عقدت هيئة التفاوض السورية اجتماعها الدوري في مدينة جنيف السويسرية على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء، 13 و14 آب، وناقشت الأوضاع التي يعيشها الشعب السوري والتطورات الإقليمية والدولية وانعكاسها على الملف السوري.
وحذرت الهيئة في بيانها الختامي من تفاقم التوتر والتصعيد في المنطقة، ما يضعها على شفا حرب إقليمية مدمرة، وانعكاس ذلك على الوطن والقضية السورية.
ولفتت الهيئة إلى أنها أجرت مراجعة سياسية للمرحلة السابقة، واستعرضت جهود الأعضاء في التفاعل مع المجتمع السوري بجميع فئاته، وسبل التعاطي مع دول الإقليم والقوى الدولية الأخرى، من خلال قراءة واعية للمتغيرات الإقليمية والدولية ابتداء من إعادة النظام إلى الجامعة العربية وصولاً إلى التصريحات التركية الأخيرة والمواقف المتخذة من بعض الدول الأوروبية، وتأثير ذلك على العملية السياسية ورسم ملامح المرحلة المقبلة وتحدياتها التي قد تواجه الشعب السوري وقضيته وآليات التعامل معها، وبالتالي صياغة إستراتيجية مرحلية توجه عمل الهيئة مع تواصل جهودها في تمتين وتعميق الروابط مع المجتمع السوري وقواه الحيّة.
وأشارت الهيئة في بيانها إلى فشل المبادرات السابقة في تحقيق أي تقدم في العملية السياسية أو في تحسين أوضاع الشعب السوري، ما يرجح أن يكون ذلك مصير المبادرات الحالية المتناغمة معها، في ظل تعنت النظام ورفضه المطلق لأخذ مطالب الشعب السوري ومصالح الوطن بعين الاعتبار.
وأكدت الهيئة أن معيار نجاح أي مبادرة يتمثل في قدرتها على الدفع في تنفيذ القرار الدولي 2254 نصاً وروحاً لإنجاز الانتقال السياسي بما يحقق إرادة السوريين في التغيير الجذري والشامل، معتبرةً أن ذلك يتطلب من القوى الإقليمية والدولية دعم جهود الأمم المتحدة في تطبيق هذا القرار وفق جدول أعمال وإطار زمني واضحين ومحددين.
كما أكدت الهيئة على قضية اللاجئين السوريين ومعاناتهم في دول اللجوء وضرورة رفع الغبن عنهم وحمايتهم من التمييز والتعديات والنزعات العنصرية والعدوانية، إلى حين تأمين الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية الكفيلة بضمان أمنهم وسلامتهم وعودتهم الطوعية إلى أماكن سكناهم الأصلية، وذلك من خلال التنفيذ الصارم لكافة مندرجات القرار الدولي 2254.
كما أشارت الهيئة إلى فشل جميع المبادرات السابقة في حل قضية المعتقلين والمغيبين قسرياً بأبعادها الإنسانية والوطنية والسياسية كإجراء لبناء الثقة، مجددةً التأكيد على ضرورة قيام النظام بالإفراج غير المشروط عن المعتقلين وكشف مصير المفقودين.
المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري