قدّم رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة إحاطة أمام الهيئة العامة للائتلاف الوطني في بداية انطلاق اجتماعاتها صباح اليوم الخميس، في مدينة تل أبيض بالرقة، تحدث فيها عن المستجدات السياسية في المنطقة وأثرها في الملف السوري، وعن الدور الهام للحكومة السورية المؤقتة والجيش الوطني السوري في الاستعداد للسيناريوهات المحتملة في الساحة السورية.
وعبّر البحرة عن استنكاره الشديد للتصعيد العسكري لنظام الأسد وروسيا في الأيام الأخيرة، ضد المناطق السكنية والمدنية، والذي أدى إلى سقوط العشرات من المدنيين بينهم أطفال ونساء.
وطالب المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة وتفعيل ملف المساءلة والمحاسبة بحق المجرمين الذين يرتكبون جرائم حرب، سواء عبر المحكمة الجنائية الدولية، أو القوانين الوطنية في الدول التي تسمح قوانينها بتفعيل لمثل هذه الملفات فيها.
ولفت البحرة إلى أن هذا الاجتماع يأتي في ظل مرحلة خطيرة تمر فيها المنطقة ككل، وليس فقط في سورية، مرجعاً السبب إلى التغلغل والهيمنة الإيرانية على لبنان منذ عقود، ثم امتدادها إلى العراق واليمن وسورية، وذلك بسبب الاتفاقات والتوافقات سواء المعلنة أو غير المكتوبة.
وأوضح البحرة أنه عندما قامت الثورة السورية، وبدأت بكل سلمية، وطالبت بالإصلاح وتعديل السياسات الظالمة، جابهها النظام بكل وحشية وظلم، ومنع أي فرصة للحلول السياسية، وأعلن عن شعاره المشهور بكل إصرار “الأسد أو نحرق البلد”، وهو ما حصل حيث أخذ النظام سورية إلى حالة دمار كاملة، تسببت بسقوط ملايين الشهداء والمصابين والجرحى، وملايين النازحين واللاجئين.
وأضاف البحرة أن ما قام به نظام الأسد ضد المدنيين، رافقه التفريط بسيادة الشعب على الدولة السورية عبر فتح أراضيها أمام الميليشيات الطائفية الإرهابية، وعقد التحالفات التي تسمح بدخول الميليشيات الإيرانية الرسمية وغير الرسمية، إضافة إلى استجلاب ميليشيات حزب الله الإرهابي.
وأشار البحرة إلى أن إيران سعت عبر هذا التغلغل بشكل رئيسي إلى الإبقاء على الحروب ومنع تحقيق الاستقرار في المنطقة المحيطة بها، وذلك لإشغال المجتمع الدولي عن الوضع الأمني داخل إيران المتمثل بالإبقاء على النظام في سدة الحكم والمحافظة على البرنامج النووي الإيراني، مشدداً على أن إيران استخدمت دماء الأبرياء في المنطقة والتحريض الطائفي وقوداً لهذه الأهداف.
وبيّن البحرة أن الاحتلال الإسرائيلي، استغل هذا الوضع، لشن عدوان غاشم على غزة ولبنان، وجزء منه على الأراضي السورية، وأكد أن الشعب السوري حريص كل الحرص على سيادة واستقلال الدولة السورية، ووحدة أراضيها، ويقف جبهة واحدة بوجه أي مشاريع انفصالية أو تقسيمية، والتي لم يكتب لها النجاح منذ قيام الدولة السورية.
واستنكر البحرة تفريط النظام بالسيادة السورية، وفتح المجال لتوغل الاحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، وخارج خطوط وقف إطلاق النار، مطالباً نظام الأسد بالتزام ما يدّعي أنه يقوم به، وهو المقاومة والممانعة، والتي لا يرى أحد أنه يقوم بها.
كما عبّر رئيس الائتلاف الوطني عن استنكاره لأي استهداف للمدنيين الأبرياء في لبنان أو في سورية أو أي بقعة أخرى في المنطقة، مطالباً بالمحافظة على السيادة واستقلال دول المنطقة، وعدم التدخل في شؤونها.
كما طالب المجتمع الدولي، بالتعاطي مع حلول مستدامة في المنطقة والتي تبدأ بالتعاطي مع المسببات الجذرية في المنطقة، وهي التغلغل الإيراني والأنظمة الديكتاتورية التي تخوض الحروب ضد الشعب السوري، أو الهيمنة على أنظمة الحكم في دول الجوار مثل لبنان والتفريط بسيادتها.
وحذر البحرة من آثار هذا التصعيد في المنطقة على الساحة السورية، وخاصة في ظل وُجود أكبر قوتين عسكريتين في العالم على الأراضي السورية، وهي الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، مضيفاً أن أي خطأ قد يؤدي إلى احتمالات غير متوقعة.
ولفت إلى أن كل هذه الأحداث تضع على كاهل الحكومة السورية المؤقتة والجيش الوطني السوري المهام الجسام والكبيرة، وأهمها الدفاع عن السوريين، مستنكراً أي اقتتال بين فصائل وفيالق الجيش الوطني، معتبراً أنها غير مقبولة، ومحملاً الفصائل المشاركة في الاقتتال مسؤولية إيقافها على وجه السرعة، وتحكيم الضمير وإعمال الحكمة، والتوجه نحو الحوار تحت سقف وزارة الدفاع لحقن الدماء وإيجاد الحلول المناسبة وإخماد الفتن، والالتزام بإعادة تنظيم الجيش الوطني ليكون أكثر فعالية، حيث إن هذا الاقتتال من شأنه إضعاف الجميع لصالح العدو المشترك.
المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري