الائتلاف الوطني السوري
02 حزيران 2014
وقف العالم كله كما وقفنا كسوريين أمام مشهد هزلي أسود، مشهد رسم عبره نظام الأسد آخر فصول التشبيح الانتخابي فنظام المبايعة بالدم قرر أخيرا إجراء مسرحية انتخابية مكتوبة بدماء السوريين فدماء المائتي ألف شهيد التي عام فوقها كرسي رأس العصابة الأسدية لم تكفيه، فقرر أن يشرع باب المستقبل السوري على بحور من الدماء.
إن هذا النظام المتنقل بين رمي البراميل الحارقة ، وصناديق التصويت المحروقة داخليا ودوليا لم يتعلم من تجربته الماضية إلا درسا واحدا … اقتل دمّر حتى يصوت لك ما تبقى من الناس، لكن الحسابات الخاطئة التي عودنا عليها ما زالت تلازمه، فالعصابة لا يمكن أن تصنع دولة مؤسسات حتى لو ركبوا لها نظام بجسم إيراني ويتغذى من مرتزقة حزب الله ورفاقه في مدرسة الإجرام، كما أن السفاح لا يصير رئيساً شرعيا حتى لو زرع صناديق اقتراع موهومة بعدد الصواريخ التي أسقطها فوق رؤوس ناخبيه.
زمن عائلة الأسد قد ولى إلى غير رجعة… واستفتاءاتهم الدونكيشوتية لم تعد تنطلي حتى على الأطفال وعربة ديموقراطيتهم لن تسير حتى لو أمنوا مرشحين اثنين لجرها أمامهم في حلبة السباق القائمة فوق جماجم الرضع وأشلاء النساء.
إن ما نراه اليوم لا يعدو كونه تنصيب للأسد من قبل الولي الفقيه في إيران، وهو أشبه ما يكون بإعلان البغدادي نفسه أميرا على العراق والشام، والشعب السوري براء مما يرتكبون.
لقد رأى شعبنا الوقفة الواحدة التي وقفها العالم الحر بما فيهم معظم الدول العربية الشقيقة بوجه المهزلة التي حاول أن يصطنعها نظام الإرهاب… فلم يسمحوا بفتح صندوق اقتراع واحد لمن فتح مستودعاته الكيماوية ليصبها فوق رؤوس الأبرياء العزل، لكن العالم الذي تراخى كثيرا مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بزيادة الدعم وتسريع العمل، في كل ما سمعناه من وعود وما بدأنا نلمسه للمرة الأولى ، وهو كله فاتحة خير، ولكنني مضطر لأن أذكر مجددا أن وقت السوريين من دم … ونحن لن نركع ما دام فينا عرق ينبض.
أيها السوريون اليوم يتأكد لنا أن مشروع مافيا الأسد وصل إلى حائط مسدود، وما رأيتموه وترونه ما هو إلا مشهد الأنفاس الأخيرة … إنها انتخابات تشاوشيسكو الصورية الأخيرة التي حصد فيها تأييد كامل شعبه، قبل أن يسحقه الشعب نفسه… والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصر واليوم بات معظم السوريين والعالم الحر على قناعة راسخة بأن الحل الوحيد الممكن لإخراج سورية والمنطقة من أكبر الأزمات التي عصفت بالشرق الأوسط هو سلوك الطريق الثالث بين طريق الدكتاتورية الراعية والمولدة للإرهاب، وطريق الإرهاب الذي يكرس ديكاتوريته ويبرر إرهاب العصابة الحاكمة، وقد لمست من زعماء العالم الذين التقيت قناعة كاملة ودعما غير محدود للخط الديمقراطي المعتدل الذي بلوره الائتلاف الوطني في طرح الخيار الثالث.
وكلمة من أجل لبنان هذا البلد الحبيب الذي ودع رئيسه العماد ميشال سليمان الحكم بوقار رافضا التمديد لساعة، ربما لأنه انتخب خارج الوصاية الأسدية، التي احترفت التمديد لها ولاتباعها، وأريد أن أتوجه بكلمة شكر وامتنان للشعب اللبناني الشقيق والقوى الحية الكثيرة فيه لحسن استضافتهم شعبنا المنكوب وكم أودّ أن أقدم اعتذاري وأسفي للمشهد الذي رافق الاستفتاء الصوري وهو مشهد تمت صياغته بعناية من قبل المخابرات السورية وأذيالها وشركائها في لبنان ومن دون الدخول في التفاصيل أريد أن ألفت نظر أشقائنا في لبنان إلى أن ما دبر في ليل أسود ورأيتموه في وضح النهار كان يهدف إلى زرع الشقاق بين شعبنا وحاضنته اللبنانية وهي لعبة أتقنتها عصابة الأسد وورثها الأب للابن.
فرجائي ألا نلبس جميعا ثوبا حاكوه بخيوط الحقد، وتذكروا أن مسيرة مفتعلة لثلاثين أو خمسين ألفا لا تعبر عن مئات آلاف السوريين في لبنان وهي بالتأكيد ليست مؤشرا على مزاج ٩ ملايين سوري شردهم السفاح،
أما بالنسبة للقلة القليلة التي انتخبت ذاك السفاح عن قناعة فأقول لهم كان حريا بكم أن ترفعوا صور البراميل الحارقة والمقاتلات الحربية والدبابات لتكونوا منسجمين مع أنفسكم، ولمزيد من الانسجام كان الأحرى أن يزين جمعكم علم الحرس الثوري فلا بأس ما دامت العمالة مجرد وجهة نظر في قاموس ممانعتكم البائس.
أيتها السوريات أيها السوريون نجدد تحذيرنا وليسمع العالم ويشهد نظام الأسد الذي اعتاد على الغوص في الدم يحضر في يوم الاستفتاء المشؤوم إلى سلسلة تفجيرات وقصف على التجمعات ومراكز ما يسمى الاقتراع ويتوزع المهمات مع عصابات ومرتزقته وإرهابييه لتنفيذ وتبني هذه العمليات من هنا نهيب بكل أبناء شعبنا من دون استثناء ألا يقعوا مجددا فريسة لخططه القذرة التي تصدر رسائل للعالم بدماء السوريين ونرجو من جميع السوريين الذين نحرص عليهم كعيوننا التزام منازلهم وعدم النزول بأرجلهم إلى حمامات الدم والعار التي تريدها عصابة الأسد.
لمشاهدة فيديو الكلمة : اضغط هنا