مع توالي تحقيق قوى الشعب السوري الحرة إنتصارات سياسية وعسكرية حاسمة، يتوالى إطلاق مبادرات سياسية باهتة ومتأخرة من قبل النظام نفسه، ومن القوى المؤيدة له تمثل المبادرة الإيرانية نموذجاً لهذه المحاولات اليائسة لإلقاء طوق النجاة لسفينة النظام السوري الغارقة لا محالة.
فبعد ما يقرب من السنتين على انطلاق الثورة السورية المباركة، إحدى أعظم ثوارت الحرية في التاريخ الإنساني، مازال نظام طهران يعتبر هذه الثورة العظيمة مجرد خلاف سياسي بين طرفين من غير الواضح أيهما الجلاد وأيهما الضحية، ومازال النظام الإيراني يقدم طروحات لا تحمل حلاً حقيقياً يوقف نزيف الدم الغزير في سورية، ولا تعترف بحق الشعب السوري في تقرير مصيره واختيار نظامه السياسي الذي يريد، وهو النظام الحر الديمقراطي الكامل.
لا يريد النظام الإيراني أن يصدق أن ما يجري في سورية ثورة، هدفها هو التحرر من نظام استبدادي استعبادي، وأن هذه الثورة توشك على تحقيق نصر كامل، وأن دعم النظام الساقط يزيد من معاناة الشعب السوري ومن حجم تضحياته وقد يؤخر خلاصه من نظام الظلم والقهر، لكنه لن يحول أبداً دون انتصار السوريين، ولن يمنع سقوط نظام آل أسد.
تزعم المبادرة الإيرانية الحرص على حياة الشعب السوري ووحدته واستقلاله، ولا شك أن النظام الإيراني قادر على المساهمة في تحقيق الشعب السوري لطموحاته ومصالحه العليا، وذلك بالتوقف عن دعم نظام أسد سياسياً وأمنياً واقتصادياً، وفي الضغط على هذا النظام ليرحل بأسرع وقت
على النظام الإيراني أن يفكر جدياً بمستقبل علاقات الشعبين السوري والإيراني، فالنظام الذي يؤيده ساقط، والشعب السوري باق مابقيت الحياة
عاشت سورية حرة أبية
المكتب الإعلامي