عقد رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد عوينان الجربا اجتماعاً مساء الأربعاء ليلة الخميس 10 تشرين أول 2013، عبر السكايب، مع القيادات الميدانية، العسكرية والمدنية، في مدينة حمص لبحث آخر المستجدات، وسبل فك الحصار عن المدينة، وتنسيق المواقف تجاه استحقاقات المرحلة.
حضر الاجتماع رئيس المجلس العسكري للمنطقة المحاصرة، وقادة بعض الألوية والكتائب، إلى جانب مسؤول مكتب التواصل الخارجي، وطبيب المشفى الميداني، وعدد من الناشطين السياسيين والإغاثيين في المنطقة المحاصرة ومن اتحاد أحياء حمص.
وأكد الجربا خلال الاجتماع أن حمص تقع على رأس أولويات سياسة الائتلاف، وأنها عاصمة الثورة وملهمتها، ووجه التحية لثوارها الصامدين، كما شرح لهم الجهود التي بذلها لدعم حمص قبل توليه رئاسة الائتلاف، وما يبذله الائتلاف منذ اليوم الأول لانتخابه من أجل فك الحصار عنها.
وعلى الصعيد ذاته؛ عرضت القيادات الميدانية في حمص آخر التطورات على الأرض، وخاصة تفاقم الأزمة الإنسانية في أحياء حمص المحاصرة المرافقة لإصرار النظام على منع الصليب الأحمر الدولي من إجلاء المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية لهم، بالإضافة إلى التصعيد الخطير الذي يشنه ضد حي الوعر، واستهداف المدنيين العزل بشكل شبه يومي بصواريخ أرض ــ أرض وقذائف الهاون. وقد شرح رئيس الائتلاف الجهود السياسية والعسكرية والدبلوماسية التي يقوم بها الائتلاف بالتنسيق مع هيئة الأركان في الجيش السوري الحر لمواجهة ذلك، ووضعهم في صورة ما تمت مناقشته قبل يومين مع السادة رئيس هيئة الأركان وقائد جبهة حمص ورئيس مجلسها العسكري لدعم تحركهم لفك الحصار، كما استمع إلى اقتراحات القيادات الميدانية بهذا الخصوص، وعبر عن استعداده لبذل كل جهد لدعم ما يتوافقون عليه من خلال قيادة الأركان.
إلى ذلك؛ أكد الجربا بأن القيادة السياسية للائتلاف لا تتدخل في تزكية قيادات عسكرية أو مدنية على أخرى، ولا تنحاز لأي طرف وإنما تدعم ما يتوافقون عليه، وأن شرعية أي مجلس عسكري أو مدني تستمد من إرادة الثوار ورضا الناس.
كما تبادل المجتمعون وجهات النظر حول موضوع الذهاب إلى مؤتمر جنيف، وتم التوافق على التمسك بثوابت الثورة مهما عظمت التضحيات، وأكد رئيس الائتلاف بأن قراره السياسي بهذا الشأن، كما كل شأن، مرتبط بعملية التواصل المستمرة مع الثوار على الأرض، ويخضع كل قرار في النهاية للتصويت من قبل الهيئة العامة للائتلاف. وشدد على ألّا حوار مع المجرم بشار الأسد، بل إن الحل السياسي يحتاج ظروفاً موضوعية كالتي أعلنها في مواقفه الأخيرة، وعلى رأسها انسحاب قوات إيران وحزب الله الغازية والحصول على ضمانات عربية وإسلامية للتفاوض انطلاقاً من ثابتة تنحي الأسد ورموز نظامه المجرم، مع التمسك بحق الجيش السوري الحر بالاستمرار بالقتال للدفاع عن الشعب.
كما اتفق المجتمعون على أن تخاذل المجتمع الدولي وتأخره عن الوفاء بالتزاماته تجاه الشعب السوري هو الذي يدفع الأمور إلى مزيد من التعقيد، وهو الذي يساعد النظام نفسه على خلق بيئة مناسبة لنمو التيارات المتطرفة التي لم تكن موجودة أصلاً في بداية الثورة، والتي لا تعبر عن طبيعة الشعب السوري ذي الغالبية المسلمة المعتدلة، وأن محاولة بعض الدول مؤخراً التركيز على مسألتي السلاح الكيماوي والتطرف وكأنهما المشكلة الأكبر؛ أمر مرفوض تماماً من الثوار ومن قيادة الائتلاف التي لن تسمح بحرف بوصلة نضال الشعب السوري عن هدف ثورته الأول المتمثل بإسقاط النظام الديكتاتوري المجرم.
وتلقى الجربا بعض الطلبات واستمع إلى بعض الاستفسارات من إخوته من ثوار حمص، ووعد بأن يقدم الائتلاف كل ما يلزم خلال اجتماع عاجل سيعقده مع القيادات المعنية، ولاسيما رئيس هيئة الأركان ورئيس المجلس العسكري لمحافظة حمص للعمل سوياً على تلبية المتطلبات على وجه السرعة.
ختاماً، كرر رئيس الائتلاف حرصه على الاستمرار بتعزيز التواصل المباشر مع القيادات الميدانية في حمص وباقي المحافظات، ودعا إلى الشفافية والمكاشفة وعدم السماح لأي جهة بمحاولة إيقاع الفرقة بين مكونات الثورة السورية المباركة.