثل شرعي وحيد للشعب السوري”، وتابع: “لا نفهم لماذا تقبل الأسرة الدولية بمثل هذه الوحشية، يجب رفع الحظر الأوروبي عن تسليم الأسلحة إلى المقاتلين السوريين كي نستطيع الدفاع عن أنفسنا”.
والتقى الوفد المشارك بنائبي رئيس البرلمان الأوروبي ايزابيل دوران وجياني بيتلا نيابة عن الرئيس، كما التقى أيضاً في ستراسبورغ مساعدين لوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون. وحمل قطار الحرية عدة مطالب لدعم الثورة السورية منها:
1- زيادة المساعدات الإنسانية.
2- الإعتراف بالإئتلاف الوطني بشكلٍ كامل.
3- العمل على محاكمة رأس النظام السوري وقادته أمام محكمة العدل الدولية كمجرمي حرب.
4- تهيئة أوروبا لتحمل مسؤولياتها في المساعدة لإعادة إعمار سوريا.
وفي السياق نفسه قال أيف أوبان، وهو سفير فرنسي سابق في تونس ومشارك في الفعالية لقناة العربية: “طالبنا البرلمان الأوروبي بمساعدات مدنية عاجلة وأن يسمح بحضور وتواجد المنظمات الإنسانية في المدن السورية لمعرفة ما يجري وإيقاف العنف ونحن نعرف أن غياب منظمات المجتمع المدني تجعل نظام الأسد يتفرد في بطشه لأنه دون رقيب. طالبنا أن نكون متواجدين على الأرض لنرى ما هو حجم الدمار الذي خلّفه قصف الطائرات. هل يعقل أن تُقصف مدن وقرى سورية بسلاح حاكمها”.
وقالت ماريان دو سارنيه، عضو البرلمان الأوروبي: “كنت على الحدود السورية التركية مع زملائي من البرلمان الأوروبي وتعرفت على احتياجات الشعب السوري وما ناقشناه اليوم هو العمل فوراً على إرسال ما هو عاجل والبدء بتدريب كوادر من المعارضة لقيادة سوريا ما بعد النظام الحالي”. أما جاك راليت، وزير الصحة الفرنسي الأسبق، فركّز على شهادات الأطباء العائدين من الأراضي السورية المحررة وما تعانيه من نقص حاد في الدواء وافتقار المستشفيات إلى الكثير من المواد الطبية ولا سيما التي تستخدم في العمليات الحرجة وحالات الحروق والإصابات المباشرة بسبب القنابل المحرمة دولياً.
فيما قدّم الطبيب رافييل بيتي، العائد من حلب، شهادات حية عن صعوبة إسعاف المرضى السوريين إلى المستشفيات الميدانية داخل الأراضي السورية وعدم وصول المساعدات الإنسانية الدولية إليها، وكيف قضى عشرة أيام في أكتوبر الماضي في مستشفى بحلب دون دواء وخيوط للعمليات وكيف كان يُجري عمليات على ضوء الشموع.
في رحلة قطار الحرية والذي رافقته عدة وسائل إعلام عربية وغربية منها قناة “العربية” رفعت شعارات “واحد واحد واحد الشعب السوري واحد” و”الله محيّ الجيش الحر وتحيا الثورة السورية” و”يسقط بشار القاتل”، وأذيعت أغنيات على مدى ساعتين في إذاعة داخلية لراكبي القطار وهي حالة جديدة لم يتعوّد عليها سائقو القطارات في محطات القطارات السريعة حسب “العربية”، لكن القطار السريع الذي يحمل رقم 2454 الذي يربط بين مدينتي باريس وستراسبورغ كان مختلفاً في رحلته التي تعالت فيها أصوات أغنيات الثورة السورية والشعارات المطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد وأغنيات سورية قديمة وأصوات تردد على مسامع راكبي الرحلة: “مرحبا بكم أنتم على متن قطار الحرية”.