دانت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وقطر يوم أمس الإثنين، المجزرة التي ارتكبها نظام الأسد في مدينة دوما الملاصقة للعاصمة دمشق، والتي راح ضحيتها نحو 120 شهيداً ومئات الجرحى.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جون كيربي: “ندين بشدة الغارات الوحشية التي شنها نظام الأسد يوم الأحد الماضي على مدينة دوما”، منددة بـ”استخفاف النظام بحياة البشر”، مضيفاً إن واشنطن تعمل مع شركائها من أجل انتقال سياسي فعلي يقوم على التفاوض، بمعزل عن المجرم بشار الأسد.
ودان أيضاً وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الغارات الجوية التي شنها نظام الأسد على السوق الشعبي في مدينة دوما، واصفاً الهجوم بـ”الهجمي”، وأشار فابيوس في بيان له، أن نظام الأسد لم يتردد مرة أخرى بارتكاب “مجزرة ضد الإنسانية” بحق الشعب السوري، مؤكداً أن الحل الأساسي في سورية، يستند على اتفاق بيان “جنيف”.
وأعربت دولة قطر عن إدانتها الشديدة للجريمة ضد الإنسانية التي ارتكبها نظام الأسد بحق المدنيين الأبرياء في السوق الشعبي بمدينة دوما، وأكدت وزارة الخارجية القطرية، في بيان لها، أن مواصلة نظام الأسد لارتكاب الجرائم ضد المدنيين الأبرياء في تحدٍّ صارخ للضمير الإنساني والقانون الدولي يزيد من تعقيد الحل السياسي في سورية، ويضع عقبات كبيرة أمامه، ويعرقل الجهود الدولية الهادفة لتحقيق انتقال سياسي مبني على ما ورد في بيان جنيف المؤرخ 30 يونيو 2012.
وجددت وزارة الخارجية، في بيانها، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، والتحرك العاجل لاتخاذ الإجراءات اللازمة طبقاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي لحماية الشعب السوري، ووقف تلك الجرائم المرتكبة بحقه، ومحاسبة المسؤولين عنها، وتقديمهم إلى العدالة الجنائية.
ودان ممثل حكومة المملكة المتحدة الخاص إلى سورية، غاريث بايلي، استمرار الغارات الجوية من قبل نظام الأسد على دوما، والتي فقد الكثير من المدنيين الأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال، حياتهم.
وأعرب بايلي عن حزنه العميق لضحايا مدينة دوما، واشمئزازه من استمرار الغارات الجوية للنظام على دوما، مشيراً إلى أن ذبح الشعب السوري يجب أن ينتهي وذلك لن يحدث إن واصل الأسد حكمه المستبد، لافتاً إلى أننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد، داعياً أولئك الذين يدعمون الأسد لمنعه من استهداف المدنيين.
مؤكداً على استمرار المملكة المتحدة في دعمها للسوريين دولياً وفي الأمم المتحدة من أجل انتقال سياسي، ودعم المدافعين المدنيين الذين سيقومون في إنقاذ الأرواح السوريين، والتي تمثل التطلعات الحقيقية للشعب السوري مثل الائتلاف الوطني السوري.
وكان رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة أشار إلى أن جرأة نظام الأسد وتماديه في ارتكاب المذابح بحق المدنيين والتي تمتد لـ ٥٣ شهراً متواصلة تعتمد على صمت دولي يصل إلى حد التواطؤ، لافتاً إلى أن من يسلح نظاماً مثل هذا النظام ويحميه من المحاسبة في مجلس الأمن الدولي هو شريك في المسؤولية عن هذه الجريمة التي تقتل المدنيين المحاصرين والمجوعين منذ سنوات عبر الطائرات الحربية.
وشدد خوجة على أن من يعارض قيام مناطق آمنة للسوريين على أرضهم ويمنع تزويدهم بسلاح للدفاع عن أهلهم وأطفالهم، فهو يرسل رسالة واضحة للنظام بأنه مسموح له ارتكاب ما يشاء من فظائع.
ودعا خوجة المجتمع الدولي، وخاصة روسيا والولايات المتحدة ومنظمة العالم الإسلامي والجامعة العربية لتحمل مسؤولياتهم تجاه الشعب السوري الذي يقتل ويذبح منذ ٥ سنوات بصمت دولي يصل إلى القبول بالأمر الواقع، والذي يفهمه النظام الأسدي منذ ٥٣ شهراً على أنه تفويض بارتكاب المذابح.
وطالب الدول الصديقة بدعمهم لتقديم مرتكبي المجازر في دوما والغوطة وإدلب والزبداني ووادي بردى ودرعا وجميع المناطق السورية إلى محكمة الجنايات الدولية.
وأضاف خوجة إن على الأمم المتحدة، وعلى مجلس الأمن الدولي، وعلى الدول دائمة العضوية فيه، أن تعترف بحق شعب سورية في الحياة وأن تكف عن حماية قاتل الأطفال بشار أسد وأن تكف عن حرمان السوريين من حق الدفاع عن حياة أطفالهم، مؤكداً على أن الائتلاف اليوم أكثر تمسكاً بحق الشعب السوري بالدفاع عن نفسه والمصر على رحيل بشار الأسد وزمرته الحاكمة واستحالة أن يكون لهم دور في حاضر ومستقبل سورية وضرورة استكمال تحرير الأراضي السورية، من رجس هذا النظام الغاصب ورجس المحتل الإيراني وميليشيات القتل والحقد الطائفي التي تغزو سورية برعايته. المصدر: الائتلاف