وصف البيان الختامي للمؤتمر الثاني لملتقى الداخل السوري “جذور” هذا اللقاء التنسيقي بين النشطاء والائتلاف الوطني السوري بأنه ” خطوة في الاتجاه الصحيح، واعتراف بضرورة تفعيل الحراك المدني ودعم التشاركية في اتخاذ القرار السياسي؛ لأنّ الواقع أثبت أن الابتعاد عن التشاركية في اتخاذ القرار السياسي بعيدا عن مشاركة القاعدة الشعبية والقيادات الميدانية المدنية منها والعسكرية، خطوة غير مجدية لبناء دولة العدالة والقانون التي خرج السوريون من أجل بنائها”. وأضاف البيان “لا ننكر أنّ هناك تأخرا في مثل هذه الخطوات، ولكن الوصول متأخرين خير من عدم الوصول. نحن اليوم هنا، لنكسر الوثن الفكري الذي صنعه نظام الأسد، وأطلق عليه معارضي الداخل والخارج، لأنّ الوطنية لا تقاس بالمكان وإنما بما يقدم المواطن لبلده سورية. فالمسؤولية عامة ولابدّ من توحيد الجهود وتوجيهها بالاتجاه الصحيح، فوقت السوريين من دماء والأمر لم يعد قابلاً للانتظار”. وقد تناولت الورشات التي عقدت في الملتقى ثلاثة محاور رئيسية، عالجت خلالها أهم القضايا التي تلامس واقع الثورة السورية، والتي تعتبر المتغير الأكثر تأثيرا في إبطاء عجلة الثورة، وتشمل هذا المحاور، الموقف من التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، ودراسة آلية تطوير هيكلية مؤسسات القوى الثورية السورية والعلاقة الناظمة فيما بينها، إضافة إلى كيفية تفعيل الحراك المدني داخل المدن السورية. وتم انتخاب لجان متابعة من قبل المشاركين، للإشراف على تنفيذ التوصيات المقترحة التالية: حيث طالب المشاركون المجتمع الدولي بعدم الاكتفاء بضرب تنظيم داعش، وضرورة ضرب نظام الأسد بضربات موازية، لأنّ الأخير يعتبر هو أساس المشكلة والمصدر الحقيقي للإرهاب. وإن تجاهل المجتمع الدولي لضرب قوات الأسد وإسقاط نظامه، لا يتفق مع الإستراتيجية الصحيحة لمكافحة الإرهاب، والاقتصار على ضرب داعش ربما يكون سببا أخر في تنامي الإرهاب. وإن مكافحة الإرهاب لا يكون إلا بدعم الجيش الحر ومحاربة كافة الميليشيات الإرهابية الخارجية والداخلية التي تساند نظام الأسد في قمع الإرادة الشعبية. هذا وكلّفت الورشة الأولى متحدثا رسميا بسرد كافة التوصيات التي توصلت إليها الورشة بالتفصيل أمام الحاضرين، حيث أكد المتحدث أثناء الكلام، على” وجوب إدارج قوات الحماية الكردية على قائمة الإرهاب، بسبب المجازر التي تقترفها بحق المدنيين، إضافة إلى وجوب إدراج الميليشيات الإرهابية الخارجية الداعمة لقوات الأسد كحزب الله وميليشيات أبو الفضل العباس وغيرها”. وأوصى المشاركون أيضا من خلال متحدث رسمي باسم الورشة الثانية، باستكمال وضع اللوائح والقوانين الناظمة لعمل الائتلاف الوطني ومؤسساته، إضافة لوضع آليات ونظم لتغيير أعضاء الائتلاف بشكل تدريجي، وتوسعة الائتلاف بنسبة الثلث ووضع معايير من قبل الناشطين في الداخل لعضويتهم ومراعاة تضمين النساء في التوسعة. كما أوصى المشاركون أيضا، بواسطة متحدث رسمي كلفته الورشة أن يتحدث باسمها، بالعمل على نشر مفهوم المجتمع المدني بكافة الوسائل المتاحة والتأكيد على خصوصية المجتمع المدني وأهميته وحياديته، ومطالبة مؤسسات الثورة السياسية بإطلاق برنامج يتيح لمنظمات المجتمع المدني المعنية بالشفافية مراقبة تلك المؤسسات، إضافة لإيجاد رؤية وصيغة مستقبلية لتوحيد جهود منظمات المجتمع المدني تحت مسمى واحد. وكان هادي البحرة رئيس الائتلاف الوطني السوري قد أكد في كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر أن”هزيمةَ نظام الأسد وانتصارَ مشروعَنا الثوري الهادف لبناء الدولة الوطنية الحديثة يبدأ من خلال التمسكِ بوحدةِ هذا الشعب، ومن خلالِ الإصرار على شعار الثورة الرئيس (الشعب السوري واحد)، فسورية للسوريين جميعا ولن تكون لطائفةٍ أو مذهبٍ أو قوميةٍ دونَ سِواها”. وأضاف البحرة في كلمته: “إن “فوضى العدم هو ما يعيشه الوطن اليوم جراء سياسات نظام الأسد المجرم، حتى باتت سورية جغرافية مفتوحة يتقاتل فيها الأغراب عن وطننا لحماية مصالح أوطانهم، لقد أصبح الغرباء من أتباع المليشيات الطائفية يتحكمون برقابنا ويعيثون فساداً بأرضنا”. وأضاف البحرة: “دمشق عاصمتنا السبية الآن بيد هذه المليشيات الطائفية، وجزيرتنا الرهينة بيد خلائط الأرض، وشذاذ الأفاق ونحن مشردون في أصقاع البر والبحر، لاجئون في بلاد الآخرين، تلفظنا المطارات وتطردنا المدن من شوارعها، وتتقاعس دولٌ ويخذلنا أخوةٌ ونحن على أبواب الشتاء، ولا يسعنا هنا إلا أن نشكر تركيا حكومةً وشعباً، هذا البلد الذي استقبل السوريين معززين مكرمين”. وأكد البحرة على أن “شروط النصر هي بالإصرار على أهداف الثورة كما كانت، وبالعمل المخلص المترفع عن الغايات الشخصية والحزبية والمذهبية، ويجب علينا ألا نكتفي بنقد الأخطاء، بل يجب أن نعمل معاً لتصحيحها، وستجدون الائتلاف الوطني فاتحاً أبوابهُ للجميعِ حتى يشاركَ الجميعَ بحملِ المسؤوليةِ والعملِ الجاد لحمايةِ الوطن وحمايةِ ثورةِ هذا الشعبِ العظيم”. وبين البحرة للمجتمعين في المؤتمر “إننا نعملُ وبشكلٍ حثيث على تطوير عمل الائتلاف وإصلاحِ بنيته التنظيمية وتقويمِ أدائه السياسي وأداء حكومته الخدمي، كما أننا نعملُ وبشكلٍ جادٍ وضمن الإمكانيات المتاحة على عودةِ الائتلاف والحكومة للداخل السوري لنكونَ مع أهلنا في معاناتهم ولنقدمَ لهم كل ما نستطيعُ من مقوماتِ الصمود”. وتوجه للمشاركين في ختام كلمته : “إنني أتمنى منكم تقديم مبادراتكم واقتراحاتكم، فأنتم شعلةُ هذه الثورة، وأنتم صانعو مستقبلِ هذا الوطن وبكم فقط وبأرائكم – التي ستكونُ محلَ دراسةٍ واهتمامٍ من قبلنا- ومعاً سنعيد للثورة بريقها معاً سنصل الى ضفة النصر، سورية الآن بحاجةٍ لجميعِ أبنائها ولا بد سننتصر ولو كره الكارهون”. المصدر: الائتلاف