ألقى رئيس الائتلاف الوطني السوري سالم المسلط كلمة الافتتاح في الحفل الذي أقامه الائتلاف الوطني والحكومة السورية المؤقتة، بمناسبة الذكرى الحادية عشرة للثورة السورية العظيمة، في حوار كلس بريف حلب، أكد فيها على أن اندلاع شرارة الثورة من درعا، خيبت آمال النظام المجرم، حيث رفض الشعب السوري الخضوع وأبى الانقياد، ومضى بدرب الثورة وكانت خطاه ثابتة نحو الكرامة.
وقال المسلط إنه في مثل هذه الأيام قبل 11 عاماً، اندلعت المظاهرات بالتزامن في دمشق وريفها ودرعا وحمص ومحافظات سورية، في جمعة الكرامة في 18 آذار، مضيفاً أن درعا كانت البطولة.
وأضاف أن الشعب السوري فاجأ العالم كله بثباته وصبره وبطولاته وتضحياته، حيث إن نظام الأسد راهن على أن البطش والإجرام سيكسر إرادة هذا الشعب العظيم، لكن فشل رهانه.
ولفت المسلط إلى أنه ما كان للنظام أن يستمر في إجرامه وبطشه، لولا تآزر رعاته الدوليين على إمداده وعونه ومشاركته في حربه على الشعب السوري، موضحاً أن العدوان الروسي جاء ليدمر المستشفيات والمدارس ويستهدف المدنيين ويُكمل إجرام النظام في تدمير سورية وتهجير أهلها.
وبيّن المسلط أن المجتمع الدولي قدّم هيكلاً لعملية سياسية لا يمكن ملؤه أبداً في غياب آليات تنفيذية أو جداول زمنية أو إجراءات ملزمة، مضيفاً أن قوى الثورة والمعارضة جرت مع مجريات الحل السياسي منذ جنيف 2014 والتزمت ببيان جنيف حزيران 2012، وماتلاه من قرارات دولية 2118 والقرار 2254، متسائلاً عن نتائج كل ذلك بعد عقدٍ من الزمن.
وتابع المسلط حديثه قائلاً: “أقول لكم بكل صدق وشفافية لم تنتج العملية السياسية عبر كل هذه السنين أي شيء”، مضيفاً أن المجتمع الدولي لم يستطع إجبار النظام ورعاته على إطلاق سراح معتقل أو معتقلة، بل حتى إنه لم يستطع إجباره على بيان حال المفقودين، وما حصل هو كثرة تشكيل اللجان والهيئات.
وطالب المسلط المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الشعب السوري وتجاه تكالب روسيا وإيران والنظام المجرم عليه، مؤكداً أن الائتلاف الوطني مع الحل السياسي القائم على القرارات الدولية، لكنه أكد على أن الأمور لا يمكن أن تستمر كما في الماضي.
ودعا المسلط إلى أهمية القيام بعملية إصلاح جذري للعملية السياسية وآلياتها ووضع جدول زمني لبنود ومفردات هذه العملية ووضع إجراءات تلزم النظام بتطبيق هذه القرارات لا سيما القرار 2254 بكل بنوده وعلى رأسها هيئة الحكم الانتقالي كاملة الصلاحيات.
واعتبر أن إصلاح العملية السياسية المتعثرة بسبب تعطيل النظام ورعاته وتقاعس المجتمع الدولي، لا يمكن أن تكون حقيقية إلا باعتدال موازين القوى على الأرض، مضيفاً أن ذلك يتطلب دعماً حقيقياً للشعب السوري ولقواه العسكرية والسياسية، حيث إن النظام ورعاته يشعرون بالطمأنينة وعدم قدرة الخصم على المواجهة.
وأشار رئيس الائتلاف الوطني إلى أن الذين قتلوا وقاتلوا الشعب السوري بالأمس، ينقلهم بوتين والأسد اليوم لقتال الشعب الأوكراني.
واعتبر أن هذه الجرائم بحق الشعبين، لا يمكن أن تمر دون محاسبة ومساءلة، معبراً عن رفضه الشديد لأن يشارك سوري في الجريمة التي يتعرض لها الشعب الأوكراني.
وتوجه بالتحية للشعب الأوكراني الصديق ولمقاومته الشجاعة للعدوان الروسي، موجهاً كلمة للشعب الأوكراني أكد فيها على أن الشعب السوري يشعر بمأساتهم ويقف معهم ضد العدو المشترك، وهو النظام الروسي ومن يدور في فلكه من أنظمة مجرمة وعلى رأسها نظام الأسد الذي هو جزء من هذا العدوان.
وتساءل المسلط لماذا سمح المجتمع الدولي بتدفق السلاح النوعي المؤثر في سير المعارك إلى أوكرانيا وحظره على ثوار سورية، ولفت إلى أنه من حق الشعب السوري الذي قدّم مليون شهيد ومئات آلاف المعتقلين والجرحى وملايين المهجرين، أن يحظى بدعم وتعاطف كل أحرار العالم من أجل تحقيق أحلامه وتطلعاته في دولة حرة ديمقراطية.
وأكد المسلط على أنه لا يمكن القبول ببقاء هذا النظام المجرم ممثلاً لسورية في المنظمات الدولية، وطالب بطرده منها، حيث أنه لا بدّ أن يشغل مقعد سورية فيها من يمثل شعبها وثورتها.
وعبّر عن رفضه لمساعي أي جهة تعمل على إعادة تدوير نظام الأسد أو تأهيله تحت أي ذريعة، وقال إنه “لا يمكن فهم القبول بالنظام إلا أنه قبول بسجله الإجرامي عبر السنين السابقة”.
كما أكد المسلط على أن المعتقلين ليسوا أمراً تفاوضياً ولا ورقة ابتزاز بيد النظام ورعاته، وأضاف أن المعتقلين يجب أن يطلق سراحهم بلا أي شرط.
وأكد على ضرورة وحدة الصف وتوحيد الجهود والعمل معاً يداً واحدة، حيث إن الثورة مسؤولية وملك الجميع، وأضاف أن الائتلاف الوطني منفتح على كل أطياف الحركة الثورية والسياسية التي تؤمن بهذه الثورة العظيمة ومبادئها وعلى رأسها إسقاط النظام وبناء الدولة الديمقراطية.
واعتبر أن جميع القوى السياسية والعسكرية للثورة، مطالبة اليوم باستعادة المبادرة والعمل الخلاق من أجل إحياء العمل الثوري من جديد ودفع قطار الثورة إلى محطة الخلاص النهائية بكل السبل.
المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري