لم يستغرب رئيس مركز مسارات الإعلامي لؤي المقداد مما وصفها بـ” الهستيرية السياسية التي أصابت الجهاز الأمني لنظام الأسد، بعد أن فضحته وثائق دمشق وكشفت قبح عورته السياسية، التي يحاول تغطيتها بجنيف وغيرها من أساليب المراوغة المتبعة على حساب دماء السوريين”. وقال المقداد في تصريحه لمكتب الائتلاف الإعلامي ” إنّ هذه الحالة الجنونية، أمر طبيعي جداً، لأيّ مجرم تعرّيه الحقيقة أمام المجتمع الدولي. إلّا أنه على نظام الأسد أن يعلم، بأنّ هذه الحملة الالكترونية العشوائية على المواقع والوسائل الإعلامية التي سلّطت الضوء على وثائق دمشق، بمافيها الائتلاف والأركان ومسارات وغيرها. هي محاولة محكوم عليها بالفشل لمصادرة الحقيقة التي حاول النظام لعقود التعتيم الإعلامي الممنهج في سبيل إخفائها عن أعين الرأي العام المحلي والعالمي على السواء”. وأردف المقداد في تصريحه ” لم نعد نريد كمركز للداراسات أي سبق إعلامي، ولكن ما نسعى إليه فقط، هو التعرية الفورية لإجرام هذا النظام الديكتاتوري. لذا سنغير الخطة التي كانت معتمدة في عرض الـ 50 ألف وثيقة التي تثبت تورط نظام الأسد باختطاف الأجانب والعرب والسوريين، فبدلاً من أن ننشرها على دفعتين أسبوعياً، سننشرها على عجل، من أجل الإسراع في إسقاط ورقة التوت التي يحاول نظام الأسد المجرم الاختباء خلفها أمام المجتمع الدولي. نعم سننشر أخطر هذه الوثائق وفي البداية أيضاً، وبالعديد من الوسائل والوكالات الإعلامية اللبنانية والعالمية”. وأضاف رئيس المركز في تصريحه لمكتب الائتلاف الإعلامي ” إن التهديدات المباشرة التي تعّرض لها الطاقم المشرف على جمع هذه الوثائق، لن تثني من عزيمتنا، ولن تجعلنا ننظر إلى الخلف على الإطلاق. وستفضح هذه الوثائق، تورط العديد من المرجعيات والشخصيات اللبنانية، والتي عملت على إطالة أمد اعتقال اللبنانيين الموجودين داخل أقبية الأسد. ونحن هنا لا نتكلم عن آراء سياسية، بل عن وثائق حقيقية أقرّ خبراء على صحتها ومصداقيتها”. وتوعد المقداد حلفاء نظام الأسد ” بأنه سيكشف عن وثائق تبيّن أنهم بالتنسيق مع النظام، همّوا لاستخدام جنيف، كوسيلة لإضاعة الوقت واستنزاف الثورة عن طريق مؤتمرات، لا تثمر ولا تغني من جوع. ما يجعلهم شركاء حقيقيين بسفك دماء الشعب السوري”. هذا وكان قد قال المقداد “إننا حصلنا على هذه الوثائق ، من خلال تنسيق عال دام منذ بدء الثورة، مع شبكة واسعة من ضباط المخابرات والجيش النظامي، وحان الأوان كي نكشف القناع عن الوجه القبيح لهذا النظام المجرم، وإنّ سلسلة وثائق دمشق، تحوي داخلها أكثر من 1000 وثيقة، تسلّط الضوء، ولأول مرّة، على محاضر الاجتماعات، داخل مكتب الأمن القومي، فيما يتعلّق بملف المعتقلين والمفقودين اللبنانيين، والذي ينكر بشار الأسد وجودهم في معتقلاته وأقبيته المظلمة التي يحاول من خلالها كبت إرادة الشعوب، ليس في سورية فحسب، بل بالمنطقة ككل. لأنه ببساطة يعتبر الذراع التنفيذي لإيران والاحتلال الإسرائيلي داخل الوطن العربي”. واستغرب المقداد أثناء اطلاعه على كافة الملفات والوثائق من ” الأسلوب الذي تتبعه مخابرات نظام الأسد في قتل المعتقلين، مخترقين في ذلك جميع المبادئ التي تنادي بحقوق الإنسان”، واستدرك بقوله ” إنّ تهمة (الاشتباه بوضعهم) كانت أحد أكثر التهم الجاهزة لأشخاص يزيدون عن 60% من المعتقلين داخل أقبية الأسد. إضافة إلى الفشل الكلوي الذي كان هو أحد أكثر الأمراض التي يعزوا النظام لها سبب الوفاة، بعد التعذيب الرهيب والممنهج، الذي يتعرض له هؤلاء المعتقلين في معتقلاته الإرهابية والخارجة عن القانون الدولي بل وعن أدنى قوانين الإنسانية”. وأوضح المقداد في تصريحه لمكتب الائتلاف الإعلامي ” تكشف هذه الوثاق بكلّ وضوح، عن أنّ السبب الذي يكمن وراء اعتقال نظام الأسد العشوائي للمواطنين العرب والأجانب، هو من أجل تكريس نظرية المؤامرة التي سعى إلى توثيقها منذ بداية الثورة السورية. فإن وثائق دمشق التي ستعرّي نظام الأسد قريباً، توضح لنا أسباب الاعتقال، حيث أن أحد المعتقلين العرب، كان سبب اعتقاله، فقط لأنّه سأل عن مصدر الآثار التي أنتجتها بعض الدبابات التي شرعت باقتحام إحدى المناطق السورية. هذا ولم تسلم الخارجية السورية من الوقوع في مصيدة وثائق دمشق، حيث أكد المقداد ” إننا نملك محاضر اجتماع جرت بين وليد المعلم والدول الشريكة في قتل السوريين، تبيّن الأساليب والأوامر التي كان يتلقاها النظام للشروع في قتل الأهالي والمدنيين العزل. إضافة إلى بعض الوثائق التي كان يخطط من خلالها إلى الأساليب، التي تمكنه من استغلال مؤتمر جنيف لتحقيق مآربه الشخصية”. كما أشار رئيس مركز مسارات إلى ” وجود مجموعة من المراسلات بين الأفرع الأمنية، وتكتيكاتها الممنهجة في التجسس على الناشطين منذ بداية الثورة السورية”. وختم المقداد تصريحه للمكتب الإعلامي بقوله: ” أعتقد أنّ هذه الوثائق ستشكل منعطفا تاريخيا في مسيرة الثورة، وفضح ممارسات نظام الأسد بشكل موثق لا يقبل الشك على الإطلاق”. (المصدر: الائتلاف+ الشرق الأوسط)